مرض تعفن الحضنة الأمريكي

مرض وبائي يصيب طوائف النحل وهو من أخطر الأمراض التي تصيب الحضنة وخاصة في أغلب بلدان العالم التي تربي النحل وبصورة خاصة البلاد الحارة والمعتدلة ويصيب يرقات النحل وهي بعمر (2-1) يوما ويسبب أضرارا كبيرة للمناحل قد تقضي عليها.

1- العامل المسبب للمرض:

إن العامل المسبب للمرض هو بكتريا اسمها باسيلس ليرفي وهي عبارة عن عصية مستقيمة بطول (2 – 5) ميكرون وعرض (0.5 – 0.8) ميكرون متحركة وتتلون بالملونات العادية تنشئ هذه البكتيريا بوغ (الجراثيم) ذات الشكل البيضوي وإن قوة مقاومة هذه البكتيريا كبيرة جدا فالبوغ تبقى حية عشرات السنين وعند استعمال الفورمالين بتركيز 10% يقضي عليها خلال ست ساعات.

تصل بكتيريا المرض إلى اليرقات عن طريق الغذاء الملوث وتبدأ بالنمو داخل المعدة ببطء وتدوم فترة الحضانة من (3 – 7) أيام وعند ابتداء المرض تصاب يرقة أو أكثر وتموت وتحاول الشغالات التخلص منها فيكون عاملا على نقل ونشر البكتيريا داخل الخلية إلى يرقات أخرى ثم إلى طوائف أخرى في المنحل علما أن جسم اليرقة الميتة يحوي حوالي (5) مليارات من البكتيريا.

2- وصف المرض:

أ. في الطوائف السليمة تكون الحضنة عادة بعمر يوم واحد إذ تبدأ الملكة بوضع البيض بشكل حلزوني كطبق القش بدءا من المركز.

أما في حال الطوائف المصابة بهذا المرض نجد أن منظر اقراص الحضنة مغاير لذلك فتوجد عيون سداسية سليمة مغطاة تعقبها عيون سداسية مفتوحة واليرقات ذات أعمار متفاوتة حيث توجد يرقات حديثة بجانب يرقات قديمة.

ب- وتكون أغطية العيون السداسية التي تغطي يرقات ميتة غامقة ومقعرة بعض الشيء وأحيانا مثقبة وتنضغط بسهولة.

ج- اليرقات المصابة لونها أبيض غير لامع ثم يتحول إلى بني فاتح ثم يغمق لونها تدريجيا حتى يتحول إلى الأسود وتظل اليرقة بشكلها المعروف حتى يتقدم المرض فتتحول إلى كتلة غير منظمة ويصبح قوامها لزجا مطاطا ثم تتحول في النهاية إلى قشور تلتصق في قاع العين السداسية بقوة لا يمكن للشغالات استخراجها ويمكن مشاهدة هذه القشور في أثناء الكشف وعلى النحال أن يجعل الشمس خلفه بحيث تدخل أشعة الشمس إلى داخل العيون السداسية.

د. يلاحظ أن رائحة المادة المتعفنة (اليرقات) تشبه رائحة الغراء أو السمك المتعفن ويمكن في حالة الأصابة الشديدة تمييزها عند رفع غطاء الخلية الخارجي.

عند تحديد هذا المرض يجب أن نفرقه عن مرض تعفن الحضنة الأوربي الذي يتشابه معه في بعض المظاهر.

3- تشخيص المرض:

إن مرض تعفن الحضنة الأوربي مرض معد ولكنه أخف خطورة لكونه غير مميت للطائفة وللتأكد التام من مرض تعفن الحضنة الأمريكي يجب إجراء الاختبارين الأتيين

أ- اختبار حليب الفرز:

يحضر محلول حليب الفرز بنسبة أربع ملاعق شاي من حليب مجفف بودرة مع ليتر ماء تطفئ ويمزج جيدا في أنبوب الاختبار ونضع القشرة الناتجة عن اليرقة الميتة في أنبوب اختبار ويضاف لها عشرون نقطة ماء دافئ وتهز بلطف وعشر نقط من محلول حليب الفرز وتهز الانبوبة بلطف.

إذا كانت الإصابة موجودة يصبح معلق الحليب رائقا خلال خمس عشر دقيقة والمسائل شفافا بلون أصفر وإذا كانت الإصابة غير موجودة يستمر المعلق غير رائق خلال خمسة عشرة دقيقة للاختبار يحسن عمل مقارنتها بأنبوبة فيها عشرون نقطة ماء أضيف إليها عشرة نقط حليب نشاهد الفرق جليا.

ب- الفحص المجهري

تؤخذ قشرة من إحدى العيون الشمعية التي بها حضنه ميتة (مشتبه بها) وتوضع مع الماء على شريحة زجاجية نظيفة ويضغط على القشرة جيدا ويوضع على شريحة أخرى نقطة من (Nigrosin) يضاف إليها نقطة من المحلول المائي الناتج عن القشرة وتنتشر على الشريحة على شكل غشاء دقيق وتترك لتجف تم تفحص تحت العدسة الزيتية ولا داعي لتغطية الشريحة إلا إذا اريد حفظها.

إذا كانت الإصابة إيجابية تظهر البكتريا واضحة على شكل بقع سوداء ويمكن استعمال ال Eosin بدلا من النجروسين وذلك بمزج نقطة الأيوسين مع المعلق الناتج عن القشرة ثم تغطى الشريحة قبل الجفاف.

4- العدوى:

تصل بكتريا المرض إلى اليرقات عن طريق الغذاء الملوث بوساطة النحل أو أدوات النحال عند عدم اتخاذ أسباب الحيطة.

أو عند تنظيف الشغالات للحضنة الميتة في الطوائف المصابة فتتلوث وخاصة أرجلها بخاصة بالبكتريا وتنقل الشغالات هذه البكتريا عند قيامها بتغذية اليرقات وبناء العيون الشمعية وإنضاج الرحيق وبذلك يتم تلوث العسل.

وكذلك في حال السرقة بين الطوائف السليمة والمصابة. أو استعمال بعض الأدوات أو التجهيزات الملوثة بالمنحل أو استعمال التغذية الملوثة بالبكتريا.

5- الوقاية:

تكون الوقاية من هذا المرض واتخاذ الاحتياطات الكفيلة بعدم وصول العامل المسبب إلى الطوائف وذلك باتباع ما يلي:

1۔ عدم استعمال عسل من مناحل أخرى في التغذية.

2- إجراء التعقيم الدوري للأدوات المستعملة والبناء ومراعاة النظافة التامة.

3- علم شراء طوائف إلا من مصدر موثوق به.

4- عدم استعمال أو استعارة أدوات نحل من مناحل أخرى ولو كانت غير مصابة وعند الضرورة لذلك يجب الاعتناء بتعقيمها بدقة.

5- جعل طوائف المنحل بدرجة واحدة من القوة منعا لحدوث السرقة وهي العامل الرئيس في نقل البكتريا والمبادرة بالعلاج السريع.

6- العلاج:

عند العثور على المرفق في إحدى الطوائف أي محل يجب التأكد من الإصابة حسب الوصف السابق ذكره وبخاصة مطاطية اليرقات الميتة وباختيار حليب الفرز أو الفحص المجهري ويجب وضع حجر مشدد على المنحل لمنع تفشي المرض للمراحل المجاورة ويحسن الإسراع يتفقد كافة الطوائف بالمنحل لتحديد المصاب منها وبدء العلاج.

يحسن عند ظهور إصابة في طائفة واحدة فقط في المنحل إعدام الطائقة مساء بواسطة السيانوغاز أو ثاني أكسيد الكبريت ثم إحراق النحل الميت والبروايز بمكان بعيد في حفرة عميقة ودفنها بعد ذلك ومعالجة الخلية بواسطة لهب بأمراره على كافة أسطحة الخلية.

عند وجود إصابة في عدة طوائف يمكن تحديد موعد بدء المعالجة حسب موسم فيض العسل ومدى توفر العسل الناضج بالخلايا.

في حال توفر العسل في الطوائف المصابة يتم جمع المحصول بصورة جائرة ويستعمل العسل الناتج كغذاء للإنسان ويحفظ بعيدا عن متناول النحل حيث يعتبر وسيلة لنشر المرض ثم تبدأ المعالجة بعد ذلك.

7- طريقة العلاج:

استعمال المضادات الحيوية لعلاج هذا المرض السلفاتيازول أو السلفاديازين أو الترامايسين.

أ- طريقة التعفير:

يتم تعفير الطوائف المصابة بعد جمع المحصول منها في حال توفره وذلك بتحضير مخلوط من الترمايسين وسكر البودرة الناعم بنسبة (1) إلى (2) وزنا أو ملعقة ترمايسين لكل (2) ملعقة سكر البودرة وبواقع (30) غرام من المخلوط للطائفة الواحدة.

تعفر كافة الأقراص على وجهها وكذلك قاعدة الخلية ولوحة الطيران وينصح بالتعفير ثلاث مرات بفاصل (4 – 5) أيام بين المرة والأخرى ويحسن أن يتم ذلك في الربيع الباكر أو قبل موسم فيض العسل بشهر لتلوث العسل بالترامايسين.

ب- بالمحلول السكري:

بعد جمع المحصول بصورة مباشرة من كافة طوائف المنحل (في حال توفر العسل الناضج) تتم تغذية طوائف المنحل بالمحلول السكري مضاف إليه الترامايسين بواقع ملعقة لكل (2٫5) كغ محلول سكري 1 سكر: 1 سكر ماء لكل طائقة ويحل الترامايسين بكمية قليلة من الماء قبل إضافة المحلول السكري منعا لتكتله وعادة ينصح بإجراء العملية ثلاث مرات بفاصل (4 - 5) أيام بين المرة والأخرى ويحسن أن يتم ذلك في الربيع الباكر وقبل موسم فيض العسل بشهر منعا لتلوث العسل بالترامايسين.

تحذير:

إن العسل الناتج من طوائف مشتيه بإصابتها بمرض التعفن للحضنة الأمريكية يجب أن لا يستعمل لتغذية الطوائف لاحتمال تلوثه ببكتريا المرض ونشره المرض.

التعقيم: لذى ظهور مرض تعفن الحضنة الأمريكية في طوائف أي منحل يجب أن يتم إجراء تعقيم دقيق كالتالي:

أ- تنظيف كافة الخلايا والبروايظ والأجزاء الخشبية الأخرى بعناية تامة ثم تعقم بواسطة اللهب.

ب- يعقم لباس النحال والألبسة الأخرى وتغلي لمدة (30) دقيقة في محلول كربونات الصوديوم Na CO.

ج- يغسل الفراز والأدوات الحديدة المستعملة بالماء الساخن أولا، وبمحلول الصود الكاوي (NaoH) تركيز %2-3 ثم بالماء العادي وترمى المياه المستعملة في الغسيل في حفرة بعمق نصف متر.

د- تحرق الأرض التي تقوم عليها الخلايا بواسطة اللهب ثم تقلب التربة بواسطة المر.