المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تناقض الشيخوخة والشباب  
  
295   09:01 صباحاً   التاريخ: 2024-03-23
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 27 ــ 28
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2022 1248
التاريخ: 2023-06-13 766
التاريخ: 2023-02-16 1026
التاريخ: 2023-06-11 873

(يقول ويل ديورانت: إن عمل مرحلة الشباب يتمثل في شوق حاد إلى الأفكار الجديدة، ويرى في ذلك وسيلة ممكنة للسيطرة الكثيرة على البيئة، بينما عمل الشيخوخة معركة لرفض الجديد لا ترحم.

وهذا النضال هو لامتحان قدرة الفكر الجديد قبل أن يعمل به في المجتمع. وأما عمل مرحلة الكهولة فهو التوفيق بين الأفكار الجديدة ومحدوديات العمل، والسعي لإيجاد الطرق الكفيلة لتنفيذ ذلك قدر الإمكان. الشباب يقترحون والشيوخ يخالفون، ومتوسطو العمر يعينون كلفة ذلك وحجمه.

إن مرحلة الشباب تعني سيطرة الدور الثوري، ومرحلة الشيخوخة تعني سيطرة العادات والتقاليد، ومرحلة الكهولة تعني مرحلة البناء الجديد.

يقول نيتشه: إن عمل الإنسان يشبه صنع الفحم في الغابة، فبعد إخماد نار الشباب وتبديل الخشب إلى فحم يصير معداً للإستفادة منه. ولكن إذا كان هناك نار ودخان، ربما تكون جيدة، ولكنها تكون غير مريحة ولا مفيدة.

إن الشباب يعني عصر الخيال والرومانطيقية ويغلب عليه الإحساس والخيال. وأما الشيخوخة، فتعني الرغبة في القديم و(الكلاسيك) وتميل إلى النظام والمحافظة أكثر من الهيجان والتحرر.

ومرحلة الكهولة هي بين تلكما المرحلتين وتستفيد منهما في عملها وتمدنا بإرادة منظمة وصفاء ذهن لإيجاد اعتدال في رغباتنا ومطالبنا) (1).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مباهج الفلسفة، ص 497. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.