المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ما يصح السجود عليه
2024-10-28
محصول الذرة لصفراء
3-4-2016
الآفات الحشرية التي تصيب البسلة
22-3-2016
Addition of Proton Acids to alkenes
14-1-2022
المناعة السلبية المصطنعة Artificial Passive Immunity
11-6-2017
التسليم
30-9-2016


الاسرة في نظر الإسلام  
  
279   04:30 مساءً   التاريخ: 2024-08-24
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 61 ــ 63
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

لا شك في أن الشريعة الإسلامية أولت الأسرة عناية فائقة لإدراكها أهمية الدور الذي تؤديه هذه المؤسسة الصغيرة على الساحة الإجتماعية. بخصوص ضبط السلوك الجنسي، وتعويض الخسارة البشرية الناتجة بسبب الموت وتربية الأفراد وحمايتهم، وإشباع حاجاتهم العاطفية، وتنميتهم للإلتحاق بالمجتمع فيما بعد. وقد أوضحت الرسالة الإسلامية دور الرجل ودور المرأة في المؤسسة العائلية. أو بتعبير أدق: فصلت التكاليف الشرعية فيما يخص واجبات الزوج وحقوقه وواجبات الزوجة وحقوقها أولاً، وواجبات وحقوق الأفراد في المؤسسة العائلية ثانياً.

فالإسلام يؤمن بأن الإنسان ليس حيواناً إجتماعياً كما تزعم بعض النظريات الغربية بل يعتبره كائناً كريماً رفعه خالقه سبحانه بالعلم والعقل والإدراك والتفكير ومنحه قابلية الاستخلاف في الأرض. وقال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70].

اعزاءنا الشباب:

إن الذين قالوا الإنسان حيوان إجتماعي كانوا من الزاهدين في الإنسان والظالمين له، إذ أن نظرتهم المتواضعة تلك، تعني أن العلاقات الجمعية التي تربط القطيع الواحد من الحيوانات ضمن مزرعة واحدة لا تعرف ضابطاً يضبط سلوكها الجنسي، ولا نظاماً يحدد شهوتها الهائجة. على عكس النظام الإجتماعي الإسلامي الذي ينظم العلاقة الجنسية بين الذكر والأنثى عن طريق المؤسسة العائلية التي تعتبر من أهم المؤسسات الإجتماعية خدمة للإنسان.

إن الإسلام لا ينظر إلى المؤسسة العائلية على أنها مؤسسة إجتماعية لتعويض الخسائر البشرية نتيجة موت الأفراد فحسب، بل ينظر إليها باعتبارها محطة إستقرار لعالم متحرك، تنتقل من خلالها ممتلكات الجيل السابق إلى الجيل اللاحق عن طريق الإرث والوصية الشرعية، ومحطة فحص وتثبيت أنساب الأفراد عن طريق إعلان المحرمات النسبية الناتجة عن الزواج. وإلحاق الأولاد بآبائهم، ومركز حماية الأفراد بتقديم شتى الخدمات الإنسانية لهم كالمسكن والمطعم والحنان والدفء والمودة. ويعكس ذلك حث الإسلام على وجوب الإنفاق على الأصول والفروع وهما الوالدان والأولاد ووجوب الإنفاق على الزوجة إذ جعل لها الإسلام حقاً مالياً أولياً تتملكه بالعقد والدخول وهو الصداق، وحقاً مالياً آخر وهو النفقة إذا كانت مطيعة وممكنه لزوجها، إضافة إلى وجوب حق الرضاعة ويتحمله الزوج وحق الحضانة ويتحمله الأبوان.

وإذا كانت العائلة في الإسلام هي محطة لشحن الطاقات العملية وقاعدة لتنشيط الإنتاج وزرع المحبة في المجتمع، فإنها في الوقت نفسه مركز لإشباع الحاجات العاطفية كالحب والحنان والعطف والرحمة. والأسرة مكان آمن لتهذيب السلوك الجنسي. فالعائلة إذن تساهم في خلق الفرد الإجتماعي الصالح للعمل والإنتاج والمساهمة في بناء النظام الاقتصادي والسياسي للمجتمع.

ولا تظنوا - إخواني الشباب - أن الإسلام عند اهتمامه بالأسرة خص الرجل فقط بالعناية والإهتمام وأعطاه الولاية على أسرته، بل أعطى المرأة أهمية خاصة منذ بداية إنشاء المؤسسة العائلية، إذ يحق لها أن تشترط شروطاً شرعية جائزة في صيغة العقد ما لم تحرم حلالا أو تحلل حراماً. وعلى الزوج الوفاء بتلك الشروط (المؤمنون عند شروطهم) وحفظاً لحقوقها. فقد اشترط الإسلام في صحة عقد الزواج أن يكون لكليهما العقل والبلوغ والرشد والخلو من المحرمات النسبية والسببية، وأوجب تعين الزوجة في عقد الزواج وهنالك ضوابط أثبتها الفقهاء رفع الله شأنهم في الدنيا والآخرة في رسائلهم العملية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.