المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تفسير{الحمد لله رب العالمين}
2024-06-24
تفسير{بسم الله الرحمن الرحيم}
2024-06-24
تفسير الاستعاذة
2024-06-24
كيفية التلاوة وآدابها
2024-06-24
ثواب حفظ القرآن وتلاوته 
2024-06-24
مركبات التفروسيا Tephrosia (مبيدات حشرية كيموحيوية غير تجارية)
2024-06-24

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


العيش الكريم يدوم بالكدّ، والكسب الحلال، والنفقة على العيال  
  
162   11:33 صباحاً   التاريخ: 2024-06-16
المؤلف : مجموعة مؤلفين
الكتاب أو المصدر : الأسرة في رحاب القرآن والسنة
الجزء والصفحة : ص282ــ288
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَن سعى في نفقة عياله ووالديه، فهو كالمجاهد في سبيل الله(1).

وعنه (صلى الله عليه وآله): ليس منا من وسع الله عليه، ثم قتّر(2) على عياله(3).

وعنه (صلى الله عليه وآله): اليد العليا خير من اليد السفلى، إبدأ بمن تعول: أُمّك، وأباك، وأُختك، وأخاك، وأدناك فأدناك(4).

و عنهم (عليهم السلام) - في مناهيه (صلى الله عليه وآله) -: أنه نهى أن يُشبع الرجل نفسه ويُجيع أهله، وقال: كفى بالمرء هلاكاً أن يضيّع من يعول(5).

وعنه (صلى الله عليه وآله): مَن أنفق على نفسه نفقة يستعفّ بها فهي له صدقة، ومن أنفق على امرأته وولده وأهل بيته فهي له صدقة(6).

وعنه (صلى الله عليه وآله): من سعى على عياله من حلّه فهو كالمجاهد في سبيل الله، ومن طلب الدنيا حلالاً في عفاف كان في درجة الشهداء(7).

وعنه (صلى الله عليه وآله): من بات كالاً من طلب الحلال، بات مغفوراً له(8).

وعنه (صلى الله عليه وآله) من طلب الدنيا حلالاً استعفافاً عن المسألة، وسعياً على عياله، وتعطفاً على جاره، لقي الله و وجهه كالقمر ليلة البدر(9).

وعنه (صلى الله عليه وآله): من توضأ لكلّ حدث... (إلى أن قال:) ولم يكن يكتسب مالاً بغير حق، رُزق من الدنيا بغير حساب(10).

وعنه (صلى الله عليه وآله): إن لله عز وجل أملاكاً خلقهم كيف شاء، وصوّرهم على ما شاء، تحت عرشه، ألهمَهم أن ينادوا قبل طلوع الشمس وقبل غروب الشمس في كل يوم مرتين: ألا من وسع على عياله وجيرانه وسع الله عليه في الدنيا، ألا من ضيّق، ضيَّق الله عليه، ألا إِنَّ الله قد أعطاكم لنفقة درهم على عيالكم سبعين قنطاراً، والقنطار مثل أُحدٍ وَزْناً، أنفِقُوا ولا تجمعوا ولا تضيقوا ولا تقتروا، وليكن أكثر نفقتكم يوم الجمعة(11).

وعنه (صلى الله عليه وآله): أفضل دينارٍ، دينارٌ أنفقه الرجل على عياله... (إلى أن قال:) وأي رجل أعظمُ أجراً من رجل سعى على عياله صغاراً يعفّهم ويغنيهم الله به!(12).

وعنه (صلى الله عليه وآله): لما مرّ في غزوه تبوك بشابٍ جَلْد يسوق أبعرة سِماناً، فقال له أصحابه: يا رسول الله، لو كانت قوة هذا وجَلْده وسمن أبعرته في سبيل الله لكان أحسن! فدعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: - أرأيت أبعرتَك هذه، أي شيء تُعالج عليها؟ فقال: يا رسول الله، لي زوجة وعيال، فأنا أكسب بها ما أُنفقه، على عيالي، وأكفّهم عن مسألة الناس، وأقضي دَيناً عليّ، قال: لعلّ غير ذلك، قال: لا فلمّا انصرف، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لئن كان صادقاً، إن له لأجراً مثل أجر الغازي، وأجر الحاج، وأجر المعتَمِر(13).

وعنه (صلى الله عليه وآله): تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، رجل خرج ضارباً في الأرض يطلب من فضل الله ما يكفّ به نفسه، ويعود به على عياله(14).

وعنه (صلى الله عليه وآله): إن أصنافاً من أُمّتي لا يُستجاب لهم دعاؤهم: رجل يدعو على والديه... (إلى أن قال:) و رجل يقعد في بيته ويقول: ربِّ ارزقني، ولا يخرج ولا يطلب الرزق، فيقول الله عزّ وجلّ له: عبدي، ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارحَ صحيحةٍ فتكون قد أعذرتُ فيما بيني و بينك في الطلب لاتّباع أمري، ولكيلا تكون كلاً على أهلك، فإن شئت رزقتك، وإن شئت قترت عليك وأنت غير معذور عندي(15).

وعنه (صلى الله عليه وآله) - لما نزل قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 3،2] ـ وقد انقطع رجال من الصحابة في بيوتهم واشتغلوا بالعبادة وثوقاً بما ضمن لهم، فعلم النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك فعاب ما فعلوه ـ: إنّي لأبغض الرجل فاغراً(16) فاه إلى ربه يقول: اللهم ارزقني، ويترك الطلب(17).

الإمام علي (عليه السلام): ما غدوة أحدكم في سبيل الله، بأعظم من غدوته يطلب لولده وعياله ما يُصلحهم(18).

وعنه (عليه السلام): كان فيما وعظ به لقمان ابنه أنه قال: يا بُني، ليعتبر مَن قصر يقينه وضعف تعبه في طلب الرزق، أنّ الله تعالى خلقه في ثلاثة أحوال من أمره، وآتاه رزقه ولم يكن له في واحدة منها كسبٌ ولا حيلة، أنّ الله سيرزقه في الحالة الرابعة، أما أوّل ذلك فإنّه كان في رحم أُمه يرزقه هناك في قرار مكين، حيث لا برد يُؤذيه ولا حر، ثم أخرجه من ذلك وأجرى له من لبن أُمه يربيه من غير حول به ولاقوة، ثم فُطم من ذلك فأجرى له مِن كسب أبويه برأفة و رحمة من قلوبهما، حتى إذا كبر وعقل واكتسب لنفسه ضاق به أمره، فظن الظنون بربه، وجحد الحقوق في ماله وقتّر على نفسه وعياله؛ مخافة الفقر!(19).

أبو سعيد الخدري: أصبح علي (عليه السلام) ذات يوم فقال: يا فاطمة، عندكِ شيء تُغذّينيه؟ قالت: لا والذي أكرم أبي بالنبوة، وأكرمك بالوصية، ما أصبح اليوم عندي شيء أُغذّيكاه، وما كان عندي شيء منذ يومين إلا شيء كنت أُوثرك به على نفسي وعلى ابني هذين حسن وحسين، فقال علي (عليه السلام): يا فاطمة، ألا كنت أعلمتني فأبغيكم شيئاً؟ فقالت: يا أبا الحسن، إنّي لأسْتَحْيِي مِن إلهي أن تُكلّف نفسك ما لا تقدر عليه فخرج عليّ (عليه السلام) من عند فاطمة (عليها السلام) واثقاً بالله، حسَنَ الظن به عزّ وجلّ، فاستقرض ديناراً فأخذه ليشتري لعياله ما يصلحهم(20).

الإمام السجاد (عليه السلام): لأن أدخلَ السوق ومعي دراهم أبتاع به لعيالي لحماً وقد قرموا(21)، أحَبُّ إليَّ من أن أعتق نسمة(22).

الإمام الصادق (عليه السلام): ملعونٌ ملعون من ألق كَلَّه(23) على الناس، ملعون ملعون من ضيع من يعول(24).

وعنه (عليه السلام): إن في حكمة آل داود ينبغي للمسلم العاقل أن لا يُرى ظاعناً إلا في ثلاث: مرمّةٍ(25) لمعاش، أو تزوّدٍ لمعاد، أو لذةٍ في غير ذات محرم(26).

وعنه (عليه السلام): الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله(27).

وعنه (عليه السلام): ـ إلى رجل من أصحابه: لا تكسل عن معيشتك، فتكونَ كلاً على غيرك(28).

وعنه (عليه السلام) اشتدت حالُ رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت له امرأته: لو أتيتَ النبي (صلى الله عليه وآله) فسألتَه! فجاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فسمعه يقول: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله، فقال الرجل: ما يعني غيري! فرجع إلى امرأته فأعلمها فقالت: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشرٌ فأعلِمه، فأتاه، فلما رآه قال (صلى الله عليه وآله): من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناه الله. حتى فعل ذلك ثلاث مرات، ثم ذهب الرجل فاستعار فأساً، ثم أتى الجبل فصعده وقطع حطباً، ثم جاء به فباعه بنصف مُدٍّ من دقيق، ثم ذهب من الغد فجاء بأكثر منه فباعه، ولم يزل يعمل ويجمع حتى اشترى فأساً، ثم جمع حتى اشترى بكرين وغلاماً، ثم أثرى وحسنت حاله(29).

ابن فضّال، أبو عمارة الطيّار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنه قد ذهب مالي، وتفرّق ما في يدي، وعيالي كثير، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): إذا قَدِمتَ الكوفة فافتح باب حانوتك، وابسط بساطك، وضع ميزانك، وتعرّض لرزق ربّك... (إلى أن قال:) حتى أثرى، وعرض وجهه، وأصاب معروفاً(30).

وعنه (عليه السلام): كسبُ الحرام يَبين في الذُرِّيَّة(31).

وعنه (عليه السلام): إذا كان الرجل مُعسِراً، فيعمل بقَدر ما يقوت به نفسه وأهله لا يطلب حراماً، فهو كالمجاهد في سبيل الله(32).

وعنه (عليه السلام): كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أصبح خرج غادياً في طلب الرزق، فقيل له: يا ابن رسول الله، أين تذهب؟ فقال: أتَصدق لعيالي، قيل له: أتتصدّق؟! قال: من طلب الحلال فهو من الله عزّ وجلّ صدقةٌ عليه(33).

وعنه (عليه السلام): كان في بني إسرائيل رجل عابد، وكان محتاجاً، فألحّت عليه امرأته في طلب الرزق، فابتهل إلى الله في الرزق، فرأى في النوم أيما أحبُّ إليك: درهمان مِن حلّ، أو ألفانِ مِن حرام؟ فقال: درهمان من حلّ فقال: تحت رأسك. فانتبَهَ فرأى الدرهمين تحت رأسه فأخذهما واشترى بدرهم سمكة، فأقبل إلى منزله، فلما رأته المرأة أقبلت عليه كاللّائمة وأقسمت أن لا تمسّها، فقام الرجل إليها، فلمّا شقّ بطنها إذا بُدرّتَين، فباعهما بأربعين ألف درهم(34).

ابن أبي يعفور: قال رجل لأبي عبد الله (عليه السلام): واللهِ إنا لنطلب الدنيا ونحب أن نؤتاها، فقال: تحبّ أن تصنع بها ماذا؟ قال: أعود بها على نفسي وعيالي، وأصِلُ بها، وأتصدق بها، وأحجّ وأعتمر، فقال (عليه السلام): ليس هذا طلبَ الدنيا، هذا طلب الآخرة(35).

وعنه (عليه السلام): لقد قُبِض رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن درعه مرهونة عند يهودي من يهود المدينة بعشرين صاعاً من شعير؛ استسلفها نفقةً لأهله(36).

وعنه (عليه السلام): خمسة لا يُعطون من الزكاة: الولد والوالدان، والمرأة، والمملوك؛ لأنه يُجبر على النفقة عليهم(37).

الإمام الكاظم (عليه السلام): إن عيال الرجل أسراؤه، فَمن أنعم الله عليه نعمة فليوسع على أسرائه، فإن لم يفعل أوشك أن تزول عنه تلك النعمة(38).

إبراهيم بن عبد الحميد: كان أبو الحسن (عليه السلام) في دار عائشة، فتحوّل منها بعياله، فقلت له: جعلت فداك، أتحوّلت من دار أبيك؟ فقال: إنّي أحببت أن أُوسع على عيال أبي، إنهم كانوا في ضيق وأحببت أن أُوسع عليهم، حتى يعلم أني وسعت على عياله(39).

وعنه (عليه السلام): ينبغي للرجل أن يوسع على عياله كيلا يتمنَّوا موته(40).

وعنه (عليه السلام): مَن طلب هذا الرزق من حِلّه ليعود به على نفسه وعياله كان كالمجاهد في سبيل الله، فإن غلب عليه فَلْيَستدِنْ على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله) ما يقوت به عياله(41).

الإمام الرضا (عليه السلام): الذي يطلب من فضل الله عزّ وجلّ ما يكف به عياله، أعظمُ أجراً من المجاهد في سبيل الله عزّ وجلّ(42).

وعنه (عليه السلام): واعلم أنّ نفقتك على نفسك وعيالك صدقة، والكاد على عياله مــن حـلّ كالمجاهد في سبيل الله(43).

________________________________

(1) المستدرك 13: 55/7، وانظر: المحجة البيضاء 70:3.

(2) قتر على عياله: إذا ضيق عليهم (المجمع).

(3) عوالي اللآلئ 1: 255/15، عنه في المستدرك 15: 256/2.

(4) تفسير أبي الفتوح الرازي 1: 354، عنه في المستدرك 7: 194/5، وانظر: عوالي اللآلئ 1: 141/55، المستدرك 7: 161/31.

(5) دعائم الإسلام 2: 193/699، عنه في المستدرك 14: 252/1.

(6) كنز العمال 6: 427/16390.

(7) المحجة البيضاء 3: 203.

(8) أمالي الصدوق 238/9 م48، عنه في الوسائل 12: 13/16.

(9) المستدرك 13: 17/11 و 55/4، و انظر: قرب الإسناد: 340/1245.

(10) المستدرك 13: 41/9، نقلاً عن دور اللآلئ 1: 6.

(11) كنز العمال 6: 442/16453.

(12) المستدرك 13: 55/6، نقلاً عن دور اللآلئ 1: 15.

(13) دعائم الإسلام 2: 14/7، عنه في المستدرك 13: 8/5.

(14) دعائم الإسلام 2: 15/8، عنه في المستدرك 13: 12/6.

(15) الكافي 5: 67، عنه في الوسائل 12: 14/6.

(16) فَغَر فاه: إذا فتحه (اللسان).

(17) عوالي اللآلئ 2: 108/296، عنه في المستدرك 13: 15/4.

(18) دعائم الإسلام 2: 15/9، عنه في المستدرك 13: 54/1.

(19) قصص الأنبياء للراوندي: 197/249، عنه في المستدرك 13: 34/6.

(20) کشف الغمة 1: 469 عنه في البحار 37: 103/7.

(21) قَرِم إلى اللحم: إذا اشتهاء (المجمع).

(22) الكافي 4: 12/10، عنه في البحار 46: 66/31.

(23) كَلّه، أي: ثِقله (المجمع).

(24) الفقيه 2: 68/14، عنه في المحجة البيضاء 2: 110، وانظر: الفقيه 3: 168/65، الوافي 17: 98/6. دعائم الإسلام 2: 193، المستدرك 14: 252/1.

(25) المرمّة: الإصلاح (اللسان).

(26) الكافي 5: 87/1، عنه في الوسائل 12: 37/3.

(27) الكافي 5: 88/1.

(28) الكافي 5: 86/9، عنه في الوسائل 12: 37/3.

(29) عدة الداعي 100، عنه في البحار 103: 14/66.

(30) الكافي 5: 304/3، عنه في الوسائل 12: 34/3، والبحار 47: 376/99.

(31) الكافي 5: 124/4، عنه في الوسائل 12: 53/3.

(32) الكافي 5: 88/3، عنه في الوافي 17: 97/3.

(33) الكافي 4: 12/11، عنه في البحار 46: 67/32.

(34) قصص الأنبياء للراوندي: 184/224، عنه في البحار 103: 29/52.

(35) الكافي 5: 72/10، عنه في الوسائل 12: 19/3، وانظر: مستطرفات السرائر: 40/6، المستدرك 13: 15/4.

(36) قرب الإسناد: 91: 304، عنه في الوسائل 13: 81/9.

(37) علل الشرائع: 371/1، عنه في الوسائل 6: 166/4، وانظر: الكافي 3: 551/1، الوسائل 6: 165/2.

(38) أمالي الصدوق: 358/3، عنه في البحار 104: 69/1، الوسائل 14: 122/10.

(39) سعد السعود: 236، عنه في المستدرك 3: 452/2.

(40) الكافي 4: 11/3، عنه في الوسائل 15: 248/1، الفقيه 2: 68/15، المحجة البيضاء 2: 110.

(41) الكافي 5: 93/3، عنه في الوسائل 13: 80/2 و 12: 11/4.

(42) الكافي 5: 88/2، عنه في الوسائل 12: 43/2، وانظر: تحف العقول: 445، البحار 78: 339/29.

(43) فقه الرضا (عليه السلام): 255، عنه في المستدرك 13: 54/3. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.