مـدخـل الحـاجـات الأسـاسيـة للتنميـة والانتـقادات الموجهـة لـه |
1129
01:01 صباحاً
التاريخ: 29-12-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2022
1255
التاريخ: 2-6-2020
2728
التاريخ: 12-10-2019
3639
التاريخ: 7-2-2018
5605
|
مدخل الحاجات الأساسية
مدخل الحاجات الأساسية هو استراتيجية تنموية بدأت أفكارها في النصف الأول من عقد السبعينيات من القرن العشرين تنطلق من رفض نظريات التراكم التقليدية كمخرج لمأزق التخلف وتحقيق الانطلاق الاقتصادي، وترى أن توفير الحاجات الأساسية للإنسان هو الذي يحقق انطلاقه نحو العمل بفعالية. (*)
إن هذا المدخل الذي اعتمد عام 1976 في مؤتمر الاستخدام العالمي لمنظمة العمل الدولية، له توجه عكسي لنماذج النمو من الأعلى إلى الأسفل (كنموذج لويس وروستو)، حيث يركز على النمو من الأسفل إلى الأعلى من خلال معالجة الفقر بتوفير الحاجات الأساسية للسكان.
إن تركيز هذا النموذج على توفير ما يحتاجه الفقراء من سلع استهلاكية (غذاء، لباس، سكن)، وخدمات أساسية (ماء صالح للشرب، رعاية صحية ، تعليم...) والحاجات الأخرى غير المادية (كالمساهمة في صنع القرار)(1) يعطي الفكرة عن اهتمامه بالاستهلاك كأداة لرفع النمو الاقتصادي من خلال زيادة الكفاءة الإنتاجية، هذه الزيادة الناجمة عن تحسن الوضعية المعيشية والصحية للقوة العاملة.
من خلال الشكل نلاحظ أنه :
- في البداية يساهم الاستهلاك بنسبة قليلة في نمو الإنتاج، لكن مع تحسن تدريجي في صحة وكفاءة قوة العمل ترتفع الإنتاجية بشكل كبير كما يبينه الخط الرابط بين النقطة A والنقطة B.
- بعد النقطة B فإن تأثير الاستهلاك على الإنتاجية سوف يخضع لقانون تناقص العوائد.
بناء على هذه العلاقة، ومن خلال فلسفة مدخل الحاجات الأساسية، ركز كثير من الباحثين (أمثال "أمارتيا" سين A, Sen" و " بيرك" Berg) على ضرورة الانطلاق في البحث عن تحقيق التنمية من نقطة القضاء على النقص فيما يؤخذ من غذاء وطاقة لدى الطبقات الفقيرة (خصوصاً بالأرياف)، وتوفير حاجاتها الاساسية، وهذا يتطلب عدالة في توزيع الدخل، وتوسيع إنتاج الغذاء بدلاً من تصدير المحاصيل ، وتفضيل التكنولوجيا كثيفة العمل على التكنولوجيا كثيفة رأس المال.
كخلاصة فإن مدخل الحاجات الأساسية يتصور أنه لا يمكن إحداث إطلاق لقوى النمو في المجتمعات النامية في ظل وجود طبقة كبيرة من الفقراء الذين لا يتمتعون بالعتبة الدنيا من الحاجات الأساسية الضرورية للحياة، وأن توفير هذه الحاجات يعتبر محفزاً للإنتاجية إذ أن قوة العمل التي تتمتع بصحة جيدة وتقرأ وتكتب جيداً وتتغذى جيداً هي قادرة على بذل جهود مادية وفكرية أكثر من قوة العمل المريضة والجائعة وسيئة التغذية.(2)
الانتقادات الموجهة لهذا المدخل
واجه استراتيجية الحاجات الأساسية انتقادان رئيسيان هما: (3)
- تركيزها الكبير على الاستهلاك على حساب الادخار والاستثمار، الأمر الذي يؤدي إلى نقص الرفاهية في الاقتصاد.
- قصر النظرة : فبدلاً من التركيز على زيادة الطاقة الإنتاجية واستمرارها في المدى الطويل، تتبنى هذه الإستراتيجية توجيه الموارد إلى القطاع الاستهلاكي للفقراء بدلاً من توجيهها نحو القطاع الإنتاجي وهو الأمر الذي بالنهاية سيرفع مستوى معيشتهم في الأجل الطويل.
ويبدو أن الانتقاد الأخير مناقش، لأن أنصار هذه الاستراتيجية يرون أن تلبية هذه الحاجات يجب أن يتم على أساس التوازن بين الجوانب الاقتصادية والجوانب الاجتماعية، بمعنى أن جملة الإجراءات المتخذة لتلبية الحاجات الأساسية للأفراد يجب أن لا تكون على حساب تنمية الطاقة الإنتاجية، ومن جملة هذه الإجراءات يمكن الإشارة إلى: (4)
- المشاركة الشعبية في صنع القرارات التنموية.
- توسيع قاعدة العمل المنتج وزيادة إنتاجيته.
- تغيير هيكل الاستثمارات وهيكل التجارة الخارجية.
- توزيع الدخل وإعادة توزيعه لفائدة محدودي الدخل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) تمثل الحاجات الأساسية الحد الأدنى الذي ينبغي تحقيقه من أجل استمرار الحياة الإنسانية للفرد بطريقة مقبولة، وتشكل الحد الأدنى الاجتماعي الذي يعتبر المواطن الذي يقل استهلاكه عنه داخلاً ضمن فئة الفقراء. للمزيد انظر عدنان داود العذاري وآخر، مرجع سابق، ص: 45.
(1) ينظر تفصيل هذه الحاجات وما يقصد بها وكيفيات تحديدها وجوانب أخرى في:
- مصطفى زروني، مرجع سابق، ص ص: 233-238
- محمد صالح تركي قريشي، مرجع سابق، ص: 187.
(2) محمد صالح تركي قريشي، مرجع سابق، ص: 190.
(3) مصطفى زروني، مرجع سابق، ص: 239 .
(4) سيدي محمود سيدي محمد مرجع سابق، ص: 150.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|