المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الفعل المتعدي الى ثلاث مفاعيل
17-10-2014
طرق خزن الحبوب
2023-03-24
Diamonds
14-5-2020
الاشعاعات المستخدمة او الاصطناعية (المصادر الصناعية للتلوث الاشعاعي)
6-2-2016
زكار بن مالك الكوفي
3-9-2017
الساميون والعرب
17-8-2018


الاطفال والتعصب  
  
1151   09:42 صباحاً   التاريخ: 14/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص151 ــ 156
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 3351
التاريخ: 13-4-2021 2399
التاريخ: 15-1-2016 2230
التاريخ: 15-1-2016 2156

ان الفاصلة والبعد بين الناس من المسائل التي اثارت اهتمام الفلاسفة وذوي الخبرة في عصرنا الحاضر، عصر نمو وتطور وتقدم الصناعات فعلى الرغم من تطور وسائل الاتصالات العامة بين الناس فإن البشر يعيشون في هذه الأيام حالة من الفرقة أكثر مما هي عليه في العصور القديمة.

ان الفرقة والتباعد وصلت إلى حد، ان الكثير من الأفراد في الظاهر يجتمعون على مائدة واحدة أو يجلسون إلى جنب بعضهم الآخر لكنهم في الحقيقة تفصل بينهم مسافات شاسعة فيبدو أحدهم غريباً عن الآخر، وحتى في محافل الانس، وأبعد من ذلك فأننا نرى في بعض الأحيان على مستوى افراد العائلة بين الآباء والابناء - أو بين المعلم والطالب يبدو أحدهم غريباً وبعيداً عن الآخر.

وهناك عوامل كثيرة لها دور في هذا التباعد، ومن جملتها العقائد الخاطئة والجهل والتربية المترفة والتمايز الطبقي الاجتماعي والاقتصادي والتعصب و..

وفي بحثنا هذا سنتعرض إلى عامل مهم من عوامل الفرقة. ألا وهو التعصب، والتعصب لا يقتصر على كبار السن بل يتجاوز ذلك الحد فيشمل الأطفال واليافعين ويسري إلى باقي مرافق الحياة فيسمّمها بالتدريج وتصبح خاضعة لهذا الواقع.

العلاقة بين الأطفال في سن أقل من الخامسة

طبق التجارب فان الأطفال في سن الخامسة أو أقل وبدون التوجه إلى الأصل أو المذهب أو الطبقة أو الجنس فإنهم يلعبون فيما بينهم وذلك لأنهم ينظرون إلى أحدهم الآخر نظرة واحدة لا فارق فيها أبداً. فلا يعرفون للتعصب أي معنى ولا يعرفون معنى لأية فاصلة أو حد بين اثنين من البشر. وإلى أن يبلغ عمرهم السادسة فإنهم يعيشون حياتهم بعيداً عن التعصب. وليس لهم شاغل يشغلهم يفكرون في أمره إلا آبائهم وامهاتهم. وهؤلاء لا يعرفون معنى للحقد والكراهية في أنفسهم. وإذا ما غضبوا فإن غضبهم سطحيا وظاهريا لا يمكث إلا قليلاً فينسون ما يزعجهم بأسرع وقت.

وبعد ذلك، وبتأثير التربية ومواقف وسلوك الوالدين. والمنع الذي يفرضه الآباء والأمهات على أبنائهم بضرورة عدم إقامة العلاقات مع الآخرين وما يترتب على ذلك من نفرة وكراهة بين الافراد، كل ذلك يولد إحساساً بالتعصب يتجذر بالتدريج ويأخذ طابعاً وعمقاً خاصاً. كذلك فان الطفل في الوقت الذي يحس بوجوده ويشعر بأنه يجب أن يحصل على نفع وفائدة لنفسه. هنا تبرز عنده الحساسية والتعصب بحكم ميله إلى الظهور. وهذه المسألة تبدو جلية في سنين المدرسة.

معنى ومفهوم التعصب

لا بأس هنا من التعرض إلى معنى ومفهوم التعصب، وفي هذا المجال نستفيد من كتب اللغة واصطلاحات علم النفس؛ فلقد ذكروا للتعصب معان عدة منها:

- التعصب: يعني التحمّس والدفاع والتأييد.

- التعصب: يعني عدم قبول قول الحق حتى مع الدليل وذلك بسبب الميل إلى جانب معين.

أما في اصطلاح علماء النفس فقد وردت للتعصب مفاهيم وتعاريف مختلفة:

- التعصب: يعبر عن نوع من الانحياز والدفاع عن مسألة تحت تأثير العواطف بدون الاستفادة من الفكر والعقل.

- التعصب: نزعة وجنوح سلبي بدلائل مختلفة.

- التعصب: تأييد ومناصرة شخص أو حالة له علاقة أو ارتباط معه أو معها. أو الظهور بمظهر التطرف نتيجة لاعتقاده بشيء معين.

- التعصب: عبارة عن رأي أو عقيدة محبّذة أو غير محبذة. أو حب أو كراهة شخص او شيء، ويكون الأمر مقروناً بصبغة عاطفية.

- التعصب: يعبر عن نزعة ينظر فيها الانسان إلى كل من ليس له ارتباط بمجموعته نظرة استصغار واستخفاف.

- التعصب: يعني عدم التفاهم وقبول عقائد وأفكار أتباع فكر أو مذهب وعدم الاهتمام بأي شيء يتعلق بهؤلاء.

- وأخيراً فإن التعصب يعني إبداء رأي أو اظهار نظر بدون الاستدلال عليهم حول شخص أو شيء أو اوضاع معينة. سواء كان ذلك الرأي مساعداً أو غير مساعد، حسناً ام سيئاً.

مظاهر وعلامات التعصب

للتعصب عند الأطفال والكبار مظاهر وعلامات، من أهمها:

1ـ في العلاقات: للمتعصبين علاقات غير مستقرة وتكون مضطربة مع الآخرين دائماً فهم وبسبب عدم معرفتهم للحق. غير قابلي التغيير والتأثر. ويسيؤون الظن ولا يندمون في حالة الخطأ. سلوكهم مع الآخرين يحمل طابع العداوة وفي بعض الأحيان يصل الأمر إلى النزاع والعراك. يحتقرون الآخرين ولا يعتمدون على أي شخص حيث ينظرون إلى الأفراد نظرة سيئة. ويسعون دائماً أن يبدوا تنفرهم وكراهتهم للآخرين وعلى هذا الأساس فهم على الدوام يبحثون عن عيوب الآخرين. فلا ينسجمون معهم ويحسبون أنفسهم بأنهم أرفع درجة منهم ويطمحون إلى قبول آرائهم ونظراتهم بدليل أو بدون دليل من قبل الآخرين. ولا يستطيع أن يرى شخصاً متعصباً إلى جانبه حيث تثور ثائرته لذلك وتبدو عليه عدم الراحة، وربما تنقلب عدم الراحة هذه إلى نفرة وكراهة.

2ـ في المعاملات: هؤلاء، ومن أجل اظهار تعصبهم فإنهم يتعاملون ويتصرفون بحقد مع الآخرين، ابتسامتهم لاذعة لا يراعون العدل والانصاف ويصرون على اظهار غضبهم وكراهيتهم للآخرين. وكذلك فان تصرفهم فيما بينهم بعيداً عن المنطق فلا يحترمون عقائد الآخرين ولا يتمتعون بقابلية على التحمل وسعة الصدر. وفي بعضهم تظهر صفة العداوة وعدم الرحمة والميل الشديد إلى الظلم. لا يقيمون أي وزن لحقوق الآخرين فيحاولون دائما إيقاع الأذى بالآخرين. صفة الغضب تكون ملازمة لكل تعصب. ويغلب على المتعصبين الحرص والجهل وحب التسلط. ولا يوجد معنى للعفو في قاموسهم. يفرطون في الظلم والخطأ ولا يتأثرون عندما ينزلون الأذى بالآخرين. بل يصرون على أذى الآخرين.

3ـ في التصور والشعور: يحس هؤلاء بالتفوق على الآخرين ويشعرون بالعداء للآخرين ولا يصدقون أن يكونوا في يوم من الأيام من ذوي العلاقة الحميمة.

يشعرون دائماً بأنهم إذا أصبحوا تابعين للآخرين فان ذلك يعد بمثابة ضربة لشخصيتهم أو إهانة لشرفهم وعزتهم، يعطون اهمية لما يقومون به، وعلى هذا الاساس فإنهم يستبشرون بما يفعلونه.

يحسّون باللذة إذا ما أصاب الآخرين اذىً وإذا كانوا هم السبب في ذلك فيشعرون بالغرور والنشوة، حيث يحسبون انهم وصلوا إلى ما يصبون إليه فنالوا درجة من الرفعة والتفوق.

أحياناً يمتلكهم احساس بان عوائلهم أفضل من باقي العوائل وآبائهم وامهاتهم هم الأفضل فيتبجحون بذلك، ويصورون للآخرين بان مدارسهم أفضل من مدارس الآخرين وكذلك يغالون في وصف بيوتهم بأنها هي الأحسن وقد يصل هذا الأمر إلى الغلو.

4ـ في الاماني والآمال: من صفات هؤلاء انهم ينسجون الآمال والأماني من أجل الوصول إلى السلطة والاقتدار. يرغبون في ان يكونوا من اللامعين في المدرسة والمجتمع، والمعدودين في مجتمعهم، وفي صفهم من المتفوقين، ومن ذوي النعم والجاه والفضل بشكل يتحسر الجميع لما نالوه من الفضل والرفعة ويتحيرون لما يشاهدونه منهم من تفوق وابداع.

لكن بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى آمالهم وإلى هذا الوضع المثالي فإنهم يتمنون زوال نعمة الآخرين. يتمنون الفشل لكل الطلاب ليصبحوا هم لا غيرهم المتفوقين، يتمنون ان يصيب الآخرين النقص ليصلوا إلى درجة الكل.

يتظاهرون بالعظمة من أجل تمرير تعصبهم، يتبجحون بشخصيتهم ومنزلتهم ويعطونها طابعاً واهتماما كبيراً، كل حكم أو قضاء يتمنون أن يكون لصالحهم، يحسون باللوعة والألم بسبب نيل الآخرين على مكانة معينة فلا يستطيعون أن يروا الآخرين ذوو سمعة حسنة.

لا يمتلكون قابلية درك مشاعر الآخرين. فهم ذوي ألسنة بذيئة يملأ نفوسهم الحقد والبغضاء للآخرين وكذلك حالة العداوة التي لا يستطيعون اخفائها وكتمانها.

حدود وأنواع التعصب

التعصب عند الاشخاص في بعض الأحيان يكون ظاهراً وأحيانا اخرى يكون مخفيا. ففي التعصب المخفي يرى الانسان نفسه على الحق ويسعى للدفاع عن حقه. والآخرين على باطل.

والتعصب في بعض الأحيان يكون للعنصر أو الجنس أو المذهب أو العائلة أو الحسن والقبيح ولون البشرة. وكل ذلك يكون أرضية للخلاف والخصومة. والتعصب أحيانا يكون للأفكار أو الآراء. حيث يسعى المتعصب أن يجسد عداوته وخصومته إلى ضرب أو ركل أو إلقاء نفسه على الارض وما إلى ذلك من الاساليب الاخرى.

ونطاق ذلك ممكن أن يشمل الجيران. أو المحلة والمنطقة فيقوم بجلب توجههم. والشخص المتضجر. ينشأ تضجره من أفراد أو مجموعة. فيقوم بإبراز تنفره بشكل خشونة أو أعمال اخرى. فيتشاجر ويخاصم كل شخص أو مجموعة تخالف تعصبه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.