أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-05-2015
4906
التاريخ: 7-10-2014
5008
التاريخ: 24-11-2014
5306
التاريخ: 2024-11-19
109
|
{ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا ...}[النمل/۸۳]
أما قوله: " من لم يقل برجعتنا فليس منا "(1) ، فإنما أراد بذلك ما اختصه من القول به في ان الله تعالى يحيي قوماً من أمة محمد(صلى الله عليه واله وسلم) بعد موتهم قبل يوم القيامة ، وهذا مذهب يختص به آل محمد ، وقد أخبر الله(عزوجل) في ذكر الحشر الأكبر: { وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 47].
وقال سبحانه في حشر الرجعة قبل يوم القيامة: { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ }.
فأخبر أن الحشر ، حشران: حشر عام ، وحشر خاص. وقال سبحانه يخبر عمن يحشر من الظالمين أنه يقول يوم الحشر الأكبر: { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ} [غافر: 11].
وللعامة في هذه الآية تأويل مردود ، وهو أن المعنى بقوله: {ربنا أمتنا اثنتين} ، أنه خلقهم أمواتاً ثم أماتهم بعد الحياة ، وهذا باطل لا يجري على لسان العرب ، لأن الفعل لا يدخل إلا على ما كان بغير الصفة التي انطوى اللفظ على معناها ، و خلقه الله ميتاً لا يقال له أماته ، وإنما يقال ذلك فيمن طرأ عليه الموت بعد الحياة. كذلك لا يقال:
جعله الله ميتاً إلا بعد ما كان حيا و هذا بين لمن تأمله.
وقد زعم بعضهم: أن المراد بقوله: { ربنا أمتنا اثنتين} ، الموتة التي يكون بعد حياتهم في القبور للمسألة ، فتكون الأولى قبل الإحياء والثانية بعده.
وهذا أيضاً باطل من وجه آخر ، وهو أن الحياة للمسألة ليست للتكليف ، فيندم الإنسان على ما فاته في حياته ، وندم القوم على ما فاتهم في حياتهم مرتين ، يدل على أنه لم يرد حياة المسألة؛ لكنه أراد حياة الرجعة التي تكون لتكليفهم والندم على تفريطهم ، فلم يفعلوا فيندمون يوم العرض على ما فاتهم من ذلك.
والرجعة عندنا تختص بمن يمخض الإيمان ويمخض الكفر ، دون ما سوى هذين الفريقين ، فأراد الله على من ذكرنا أو هم الشيطان أعداء الله (عزوجل) إنما ردوا إلى الدنيا ، لطغيانهم على الله فيزدادوا عتواً ، فينتقم الله تعالى منهم بأوليائه المؤمنين ، ويجعل لهم الكرة عليهم ، فلا يبقى منهم أحد إلا وهو مغموم بالعذاب والنقمة والعقاب ، وتصفوا الأرض من الطغاة ، ويكون الدين لله تعالى.
والرجعة ، إنما هي لممخضي الإيمان من أهل الملة ، وممخضي النفاق منهم ، دون من سلف من الأمم الخالية.
وقد قال بعض المخالفين لنا: كيف تعود كفار الملة بعد الموت إلى طغيانهم ، وقد عاينوا عذاب الله في البرزخ ، وتيقنوا بذلك أنهم مبطلون؟
فقلت له: ليس ذلك بأعجب من الكفار الذين يشاهدون في البرزخ ما يحل بهم من العذاب فيها ، ويعلمونه ضرورة بعد الموافقة لهم ، و الاحتجاج عليهم بضلالهم ، فيقولون حينئذ: { يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام: 27] ، فقال الله: { بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [الأنعام: 28].
فلم يبق للمخالف بعد هذا الاحتجاج شبهة يتعلق بها فيما ذكرناه ، والمنة لله (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- من لا يحضره الفقيه ، كتاب النكاح ، باب المتعة ، ج ٣ ، ص ۲۹۱ ، باب ١٤٣ ، ح /١: ليس منا من لم يؤمن بكرتنا ويستحل متعتنا.
2- عدة رسائل (الرسالة السروية ): ٢٠٨ ، والمصنفات ۷: ۳۲
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|