المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تنظيم نتيجة السنة الشمسية.
2023-06-27
علي (عليه السلام) خير الناس
30-01-2015
أسباب موت القلب
18-7-2020
مرض اللفحة العادية في الفاصوليا Common blight of beans
2023-10-05
الدورة المحاسبية Accounting Cycle
6-2-2022
البحار الهامشية المتصلة بالمحيط الهندي
4-4-2016


علاقات الرذيلة والفضيلة  
  
153   10:24 صباحاً   التاريخ: 2024-10-30
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 242 ــ 245
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13/11/2022 1643
التاريخ: 27/10/2022 1478
التاريخ: 2024-11-23 154
التاريخ: 2023-05-13 1496

إن مساعي العمال، الذين يريدون الارتزاق من سواعدهم، دليل على صلاحهم وفضيلتهم، بينما مساعي عشاق المال، الذين يريدون جمع المال لإشباع غريزة طمعهم، دليل على سوئهم ووجود الرذيلة لديهم. 

عن علي (عليه السلام) أنه قال: (يستدل على شر الرجل بكثرة شرهه وشدة طمعه) (1).

أخطار عبادة المال:

إن عبادة المال والحرص من الممكن أن يؤثرا على الإنسان تأثيراً كبيراً لدرجة أن ينسى نفسه وينسى قيمه الإنسانية، ولا يعود يفكر إلا في جمع المال واكتنازه، وطلب المال وحبه يمكن أن يغفل الإنسان عن الله عز وجل وعن الحقيقة، يمنعه من السمو النفسي والتكامل المعنوي، ويمحو من ذهنه مكارم الأخلاق والصفات الإنسانية. ويغرق البعض فى حب المال وجمعه لدرجة ينسون معها الزوجة والأبناء، ينسون محبة الحياة الزوجية وعطف الأبوة، فيبدلون دفء العائلة إلى برودة.

الاسلوب الأحمق:

(يقول راسل: في العالم الجديد يوجد عدو خطر للحب، وهو مبدأ العمل والكسب والنجاح الاقتصادي، خاصة في أمريكا حيث يعتقد الناس ان الإنسان يجب أن لا يسمح للحب بأن يكون مانعاً للنجاح في الحياة، وإذا ما سمح بذلك فهو احمق وجاهل. ورغم أن هذه المسألة، كالمسائل الاخرى، تحتاج إلى التعادل، فإنه من الحماقة أن يضحي الإنسان بعمله ومكانته من أجل (الحب)، ولكنه من الحمق أيضاً أن يضحي الإنسان بالحب من أجل العمل، ومع ذلك فإن هذا الأمر لا يمكن اجتنابه في مجتمع أساسه مبني على العمل الحثيث للحصول على المال.

لاحظوا حياة أحد تجار هذا العصر خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، فهو منذ اللحظة التي عرف فيها نفسه وشعر بالرجولة يسعى من أجل الحصول على المال، وفي رأيه أن معظم الأشياء ما هي إلا لعب تافه؛ في شبابه يغرق في الفساد ثم يتزوج، ولكن رغباته تختلف عن رغبات زوجته، ولذا لا يحصل بينهما أي نوع من الارتباط الحقيقي والضروري بينهما - يأتي عادة منهكاً إلى البيت، ويخرج من المنزل صباحاً قبل استيقاظ زوجته، ويقول: إن رغبات زوجته نسائية وهولا يرغب أن تكون له علاقة بذلك، وهكذا لا يستبعد أن تشعر زوجته ببرود عاطفي تجاهه، لأن زوجها لم يكن لديه وقت لإظهار محبته لها) (2).

إن الرجل الذي يمضي أكثر أوقاته خارج المنزل، ويصرف طاقاته لكسب المال، يكون منهكاً لدى عودته إلى البيت لدرجة لا يستطيع أن يهتم بزوجته أو يظهر محبته لها، أو أن يحترم عواطفها، ويلبي رغباتها الطبيعية.

برود الزوجة من الزوج:

من الواضح أن المرأة في مثل هذه الظروف تكتئب ويزداد تأثرها يوماً بعد آخر فإحباطاتها، وحرمانها المتتابع يصيبها بالبرود تجاه زوجها، ويبث فيها اليأس من الحياة الزوجية، ولا يمضي وقت طويل حتى تبدأ بالشكوى وعدم الرضا، وتظهر قلقها واضطرابها الباطنيين من الحياة الزوجية.

الخلاف العائلي:

وهذا الوضع إن لم يدفع بالمرأة إلى الفساد والانحلال الخلقي والفضيحة، أو يجعلها توسع من شكواها حتى تصل إلى الطلاق، إن لم يحصل ذلك فعلى الأقل يؤدي إلى القضاء على العشق والحب والأمل والعطف في محيط الأسرة ليحل محله اليأس والبرود، وفي النهاية تبتلي العائلة بالخلافات وأحياناً بالشجار والخصام.

إن عبّاد الثروة الطامعين، بأسلوبهم الخاطئ لا يدمرون حسن التفاهم والمحبة في العائلة وحسب، بل إنهم بعملهم المفرط يصيبون المجتمع بأضرار، فهؤلاء من أجل أن يحصلوا على مال أكثر، لإشباع رغبتهم هذه، يضطرون للعمل في مجالات متعددة، أو أنهم يوسعون نطاق عملهم الذي يعملون فيه إلى الدرجة التي تتحقق فيها آمالهم. على أية حال إنهم في هذا الأسلوب يضيقون مجالات العمل أمام الآخرين فيؤدي ذلك إلى حرمان هؤلاء. ومما لا شك فيه أن الفشل والحرمان هما من أسباب الصراع والتضاد.

يدخل الشباب إلى المجتمع بقلب مليء بالأمل للحصول على العمل. وعندما يشاهدون أن جميع الأعمال بيد الجيل القديم يبدو عليهم الضجر فيدخلون ميدان التنافس ليجدوا لأنفسهم موضع قدم، ولدى رؤية عباد الثروة يقبضون على أكثر الأعمال، بينما هم يبحثون عن عمل واحد، ينتابهم القلق ويشعرون بالضياع، فيصل الأمر بهم إلى الإنفعال، فيظهر الإختلاف وعدم التفاهم بشدة أكثر في المجتمع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ غرر الحكم، ص 63.

2ـ الزواج والأخلاق، ص 117. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.