المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الجذب السياحي - الظاهرات الحيوية
28-11-2017
فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام)
19-10-2015
أصالة الإحتياط
21-5-2019
سوء العاقبة
17-8-2020
أبو الحسن الأصفهاني.
26-7-2016
آداب الأسواق وآداب دخولها
22-6-2017


ماذا يحدث إذا لم نحب في الله ونبغض في الله  
  
1269   10:43 صباحاً   التاريخ: 27/10/2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص55 ــ 58
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

إن الإنسان يمتلك كما هائلا من المشاعر والأحاسيس فاذا لم يتم برمجتها بمنظم ديني وإلهي وفق ما جاء في القرآن وسيرة المعصومين وإذا كان غافلاً عن ذكر الله ومراقبته سوف يكون وعاء قلبه وروحه فارغا خاويا ومشاعره وأحاسيسه ضعيفة تهجم عليها الوساوس الشيطانية وتفترسها بدون أن تمتلك أدنى قوة لمواجهتها لأن الله تعالى يقول: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}[التوبة: 67]، وعندما ينساهم يعني ذلك الخذلان والخيبة وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}[البقرة: 152]، وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}[الزخرف: 36]، وهكذا إذا استمرت الوساوس الشيطانية تهجم على ذلك الإنسان فسوف تكون عاقبته الوقوع ضحية حب الدنيا والانهماك في ملذاتها وشهواتها واتباع الهوى وطاعة النفس الأمارة بالسوء واتباع ذوي الضلالات والفتن حيث قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات: 37 - 41]، حيث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (فيما ناجى الله تعالى به موسى (عليه السلام): يا موسى لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين وركون من اتخذها أبا وأما، يا موسى لو وكلتك إلى نفسك لتنظر لها إذاً لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها، ولا تنظر عينك إلى كل مفتون بها وموكل إلى نفسه. واعلم أن كل فتنة بدؤها حب الدنيا).

وقال أيضاً: فارفض الدنيا فان حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم ويذل الرقاب فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل: غدا أو بعد غد، فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون(1).

وإن الامام زين العابدين يصف الحريص على الدنيا والغافل عن ذكر الله (مثل الحريص على الدنيا كمثل دودة القز كلما ازدادت على نفسها لفاً كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غماً)(2).

وقال الصادق (عليه السلام): (مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله)(3)، وقال: (إن في كتاب علي (عليه السلام): إنما مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها وفي جوفها السم الناقع، يحذرها الرجل العاقل ويهوى إليها الصبي الجاهل)(4).

وقال نبي الله عيسى (عليه السلام): (يا معشر الحواريين إني قد كببت لكم الدنيا على وجهها فلا تنعشوها بعدي، فإن من خبث الدنيا إن عصي الله فيها، وإن من خبث الدنيا إن الآخرة لا تدرك إلا بتركها، إلا فاعبروا الدنيا ولا تعمروها، واعلموا أن أصل كل خطيئة حب الدنيا، ورب شهوة ساعة أورثت أهلها حزناً طويلاً)(5)، ولأن حب الدنيا تؤدي إلى الغفلة من الطاعات والتساهل في عمل الذنوب بسبب سيطرة هذا الحب على عقل الإنسان ستكون عاقبته أن يخسر أعماله الصالحة وبطلانها شيئاً فشيئاً حتى إذا قدم للحساب لم يجد في ديوانه ولا حسنة واحدة فمثله مثل الذي يحمل قربة كبيرة فيها ماء وقد اطمئن إلى ما فيها من الماء ولكنه بسبب غفلته وتساهله أحدث في تلك القربة ثقباً صغيراً وهو ذلك الذنب الذي ارتكبه ولم يستغفر منه - فصارت تنضح ما بها من ماء حتى إذا عطش وأراد أن يشرب منها وجدها فارغة وكان عاقبته الهلاك عطشاً.

أو نشبهه كمن يمتلك سيارة حديثة وفي أعلى التقنيات إلا أنها ليس فيها فرامل إيقاف عند المنعطفات وعند موارد الضرر وقد ركبها وسارت به نحو الهاوية وهذا حال الغافلين عن أوامر الله تعالى والمنهمكين بحب الدنيا بارتكاب الذنوب والمعاصي أجاركم الله منها.

وهذا كله لمن لم يلتزم بما أوصت به التعاليم السماوية من الحب في الله والبغض في الله وطاعة الله ورسوله، وحب كل طاعة وبغض كل معصية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي: ج2، ص136.

2ـ المصدر السابق: ص134.

3ـ المصدر السابق.

4ـ المصدر السابق: ص١٣٦.

5ـ أخرجه الحاكم. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.