المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الغش لدى الأطفال  
  
1669   09:34 صباحاً   التاريخ: 23/11/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص297 ــ 300
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

واحدة من المسائل التي يدور حولها البحث في حقل التربية هي مسألة الغش لدى الأطفال، حيث يلجأ بعض الأطفال الى الغش اما نتيجة الجهل بقبح هذا الأمر او بسبب اكتساب العادات السيئة من الاخرين، وأما بهدف تحقيق مصالح واغراض معينة.

وسنتناول في هذا البحث جذور وأسباب هذه المسألة بايجاز ونحاول تشخيص السبل الكفيلة بالوقاية منها او بمعالجتها.

تعريف الغش

الغش سلوك وتعامل غير مخلص وغير شريف هدفه تحقيق إغراض ومصالح معينة بطريق غير مشروع.

ففي الحياة الاجتماعية، توجد سبل عديدة للوصول الى تحقيق الاهداف والمقاصد؛ وبحسب الضوابط الاسلامية فان بعضها مشروع وبعضها غير مشروع. فمثلاً يمكن للمرء أن يثرى بطرق شتى الا ان السبيل المشروع الى الثراء هو فقط ببيع الشخص سلعته بنفس المواصفات والمزايا التي يعرضها للمشتري، واذا خالف ذلك وباعه بدلاً منها سلعة اخرى بغير المواصفات التي تحدث عنها يعد في هذه الحالة غاشاً.

وينطبق هذا الوصف ايضاً على التلميذ أو طالب المدرسة في حال ترقيه من مرحلة دراسية الى اخرى او حصوله على درجة القبول والنجاح في الامتحان عن طريق التلصص على زملائه الأخرين في قاعة الامتحان، أو باستخدام القصاصات الورقية المدونة فيها المعلومات سراً.

أشكال الغش

يوجد الغش عند الاطفال بشكل أو آخر وبصور مختلفة . واذا شئنا اعتباره عملاً يهدف الى التصريح بما يخالف الواقع الموجود فيمكننا الاشارة الى مصاديق عدة له، ومنها ما نطلق عليه الغش في الامتحانات وهو الشائع بين بعض الطلبة الذين يحاولون الحصول على النجاح والتفوق دون بذل الجهد المطلوب في هذا المجال.

ومن المصاديق الأخرى لهذه الظاهرة هو الغش في اللعب خصوصاً اذا كان فيه اعتبارات للفوز والخسارة والحصول على امتيازات معينة ويمكن ملاحظة هذه الحالة بين الأطفال الصغار وطلبة المدارس الكبار على حد سواء.

كما يمكن ان يكون الغش على شكل استبدال شيء بشيء آخر، ويمكن ملاحظة هذا السلوك حتى عند بعض الاطفال الذين يمتازون بدرجات جيدة من الذكاء. وقد يكون ايضاً على شكل الغش في الكيل والميزان في رأس مال العمل. وبالطبع نحن نسعى هنا الى حصر حدود البحث بالاطفال مع الاشارة الى المسائل العامة التي ترتبط بمختلف الأعمار.

جذور الغش وماهيته

الغش نوع من السرقة، لكنه ليس في المال، وانما في المرتبة والموقع والمقام وما الى ذلك فالمرء يسعى من خلال ذلك للحصول على شي لا يستحقه شرعا ولا عرفاً، ويسلك في سبيل تحقيقه سلوكاً غير مشروع وغير شريف.

وفي الواقع ان الغش أقصر طريق يسلكه الشخص من اجل نيل اهدافه ومراميه وتحقيق ما يصبو اليه بيسر وسهولة في الوقت الذي يحققه الأخرون بالسعي والنشاط والمثابرة المتواصلة.

وأساس المسألة هو أن بعض الاشخاص رغم كسلهم وتخلفهم الا أنهم يحصلون على الدرجة والموقع الذي يحظى به الأخرون بأسرع ما يمكن. يتميز امثال هؤلاء الاشخاص بالأنانية ويحرصون على الّا يُثار غبار حولهم في هذا المجال، وألا تكون منزلتهم ادنى من غيرهم وإن كانوا لا يتمتعون بنفس مواصفات الاخرين.

التحقيقات الجارية حول الغش

تشير بعض التحقيقات الجارية في الغرب حول مسألة الغش الى ما يلي:

 -انها لا تختص بجنس دون آخر لأن البنين والبنات، والنساء والرجال، يمارسونه على حد سواء وبأشكال مختلفة.

 -ترتبط الى حد كبير بالموقع الاجتماعي والاقتصادي للفرد، ونادراً ما يلجأ الاشخاص الذين يتمتعون بمستويات ثقافية واقتصادية جيدة الى الغش او انهم إذا لجأوا الى الغش فانهم لا يفعلون ذلك سعياً وراء المسائل الصغيرة والبسيطة.

 -قلما يلجأ الى الغش الاطفال الذين تعلموا في مدارس راقية ومتطورة واحدة ويخضعون لضوابط تربوية محددة.

يساوى في ممارسة الغش الأبناء الذين يعيشون في عائلة واحدة ويخضعون لضوابط تربوية محددة.

 -يتساوى في ذلك ايضاً التلاميذ الذين يدرسون في مدرسة واحدة ويخضعون لأسلوب تربوي وأخلاقي واحد.

وبالتالي يقل الغش عادة لدى الاطفال الاذكياء اما لأنهم أذكياء ولايرون لأنفسهم حاجة للغش، أو أنهم يغشون بالشكل الذي لا يشعر به الاخرون




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.