المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

غزوة أكيدر بن عبد الملك
31-7-2019
خطر الإرهاب الإلكتروني وأسبابه ودوافـعه
19-8-2022
الشباب ومشكلة الثقافة والانتماء الفكري
2024-02-29
الخصال المطيّبة للعيش / أن تكون خفيفة المهر
2024-01-01
ابنية المصادر
17-02-2015
Radar observations
8-9-2020


المضاعفات والاضرار لصفة النفاق  
  
1440   07:37 صباحاً   التاريخ: 1-2-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص298 ــ 300
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

للنفاق عند الاطفال اضرار ومضاعفات كثيرة حيث تقسم هذه المضاعفات إلى قسمين:

1ـ الاضرار الفردية: حيث ان النفاق يكون عاملاً لانشغال الفكر في طرق غير صحيحة وغير سالمة، فهو يضطر دائماً إلى التخطيط والبرمجة والتفكير من أجل الحصول على النجاح في نطاق خاص وهذا يسبب له الاخفاق في الوصول إلى النجاح في الحياة.

- ان النفاق يؤذي باطن الانسان ويحدث له اضطراباً في نظام التفكير ويعرقل النمو في القابليات والاستعدادات ويسبب العذاب في داخل الانسان. حيث يكون الانسان في ظروف لا يستطيع معها ان يتراجع عما هو فيه.

- ومن اضرار النفاق نمو إرادة الخداع والحيلة والعداوة والمشاكسة لدى الانسان، فيشجع على العداوة، وهذه احدى علامات السقوط الأخلاقي ويصبح الشرف الانساني معرضاً للسؤال والاستفهام.

النفاق يؤدي إلى ان تكون كل أوقات الانسان وتفكيره منصبا على هذا الأمر لأنه يحاول ان يحافظ على كلا صورتيه الصورة الواقعية والصورة التصنعية وغير الطبيعية وهذا الأمر صعب مستصعب ويقتضي ان يكون باطن الانسان دائماً في حالة اضطراب. فكتمان السر أمر ليس بالهين واخفاء الحقيقة لا تتم بالشكل الذي يتصوره الانسان. بل يجب أن يدفع من أجلها ثمنا غالياً حيث القلوب يعلوها الرين والدرن والاضطراب ويكون على استعداد لتحمّل الصدمات الناتجة عن هذا العمل.

2ـ الاضرار الاجتماعية: ومن اضرار النفاق انه يوجب خسائر ومضاعفات اجتماعية من جملتها تدهور العلاقات الاجتماعية ونمو العداوة بين الناس وإلحاق الضرر بالآخرين. وتعتبر الصدمة كبيرة وخطيرة وذلك لأن الشخص عن طريق الصداقة والقرب من الآخرين أن يخطط للإيقاع بهم فيجعلهم بؤساء وكذلك يخطط لكيفية إلحاق الاذى بصورة غير مباشرة على الناس ان المنافقين من الأعداء الداخليين. يعني عدو يعيش في البيت ويعرف كل شيء عن البيت. فاذا أراد أن يسبب صدمة وضربة وضرراً لذلك البيت فإنّه سيوفق في ذلك وانّ سهمه لا يخطأ.

ان هؤلاء يشكلون خطراً على المجتمع ولا يستطيع أحد الاعتماد عليهم أو أن يتفوه بكلام في حضورهم. فكل من يريد أن يتّخذهم اصدقاءً يضلونه عن الطريق ولا يأمن خطرهم وهذه بحد ذاتها خسارة لإنسانية الانسان.

خطر استمرار صفة النفاق

هذه الصفة يجب أن تعالج عند الاطفال بصورة سريعة وفي غير هذه الحالة فإن النفاق يأخذ حالة عادية لدى الطفل ويكون وجوده عرضة للخطر.

أن أكثر المنافقين يبتلون بمسائل يندمون بعدها على ما فعلوا ويصبحون عرضة للوم أنفسهم.

ان استمرار هذه الظاهرة لها مضاعفات اخرى تبرز في المستقبل منها تثبيت حالة الكذب لدى الافراد وكذلك نقض العهد وعدم رعاية القول والقرار والخيانة بالقريب والبعيد وانتشار صفة عدم الحياء. فقدان السمعة والشخصية وهذه تمثل ضربة كبرى للإنسانية.

استمرار هذه الحالة عند الافراد يؤدي إلى ان تكون المسألة عادية ويذهب قبحها في النفوس حيث لا يشعر المنافق بالخجل والحياء ولا يخاف من الفضيحة وفقدان ماء الوجه، وهذا بحد ذاته خطر كبير يجب ان يخشاه الانسان.

 هؤلاء بعد ذلك يصبحون مهرة في نفاقهم حتى يصبح عملهم شبيهاً بالفن. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.