التحليـل الـفني (التقنـي) (Technical analysis) فـي الأسـواق الماليـة |
1295
01:21 صباحاً
التاريخ: 1/12/2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2018
26213
التاريخ: 22-10-2018
3590
التاريخ: 26-6-2019
4770
التاريخ: 2023-02-10
1018
|
3) التحليل الفني (التقني) (Technical analysis) :
أن الهدف من أي استثمار هو تحقيق أعلى عائد بأقل مخاطر والتحليل الفني يساعد أي مستثمر في الأسواق المالية علي تعظيم الأرباح والتقليل من درجات المخاطر التي يتعرض لها , فهو إذن أداة مهمة تساعد المستثمر علي تحقيق هدفه.
فإذا كان التحليل المالي هو " دراسة حركة السوق ، وليس السلع أو البضائع المتداولة به ". فالتحليل الفني هو "علم رصد وتسجيل - عادة في شكل رسم بياني - لجميع المعلومات الخاصة بالتداول (السعر، حجم التداول، تاريخ التداول....... الخ) لسهم معين أو مجموعة من الأسهم، ثم استنتاج اتجاه الأسعار في المستقبل من الصورة التاريخية المرسومة" .
يهدف التحليل الفني (التقني) إلي إعطاء توقعات للاتجاهات المستقبلية للسوق من خلال دراسة المنحنيات التي تمثل تطور أسعار الأسهم . وعلى العكس من التحليل الأساسي الذي يهتم بأسباب التغيرات المحتملة في السوق ، إذ يبحث التحليل الفني في تكييفها الى منحنيات بيانية أو مؤشرات إحصائية بهدف متابعة مختلف حالات التوقع، والتي تعتمد على معطيات السوق بشكل أساسي (أسعار الأسهم ، حجم التداول...) ، فيتم التركيز على دراسة تغيرات الأسعار في الماضي ومحاولة وضع نمط للتغيرات التي تطرأ على أسعار الأسهم مما يساعد على التنبؤ بما سيكون عليه السعر في المستقبل.
وكمقارنة بسيطة بين التحليل الأساسي والتحليل الفني:
فإن التحليل الأول يسمح بالإجابة عن السؤال الآتي: هل يتم البيع أو الشراء؟
أما التحليل الفني فيتوقع الإجابة عن السؤال الآتي : متى يتم البيع أو الشراء ؟
ويعتمد التحليل الفني أساساً على نفسية المتعاملين في السوق كونهم يتخذون القرارات على أسس غير مؤكدة، وهو ما يؤدي إلي ظاهرة التسرع Anticipation. فالمتعامل الاقتصادي لا يتصرف فقط وفق عوامل موضوعية )التي ترتكز على التحليل الأساسي مثلاً) ، ولكن علي أساس ما يفكر فيه المتعاملون الآخرون . ويدفع عدم التأكد إلي ظاهرة التتابع Imitation فالسلوك الذي ينجم عن حالة عدم التأكد ، يطرح تساؤل عند المتعامل كأن يقول مثلاً: ما دام الآخرون تصرفوا بهذه الطريقة ، فذلك لتوفرهم على معلومات لم أطلع عليها بعد، وتتجلى آلية التتابع والتسرع بصورة واضحة في مفهوم "سلوك القطعان".
ويعد التحليل الفني من أهم التحليلات السائدة في أسواق المال لأن وسائله تنصب على حركة تلك الأسواق ، إذ يفترض هذا التحليل ان اسعار الاسهم او معدل العائد المتوقع منها مستقبلاً انما يعتمد على تحليل اتجاهات الاسعار او العائد في الفترات السابقة ، اي انه يعتمد على تكرار ما حدث في الماضي ، بمعنى أن اسعار الاسهم تمر بسلسلة ما تتكرر خلال الفترات الزمنية وان القيمة السوقية للاستثمار تتحدد بناءاً على العرض والطلب عليها ، ويعتمد هذا التحليل علي المعلومات المتدفقة عن حجم التعامل ومستوى الاسعار السوقية والمؤشرات السوقية التي تنتجها البورصة عن التعامل فيها ؛ ولذا فانه يمثل دراسة الظواهر الخاصة باتجاهات اسعار الاوراق المالية ، كل ورقة على حدة، والتي تتجمع لتمثل قوى العرض والطلب في السوق ؛ وذلك لاكتشاف العوامل الأساسية التي تؤثر على حركة الأسعار، بالإضافة إلى تحديد الدوافع المختلفة لمتخذ القرار.
فالتحليل الفني لا ينكر النظرية الاقتصادية ، بل انه يرى أن الرسوم البيانية للأسعار تعكس ظروف العرض والطلب بالسوق، وأن دراستها تكفي للتعرف على اتجاهات الأسعار لبناء وضع استثماري يتوافق مع اتجاه الأسعار الجارية وتغييرها بمجرد تغير الاتجاه.
كما يعتمد التحليل الفني على قراءة التاريخ لاستشراف المستقبل . فهو يعني بتسجيل التسلسل التاريخي للأسعار في شكل بياني، وتحليل بيانات الماضي لاستخلاص الدروس لبناء التوقعات المستقبلية التي علي أساسها يتم اتخاذ قرارات الشراء والبيع ، بهدف تحقيق أكبر عائد ممكن مع تحمل أقل المخاطر. فالرسم البياني للأسعار يصور حالة السوق ووضع المشترين والبائعين ، وهو يرصد حركة التداول بالسوق ويوضح اتجاهاته ، ويبين كلاً من مناطق الدعم والمقاومة. كما أنه يظهر عدداً من الأشكال النمطية للأسعار التي لها دلالات معينة.
إن التحليل الفني يستدعي الى الذاكرة دروس الماضي ويسترجع تصرفات الأسعار السابقة في ظروف مماثلة لظروف السوق الحالية. وبما أن التاريخ كثيراً ما يعيد نفسه ، فالمحلل الفني يكون بمقدرته استشراف المستقبل بنجاح كبير نسبياً. فمما لا شك فيه أن التحليل الفني يساعد المضارب على التقليل من المخاطر واغتنام الفرص المناسبة لدخول السوق، وهي التي تكون فيها فرص الربح مرتفعة وتقل فيها احتمالات الخسارة. فالسوق مليء بالفرص، لذا يتم دخول السوق أو الخروج منه بالشراء أو البيع فقط عند وجود إشارة أو أكثر بذلك من إشارات التحليل الفني المختلفة. ويمكن القول ، أن نظرية التحليل الفني تقوم على أربعة أعمدة رئيسة هي أن :
1) القيمة السوقية تتحدد نتيجة تفاعل قوى العرض والطلب.
2) العوامل التي تؤثر على قوى العرض والطلب متعددة ، منها العقلاني ومنها غير العقلاني.
3) الأسعار تتحرك في اتجاهات ومسارات معينة ، وهي تميل إلى الاستمرار في نفس اتجاهها وعدم تغييره.
4) التغيرات التي تطرأ على موازين قوى العرض والطلب هي نفسها التي تغير من اتجاه الأسعار.
ويعرفنا التحليل الفني بالحالة الصحية للسوق ، تماماً مثلما يكشف التحليل الطبي على الحالة الصحية لشخص ما. والقول بأن التحليل الفني يضر بالسوق ويشجع على المضاربة ، كالقول بأن إجراء التحاليل الطبية على المريض هو السبب في مرضه.
"ماذا تشتري " ؟ سؤال يجيب عليه التحليل الأساسي.
التحليل الفني يجيب علي " متى تشتري " ؟
كلا السؤالين لهما نفس درجة الأهمية. فتوقيت الشراء والبيع مهم جداً وهو الذي يحدد في كثير من الأحيان نتيجة العملية ، ربحاً كان أم خسارة.
إن من الخطأ تجاهل أي من التحليلين ، كلاهما مفيد في إرشاد المستثمر لاتخاذ القرار الاستثماري السليم. وينصح المستثمر المالي بأن يأخذ بنتائج التحليلين الأساسي والفني في اتخاذ قراراته الاستثمارية ، فالمعروف أن التحليل الفني يختصر عامل الزمن من خلال ما توفره البورصات من منحنيات وأشكال بيانية بسرعة فائقة، لكن هذا لا يعني دوما صحة ما يتم التوصل اليه من خلال التحليل الفني ، فربط نتائج هذا التحليل بما هو متوفر من بيانات ومعلومات حول التحليل الأساسي يقلص من الأخطاء المحتملة بشكل كبير.
اذن فالتحليل الفني هو" دراسة حركة السوق من الرسوم البيانية بغرض التنبؤ باتجاه الاسعار مستقبلاً".
ومما سبق ، يمكن القول أن التحليل الفني يهدف إلى قياس اتجاه الأسعار في السوق من ناحية الاتجاه للصعود أو للهبوط، ومن المقاييس المستخدمة مقياس ميل أو اتجاه المستثمرين ، إذ يعطي مؤشراً عن حركة أسعار الأسهم في المستقبل ، ومن أهم المؤشرات هو مؤشر (بارون) الذي يعرف بـ ( مؤشر الثقة) ، ويقاس كالآتي:
مؤشر الثقة = عائد السندات مرتفعة الجودة / عائد السندات متوسطة الجودة (100)
فعندما تكون ثقة المستثمرين في السوق كبيرة ، يتوقع زيادة الطلب على السندات ذات المخاطر الكبيرة ، ثم ارتفاع قيمتها وانخفاض العائد يجعل قيمة المؤشر تقترب من 100% والعكس صحيح .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|