المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{وان هذا صراطي‏ مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل}
2024-05-15
{ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي‏ هي احسن}
2024-05-15
{قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم}
2024-05-15
{قل هلم شهداءكم}
2024-05-15
معنى الخرص
2024-05-15
معنى الشحوم و الحوايا
2024-05-15

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


البحث حول الراوي محمد بن سنان.  
  
2732   11:36 صباحاً   التاريخ: 24/12/2022
المؤلف : الشيخ محمد طالب يحيى آل الفقيه.
الكتاب أو المصدر : سدرة الكمال في علم الرجال
الجزء والصفحة : ص 432 ـ 445.
القسم : الرجال و الحديث والتراجم / اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-8-2016 2133
التاريخ: 17-10-2017 1096
التاريخ: 19-8-2017 2771
التاريخ: 1-9-2016 3133

محمد بن سنان:

هو محمد بن سنان أبو جعفر الزاهريّ، من ولد زاهر، مولى عمرو بن الحمق الخزاعيّ، كان أبو عبد الله بن عباس يقول: حدّثنا أبو عيسى محمد بن أحمد بن محمد بن سنان قال: هو محمد بن الحسن بن سنان، مولى زاهر، توفّي أبوه الحسن وهو طفل، وكفله جده سنان فنُسب إليه.

هذا ما عرّفه به النجاشيّ، والحاكي هنا هو حفيده بأنّ جدّه هو محمد بن الحسن بن سنان الزاهريّ.

قال السيد بحر العلوم في رجاله: "إنّه من أصحاب الكاظم والرضا والجواد والهادي (عليهم السلام)"، وقال الكشّي: "إنّه من أصحاب الكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام) - ولم يذكر الهادي (عليه السلام) - والشيخ ترجمه في أصحاب الصادق والكاظم والرضا والجواد (عليهم السلام) ولم يذكره في أصحاب الهادي (عليه السلام)، وزاد أنّه من أصحاب الصادق (عليه السلام).

ولعلّ السرّ في عدم ذكر الكشّي له في أصحاب الصادق (عليه السلام) عدم روايته عنه (عليه السلام) سوى ما رواه الصدوق في الفقيه مرّة، والبرقيّ في المحاسن ثلاث مرّات، أمّا روايته عن الكاظم (عليه السلام) فكثيرة جدا في الكتب الأربعة، ولهذا يُحتمل فيها السقط في السند أو الخطأ والاشتباه، إذ أنّ الحق فيه الواسطة ما بين محمد والصادق (عليه السلام).

وممّا يؤيّد ذلك أنّ وفاة محمد بن سنان - على ما ذكره النجاشيّ - إنّها حدثت سنة مائتين وعشرين بينما استشهد الصادق (عليه السلام) سنة مائة وثمانٍ وأربعين، فيكون ما بين الوفاتين اثنتان وسبعون سنة، ولمّا كان لا بدّ من كون محمد بن سنان كبيراً ليروي عن الصادق (عليه السلام) - كأنّ يكون عمره عشرين سنة مثلا - فيكون عمر ابن سنان حينها ما يقارب التسعين سنة، هذا ولم يُعرف عن أيّ من المترجمين له قولهم: إنّه كان طاعناً في السن حين وفاته أو إنّه عمر طويلا، ولهذا يمكن القول بعدم ثبوت رواية محمد بن سنان عن الصادق (عليه السلام) ، فمن عدم روايته عنه (عليه السلام) - سوى المذكور - وعدم ذكر الكشّي له في أصحاب الصادق، ولعدم مناسبة طبقته لطبقة الإمام الصادق (عليه السلام) يصعب القول بروايته مع ذلك عنه (صلوات الله عليه).

البحث في وثاقته وضعفه:

يمكن القول بأنّ من أعظم من وقع الخلاف فيه بين الرواة من جهة وثاقته وضعفه هو محمد بن سنان، حتّى اختلف الرجل الواحد فيه، فوثّقه تارة وضعّفه أخرى، وقد وردت فيه روايات مادحة وأخرى قادحة كما سيتبيّن لك ذلك كلّه.

ولهذا نرى أنّ ابن شاذان وابن عقدة الهمدانيّ والمفيد في الرسالة الهلاليّة والنجاشيّ والشيخ وابن الغضائريّ والعلّامة وابن داود والشهيد الثاني وابنه الحسن وولده محمد والسيد السند وشيخه الأردبيليّ والسيد الدّاماد والمجلسيّ الأول وغيرهم قد ذهبوا إلى تضعيفه في حين وثّقه المفيد في الإرشاد وابن شعبة الحرّانيّ - كما حكاه الحرّ عن التحف والمجلسيّ الثاني والحرّ وجماعة "ممّن عاصرناه" والمازندرانيّ الخاجوئي وغيرهم.

قال السيد بحر العلوم (رحمه الله) في فوائده: "وقد عظم الخلاف بين الأصحاب في محمد بن سنان، واضطربت فيه أقوالهم اضطراباً شديداً، حتّى اتّفق للأكثر فيه القول بالشيء وضدّه من التوثيق والتضعيف والمدح والقدح والمنع من الرواية والإذن فيها والامتناع منها والإكثار منها والطعن فيه والذبّ عنه...".

وقد حكى الشيخ الكاظميّ في تكملة نقد الرجال عن الحرّ قوله: "محمد بن سنان وقد اختلف في توثيقه وتضعيفه، والأقوى التوثيق كما وثّقه بعض مشايخنا المعاصرين، فقد وثّقه المفيد وجماعة منهم الحسن بن أبي شعبة في تحف العقول وابن طاووس في كتاب التتمّات والمهمّات، وروى الكشّي ما يدلّ على توثيقه، وروى له ذمّاً كأمثاله من الخواص، ووجهه التقيّة.. ولعلّ ذلك سبب التضعيف مع الغفلة عن كونه تقيّة ومن أنّه قال عند موته ما حاصله: أنّ ما رواه لم يسمعه كلّه ولكنّه وجده...".

وقد ظهر لك أنّ الحرّ أرجع تضعيفه إلى أمرين، الأول: الروايات القادحة، وقد حملها على التقيّة كما حدث ذلك مع زرارة وغيره من الرواة المعروفين بالوثاقة والورع، ولأنّه قال قبل موته بأنّ أخباره لم يتناولها عن مشايخه، وإنّما اشتراها من السوق، ولعلّ يد الوضع لها أثر فيها.

أمّا السيد نعمة الله الجزائريّ في كنز الطالب فقد أرجع القول بتضعيفه إلى أمرين آخرين فقال: التحقيق أنّ الطعن إنّما جاء إليه من طريقين، الأول: ما روى الكشّي - وذكر كلام أيّوب بن نوح - الثاني: ما ذكره بعضهم من اشتمال أحاديثه على الغلو وارتفاع القول.

أقول: الإنصاف في القول أنّ تضعيف القدماء لا يرجع إلى ما ذكره الحرّ والجزائريّ خاصّة، وإنّما نُعت بالكذب والوضع، وأنّه ضعيف، غالٍ، يضع الحديث، لا يُلتفت إليه، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه، مطعون عليه، ضعيف جداً، لا يعوّل عليه، وهكذا من التعابير التي كثير منها لا يرجع إلى ما أفاده الحرّ أو الجزائريّ، ولهذا كان لا بدّ من تفصيل لأدلّة الضعف أولا ثم نردفها بأدلة التوثيق ليتبيّن لنا الحق من القول، فنقول والله المستعان:

أدلة الضعف:

نبدأ بالأدلة من الأقدم ثم إلى من دونه في القدم حتى نذكر بعض كلمات متأخّري المتأخّرين.

الأول: ما ذكره الكشّي قال حدّثني أبو القاسم نصر بن الصباح وكان غالياً، قال حدثني أبو يعقوب بن محمد البصري وهو غالي ركن من أركانهم أيضا، قال حدثني محمد بن الحسن بن شمون وهو أيضا منهم، قال حدثني محمد بن سنان وهو كذلك..." (1).

والخبر دالّ على كونه غالياً وهو قرينة الضعف، لكنّا قلنا سابقا: إنّها لا تكفي للدلالة على المراد، هذا وسند الخبر ضعيف لا يُستدلّ به.

الثاني: ما ذكره الكشّي قال: "قال حمدويه: كتبت أحاديث محمد بن سنان عن أيوب بن نوح وقال: لا أستحلّ أن أروي أحاديث محمد بن سنان" (2).

والضمير في "وقال" يرجع إلى أيوب بن نوح وليس لحمدويه بن نصير كما سيتبيّن لك في الخبر اللاحق.

الخبر صحيح، ودلالته على الإعراض عن أخبار محمد بن سنان واضحة، وليست إلا لضعفه أو لضعف أخباره، وسيأتي أنّ الإعراض عن الأخبار إنّما كان لمقالة محمد بن سنان بأنّه لم يروِ عن مشايخه لا سماعاً ولا روايةً وإنّما وجد الأخبار فحدّث بها، ولذا أسقط القدماء أخباره عن الاعتبار لذلك.

الثالث: ما ذكره الكشّي قال: "ذكر حمدويه بن نصير أنّ أيوب بن نوح دفع إليه دفتر فيه أحاديث محمد بن سنان، فقال لنا: إن شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا، فإنّي كتبت عن محمد بن سنان ولكن لا أروي لكم أنا عنه شيئا، فإنّه قال قبل موته: كلّ ما حدّثتكم به لم يكن لي سماعاً ولا رواية إنّما وجدّته" (3).

والصحيح هذا أظهر في الدلالة من سابقه في أنّ المانع من الرواية عن ابن سنان هو كون الأخبار وجادة وليست رواية، وأنّ المانع من رواية ابن سنان هو أيوب بن نوح.

على كلٍّ، فإنّ الصحيح لا يدلّ على ضعف ابن سنان - كما قيل - وانّما على ضعف أخباره، لكنّه يُقال في جوابه: إنّ السكوت طوال حياته إنّما هو تدليس واضح على الرواة عنه، إذ شرطُ الروايةِ الروايةُ عن المشايخ سماعاً أو رواية، ولا تصحّ من دونها كما هو معلوم في شرط تحمّل الرواية.

الرابع: ما ذكره الكشّي قائلا: "محمد بن مسعود: قال حدّثني علي بن محمد بن قتيبة القمّي عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: كنّا عند صفوان بن يحيى فذكر محمد بن سنان فقال: إنّ محمد بن سنان كان من الطيّارة فقصصناه" (4).

والخبر ضعيف بعلي بن محمد بن قتيبة على قول معروف، ودلالته ظاهرة في كونه من المنحرفين بداية أمره ثم استصلح أمره.

الخامس: ما ذكره الكشّي قال: "قال محمد بن مسعود، قال عبد الله بن حمدویه، سمعت الفضل بن شاذان يقول: لا أستحلّ أن أروي أحاديث محمد بن سنان".

وقال أيضا: "وذكر الفضل في بعض كتبه: إنّ من الكذّابين المشهورين ابن سنان وليس بعبد الله" (5).

والخبر حسن، والضمير في "وذكر" يرجع إلى الكشّي وليس إلى ابن مسعود ولا عبد الله بن حمدويه، لما ذكره الكشّي تحت رقم 1033 من قوله: "وذكر الفضل في بعض كتبه: الكذّابون المشهورون أبو الخطّاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمد بن سنان، وأبو سمينة أشهرهم" (6).

أمّا دلالة "لا أستحلّ" فلما اشتهر عن ابن سنان أنّه روى أخبار وجدها في السوق، وأمّا أنّه من الكذّابين والمشهورين بالكذب فإّنه إخبار من الفضل - أي ابن شاذان - بحقّه، والفضل معروف بوثاقته وورعه ومدحه من المعصوم (عليه السلام).

السادس: ما ذكره الكشّي بقوله: "أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيشابوريّ، قال: قال أبو محمد الفضل بن شاذان: رُدّوا أحاديث محمد بن سنان، وقال: لا أحلّ لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان عنّي ما دمت حيا وأذن في الرواية بعد موته" (7).

والخبر ضعيف بابن قتيبة، لكنّه مرّ معك أنّ مضمون الخبر صحيح، وأنّ الفضل لا يروي أحاديث بن سنان وأنّه كذّاب مشهور به.

السابع: ما قاله الشيخ المفيد (رحمه الله) في الرسالة الهلاليّة في الردّ على الصدوق (رحمه الله) بقوله "فمن ذلك - أنّ شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين يوما. ما رواه محمد بن الحسين بن أبي الخّطاب عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص أبدا، قال - أي: المفيد - وهذا حديث شاذ نادر غير معتمد عليه، في طريقه محمد بن سنان وهو مطعون فيه، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه" (8).

 الثامن: حكاية العلّامة عن ابن الغضائري أنّه قال: إنّه ضعيف غالٍ لا يُلتفت إليه (9).

 .. وكتاب ابن الغضائري لم يثبت عندنا.

التاسع: ما أفاده النجاشيّ بقوله: "وقال أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد - ابن عقدة -: إنّه روى عن الرضا (عليه السلام) وقال: وله مسائل عنه معروفة، وهو رجل ضعيف جداً لا يعوّل عليه، ولا يلتفت إلى ما تفرّد به.

وقد ذكر أبو عمرو في رجاله - الكشّي - قال: أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيشابوريّ قال: قال أبو محمد الفضل بن شاذان: لا أحلّ لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان.

وذكر أيضا أنّه وجد بخط أبي عبد الله الشاذانيّ: إنّي سمعت العاصميّ يقول: إنّ عبد الله بن محمد بن عيسى الملقّب "بنان" قال: كنت مع صفوان بن يحيى بالكوفة في منزلي، إذ دخل علينا محمد بن سنان فقال صفوان: إنّ هذا ابن سنان لقد همّ أن يطير غير مرّة فقصصناه حتّى ثبت معنا.

وهذا يدلّ على اضطراب كان وزال..." (10).

وكتاب ابن عقدة كان موجوداً عند النجاشيّ وقد نقل عنه كثيرا وهو يدلّ على أنّ ابن عقدة الخبير ومعتمد الشيخ والنجاشيّ قد بالغ في تضعيفه.

العاشر: قال النجاشيّ في ترجمة مياح المدائنيّ: "مياح المدائنيّ ضعيف جدا، له كتاب، يُعرف برسالة مياح، وطريقها أضعف منها وهو محمد بن سنان" (11).

الحادي عشر: ما ترجمه به الشيخ في الفهرست فقال: "محمد بن سنان له كتب وقد طعن عليه وضعف، وكتبه مثل كتب الحسين بن سعيد على عددها، وله كتاب النوادر، وجميع ما رواه إلا ما كان فيها من تخليط أو غلو..." (12).

الثاني عشر: ما قاله الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا (عليه السلام) "محمد بن سنان ضعيف" (13).

الثالث عشر: ما ذكره الشيخ في الاستبصار بقوله: " ومحمد بن سنان مطعون عليه، ضعيف جدا، وما يختصّ بروايته ولا يشاركه فيه غيره لا يعمل عليه" (14).

وضعّفه من بعدهم العلّامة في الخلاصة وابن داود في رجاله والشهيد الثاني في مسالكه وولده الشيخ حسن في المنتقى وولده الشيخ محمد وغيرهم، حتّى اشتهر ضعفه شهرة عظيمة.

وقد تلخّص حتّى هاهنا أنّ مشهور القدماء قد أعرضوا عن أخباره، وقال البعض بغلوّه - كما تبيّن في الدليل الثاني وغيره - وأنّ أخباره وجادة على ما وصلنا بطريق صحيح وأنّ الفضل اتّهمه بأنّه من الكذّابين المشهورين وقد ضعّفه المفيد في الرسالة الهلاليّة وابن عقدة كما قاله النجاشيّ وأيوب بن نوح كما ذكره أيضا وهو نفسه في ترجمة مياح المدائنيّ والشيخ في الفهرست والرجال والاستبصار ومن بعدهم العلّامة وابن داود وغيرهم، ومع كلّ هذا فقد ذهب البعض إلى القول بوثاقته كالمفيد في الإرشاد والمجلسيّ الثاني والحرّ العاملي وابن شعبة الحرّانيّ - كما نقل عنه الحرّ. والمازندرانيّ الخاجوئيّ، وقد استدلوا لذلك بأدلة

 وهي:

أولا: بما رواه الكشّي عن محمد بن قولویه قال حدّثني سعد بن عبد الله قال حدّثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى عن رجل عن علي بن الحسين بن داود القمّي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يذكر صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان بخير وقال: رضي الله عنهما برضاي عنهما، فما خالفاني قطّ، هذا بعد ما جاء عنه فيها ما قد سمعته من أصحابنا (15).

والخبر ضعيف بالإرسال كما هو بيّن لك، إضافة إلى جهالة علي بن الحسين بن داود مطلقا، فإنّه لم يترجم لا في كتب الرجال ولا له أخبار في كتب الأخبار من الكتب الأربعة وغيرها، ما يتأكّد به ضعفه بالجهالة التامّة.

ثانيا: ما رواه الكشّي عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمّي، قال: دخلتُ أبي جعفر الثاني (عليه السلام) في آخر عمره، فسمعته يقول: جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم عنّي خيرا فقد وفوا لي ولم يذكر سعد بن سعد، قال: فخرجت فلقيت موفّقا، فقلت له: إنّ مولاي ذكر صفوان ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم وجزاهم خيراً، ولم يذكر سعد بن سعد! قال: فعدت إليه، فقال: جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم وسعد بن سعد عنّي خيراً فقد وفوا لي (16).

والخبر ضعيف بالإرسال، وذلك لعدم رواية الكشّي عن أبي طالب بلا واسطة، وإنّما يروي عنه بواسطتين وهما مجهولتان، ولذا لا يعتمد على دلالة الخبر الضعف سنده.

ثالثا: ما ذكره الكشي عن شيخه محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد قال: حدّثني أحمد بن محمد عن رجلٍ عن علي بن الحسين بن داود القمّي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يذكر صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان بخير وقال: رضي الله عنهما برضاي عنهما فما خالفاني وما خالفا أبي (عليه السلام) قطّ بعدما جاء فيها ما قد سمعه غير واحد (17).

ومن الواضح أنّ الخبر هذا هو عي الخبر الأول سنداً ودلالة وضعفا.

رابعا: ما رواه الكشّي بقوله: "حدّثني حمدويه، قال: حدّثني الحسن بن موسى، قال حدّثني محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي الحسن موسى (عليه السلام) قبل أن يُحمل إلى العراق بسنة وعلي ابنه (عليه السلام) بين يديه، فقال لي: يا محمد! قلتُ لبّيك، قال: .. - إلى أن قال - فقلتُ: والله لئن مدّ الله في عمري لأسلمنّ إليه حقّه ولأقرّ له بالإمامة، أشهد أنّه من بعدك حجّة الله على خلقه والداعي إلى دينه، فقال لي: يا محمد يمدّ الله في عمرك وتدعو إلى إمامته وإمامة من يقوم مقامه من بعده، فقلت: ومن ذاك جعلت فداك؟ قال: محمد ابنه، قلتُ بالرضى والتسليم فقال: كذلك قد وجدتّك في صحيفة أمير المؤمنين (عليه السلام)، أما إنّك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء، ثم قال: يا محمد إنّ المفضّل أنسي ومستراحي، وأنت أنسهما ومستراحهما، حرامٌ على النّار أن تمسّك أبدأ - يعني أبا الحسن وأبا جعفر(عليهما السلام) ـ (18).

 وأوّل ما في السند أنّ راويَ الخبر هو نفس محمد بن سنان، فالاستدلال على وثاقته من خبره دور صريح كما هو واضح.

ويظهر من بعض رجالييّ عصرنا القول بضعف الحسن بن موسى وذلك لعدم توثيقه، إذ لم يصرّح القدماء بذلك.

نعم، قال النجاشي فيه: "من وجوه أصحابنا مشهور كثير العلم والحديث.." (19) وهو غير صريح بالتوثيق.

والمراد من الحسن بن موسى - مع تعدّده - في السند هذا هو الخشّاب وذلك لقول النجاشيّ في ترجمة أحمد بن الحسن بن إسماعيل: "قال أبو عمرو الكشّي: كان واقفاً وذكر هذا عن حمدويه عن الحسن بن موسى الخشاب.." فشيخ حمدویه هو الخشّاب، وقرينة ذلك أنّ الكشّي يروي كثيراً عن الحسن بن موسى مصرّحا بأنّه الخشّاب.

على كلٍّ لا يصحّ الاعتماد على الخبر وذلك لتوثيق بن سنان نفسه بخبر نفسه للدور، وقيل لضعف الحسن بن موسى أيضا.

خامساً: ما رواه الكشّي بقوله: "ورأيت في بعض كتب الغلاة وهو كتاب الدور عن الحسن بن علي - أي: ابن فضّال - عن الحسن بن شعيب عن محمد بن سنان قال: دخلت على أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فقال لي: يا محمد كيف أنت إذا لعنتك وبرئت منك وجعلتك محنة للعالمين أهدي بك من أشاء وأضل بك من أشاء؟ قال: قلت له: تفعل بعبدك ما تشاء يا سيدي أنت على كل شيء قدير، ثم قال: يا محمد أنت عبد قد أخلصت لله، إنّي ناجيت الله فيك فأبى إلا أن يضلّ بك كثيراً ويهدي بك كثيراً" (20).

وفيه: كما في سابقه إذ المادح لابن سنان هو نفسه وهو الدالّ على وثاقة نفسه، هذا أولا.

 ثانيا: ضعف الخبر بضعف راويه والذي هو الحسن بن شعيب لجهالته.

ثالثا: قول الكشّي: إنّه من أخبار الغلاة وهو كتاب الدور.

بل يُقال: إنّ شبهة الوضع ظاهرة فيه كما لا يخفى على المتأمّل.

سادساً: ما ذكره المفيد في الإرشاد بقوله: "فممّن روى النص على الرضا علي بن موسى (عليه السلام) بالإمامة من أبيه والإشارة إليه منه بذلك من خاصّته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته (عليه السلام): داود بن كثير الرقّي.. ومحمد بن سنان" (21).

وإذا نظرت إلى أدلّة المضعّفين، وإلى الدليل السابع منها ترى التنافي والتغاير ما بين قولَي المفيد، إذ قال هناك: "وهذا حديث شاذ نادر غير معتمد عليه، في طريقه محمد بن سنان وهو مطعون فيه، لا تختلف العصابة في تهمته وضعفه".

فمع هذا التضعيف، بل ونسبته إلى العصابة في تهمته وضعفه كيف تعتمد مقالة المفيد هاهنا للقول بالوثاقة؟!

سابعاً: رواية الأجلّاء عنه، وقد ذكر بعضهم أبو عمرو الكشّي في رجاله فقال: قد روى عنه الفضل وأبوه ويونس ومحمد بن عيسى العبيدي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطّاب والحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيّان ابنا دندان وأيّوب بن نوح وغيرهم من العدول والثقات من أهل العلم، وكان محمد بن سنان مكفوف البصر أعمى فيما بلغني (22).

لكنّه قد بان لك تكراراً ومراراً أنّ رواية الأجلّاء لا تفيد الوثاقة، وكم من الأجلّاء من روى عن ضعيف مصرّح بضعفه!

هذا ما استند إليه القوم للقول بوثاقة بن سنان، وقد تبيّن لك ضعف الأخبار، وأمّا مقالة المفيد فتسقط بتعارض قوليه، إن لم يسقط التوثيق خاصّة لإسناده التضعيف للإجماع، وأمّا رواية الأجلّاء فقد بان لك جوابه.

وقد تلخّص إلى هاهنا أنّ أدلّة التضعيف - الثاني، والثالث، والخامس، والسابع، والتاسع، والعاشر، والحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر - كلّها معتمدة ومورد عمل، بخلاف أدلّة الوثاقة فإنّها مبنيّة على أخبار ضعيفة وأقوال متعارضة، ولهذا نرى المشهور بل الإجماع - إلا من شذّ

قد ذهب إلى ضعفه وترك أخباره.

نعم، خبر صفوان الذي رواه الكشّي - ونقله أيضا النجاشيّ - بأنّ محمد بن سنان همّ أن يطير "فقصصناه" وخبر محمد بن إسماعيل بن بزيع يدلّ على أنّ ابن سنان كان ضالاً فهداه الله، إذ نقل الكشّي عن محمد بن قولویه قال حدّثني سعد عن أحمد بن هلال عن محمد بن إسماعيل بن بزیع أنّ أبا جعفر (عليه السلام) كان لعن صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان فقال: إنّهما خالفا أمري، قال: فلمّا كان من قابل قال أبو جعفر (عليه السلام) لمحمد بن سهل البحرانيّ: تولّ صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان فقد رضيت عنهما (23).

والخبر ضعيف - على قول مشهور - بأحمد بن هلال العبرتائيّ، أمّا دلالته فلئن صحّت فإنّها تُحمل على التقية وذلك لمعلوميّة صحّة ووثاقة صفوان، ولعلّ بعض الغلاة قرن اسم محمد بن سنان مع صفوان لبيان وحدة المنزلة ولذبّ ما ورد في تضعيفه عنه.

على كلٍّ فالقول بالتفصيل ما بين الضلال وغيره لا يثمر، وذلك لعدم تمييز أخباره المعتمدة من غيرها، وعليه فتكون أخباره كلّها ساقطة عن الحجيّة للعلم الإجماليّ المنجز بالعلم بالأخبار الضعيفة المختلطة في أخباره كلّها فتسقط جميعها، ولا يصحّ العمل بأيٍّ منها.

وقد تلخّص القول في ضعف محمد بن الحسن بن سنان الزاهريّ، وأخباره ساقطة عن الحجيّة والله العالم بحاله.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) رجال الكشي، ص 389، رقم 584.

(2) المصدر نفسه، ص 452، رقم 729.

(3) المصدر نفسه، ص557، رقم 977.

(4) المصدر نفسه، رقم 978.

(5) المصدر نفسه، رقم 979.

(6) المصدر نفسه، ص590، رقم 1033.

(7) المصدر نفسه، ص557، رقم 980.

(8) حكاية عن الفوائد الرجالية لبحر العلوم (رضوان الله عليه) في ترجمة محمد بن سنان.

(9) الخلاصة، ص394.

(10) رجال النجاشي، ج2، ص208.

(11) المصدر نفسه، ص378.

(12) الفهرست، ص212.

(13) رجال الشيخ، ص386.

(14) الاستبصار، ج3، ص224.

 (15) رجال الكشّي، ص552، رقم 963.

(16) المصدر نفسه، رقم 964.

(17) المصدر نفسه، ص553، رقم 967.

(18) المصدر نفسه، ص558، رقم 982.

(19) رجال النجاشي، ج 1، ص143.

(20) رجال الكشّي، ص921، رقم 1091.

 (21) الإرشاد، ج2، ص248.

(22) رجال الكشّي، ص557، رقم 980.

(23) المصدر نفسه، ص553، رقم 965.

 

 

 

 

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)




شعبة التوجيه الديني النسوي تختتم دورة تعليم مناسك الحج
العتبتان المقدستان العلوية والعباسية تبحثان تعزيز التعاون في مجال خدمة الزائرين
منها الشبابيك والأبواب.. أعمال فنيّة عدّة ينفذها قسم الصناعات والحرف
قسم شؤون المعارف يصدر العدد الخامس عشر من مجلة تراث البصرة