العواصف الرملية واثرها على العمليات العسكرية

الرياح الصحراوية متنوعة وشديدة ويصعب التنبؤ بأوقات هبوبها. وتمتاز صحاري الشرق الاوسط خاصة بهبوب رياح شديدة تستمر في كثير من الحالات لعدة ايام. ويصحب هبوب هذه الرياح انتقال الرمال والغبار والاتربة من مكان لآخر تبعا لاتجاه الرياح وسرعتها. ويطلق على هذه الرياح المحلية اسماء عديدة تبعا للمناطق الجغرافية المختلفة، فتهب من صحاري الهلال الخصيب ذات الضغط الجوي المرتفع في الشتاء، رياح صحراوية جافة وباردة يطلق عليها اسم الرياح الشرقية، باتجاه المنخفضات الجوية المتمركزة فوق البحر المتوسط. وهي بالإضافة الى انها باردة وجافة فأنها تحمل الأتربة والغبار وتقتلع الاشجار والخيام. وفي الصيف تهب رياح مماثلة يطلق عليها اسم رياح الخماسين، ولها نفس صفات الرياح الشرقية، الا انها حارة وجافة، بدل ان تكون باردة وجافة. وفي الخليج العربي يطلق على مثل هذه الرياح الصحراوية اسم الطوز، وفي السعودية اسم رياح السموم، وفي مصر رياح الخماسين، وفي ليبيا رياح القبلي، وفي تونس رياح السولانو، وفي المغرب والجزائر رياح السيروكو.

وللعواصف الرملية آثار سلبية على الجنود الذين يقاتلون في مسارح العمليات الصحراوية، حيث تقلل من مدى رؤيتهم، وتحد من قدراتهم على العمل والقيام بمهامهم القتالية. وقد تعمل الرمال التي تذروها الرياح على تعطيل الاجهزة والمعدات والاسلحة المسـتـخـدمـة في ميدان المعركة الصحراوي. وتعمل العواصف الرملية على اعاقة عمل اجهزة الاتصال، حيث تعمل ذرات الرمل الدقيقة على تعطيل تلك الاجهزة.

اما اثرها على الجنود انفـسـهـم فـيمكن ان تتمثل في حجب الرؤيا وتعطيل سائقي السيارات، الدبابات، والاليات، عن القيام بواجباتهم. فقد تشكل بعض العواصف الرملية غـيـوم من الرمال، تحجب اشعة الشمس، وتقلل مدى الرؤيا، وتعيق تقدم القوات، وتشتت شملها. وفي مثل تلك الظروف فان احتمالات ضياع الافراد الذين ينقطع اتصالهم بوحداتهم، تتزايد، وقد يسلك البعض طرق واتجاهات خاطئة، تودي بهم الى الوقوع في أسر الأعـداء. وتعمل الرياح العاتية على الحد من حركة الجنود والاليات خاصة اذا كانت تهب بالاتجاه المعاكس لحركتهم. كما تعمل الرياح الجافة على تجفيف المجاري التنفسية واغلاقها بذرات الرمال الدقيقة، وتشقق الشفاه والجلد. ولمثل تلك العواصف آثار معنوية سلبية على الافراد ، خاصة اذا طال أمدها. ولتفادي اضرار العواصف يصطحب الجنود معهم الملابس الواقية من الرمال التي تحملها الرياح. وفي هذا المجال اثبتت الكوفية العربية نجاعتها في الاتقاء من ضرر العواصف الرملية وحماية العيون، والجهاز التنفسي. ويحتفظ الجنود بواقيات زجاجية تحمي عيونهم من الرمال التي تذروها الرياح. ومن الاخطار الاخرى التي قد يتعرض لهـا الجندي في ميدان الـقـتـال الصحراوي، اخطار الحشرات الضارة والزواحف السامة، التي قد تعرض حياة الجنود للخطر.