المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الشغب عند الأطفال
15-1-2016
Riemann Prime Counting Function
27-8-2020
ثلاث عوامل مهمة لبناء الدولة - دولة سليمان
10-10-2014
قتل المقـتدر
17-10-2017
A New Perspective on the Story of English
2024-01-20
جملة من وصايا النبي (صلى الله عليه واله) للأمير المؤمنين
9-5-2016


الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) بعد ملحمة عاشوراء  
  
1854   03:32 مساءً   التاريخ: 5/10/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 6، ص59-63
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 3396
التاريخ: 11-4-2016 3023
التاريخ: 30-3-2016 4059
التاريخ: 10-04-2015 3610

ذكر المؤرّخون عن شاهد عيان أنّه قال : قدمت الكوفة في المحرّم من سنة احدى وستّين ، منصرف عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) بالنسوة من كربلاء ومعه الأجناد يحيطون بهم ، وقد خرج الناس للنظر إليهم ، فلمّا اقبل بهم على الجمال بغير وطاء جعل نساء الكوفة يبكين ، ويلتدمن[1] ، فسمعت عليّ بن الحسين وهو يقول بصوت ضئيل وقد نهكته العلّة وفي عنقه الجامعة ويده مغلولة إلى عنقه : « إنّ هؤلاء النسوة يبكين فمن قتلنا ؟ ! »[2].

وعندما أدخلوا الإمام السجاد ( عليه السّلام ) على ابن زياد سأله من أنت ؟ فقال :

« أنا عليّ بن الحسين » ، فقال له : أليس قد قتل اللّه عليّ بن الحسين ؟ فقال عليّ ( عليه السّلام ) : « قد كان لي أخ يسمّى عليّا قتله الناس ، فقال ابن زياد : بل اللّه قتله ، فقال عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) : اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ، فغضب ابن زياد وقال :

وبك جرأة لجوابي وفيك بقية للردّ عليّ ؟ ! اذهبوا به فاضربوا عنقه[3].

فتعلّقت به عمّته زينب وقالت : يا ابن زياد ، حسبك من دمائنا ، واعتنقته وقالت : لا واللّه لا أفارقه فإن قتلته فاقتلني معه ، فقال لها عليّ ( عليه السّلام ) : اسكتي يا عمّة حتى اكلّمه ، ثمّ أقبل عليه فقال : أبالقتل تهدّدني يا ابن زياد ؟ أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من اللّه الشهادة ؟ ثمّ أمر ابن زياد بعلي بن الحسين ( عليه السّلام ) وأهل بيته فحملوا إلى دار بجنب المسجد الأعظم ، ولمّا أصبح ابن زياد أمر برأس الحسين ( عليه السّلام ) فطيف به في سكك الكوفة كلّها وقبائلها ، ولمّا فرغ القوم من الطواف به في الكوفة ردّوه إلى باب القصر[4].

ثمّ إنّ ابن زياد نصب الرؤوس كلّها بالكوفة على الخشب ، كما أنّه كان قد نصب رأس مسلم بن عقيل من قبل بالكوفة .

وكتب ابن زياد إلى يزيد يخبره بقتل الحسين ( عليه السّلام ) وخبر أهل بيته[5].

كما بعث إلى عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة - وهو من بني أمية - يخبره بقتل الحسين ( عليه السّلام ) .

ولمّا وصل كتاب ابن زياد إلى الشام أمره يزيد بحمل رأس الحسين ( عليه السّلام ) ورؤوس من قتل معه إليه ، فأمر ابن زياد بنساء الحسين ( عليه السّلام ) وصبيانه فجهّزوا ، وأمر بعليّ بن الحسين ( عليهما السّلام ) فغلّ بغلّ إلى عنقه ، ثمّ سرّح بهم في أثر الرؤوس مع مجفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن ، وحملهم على الأقتاب ، وساروا بهم كما يسار بسبايا الكفار ، فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرؤوس ، فلم يكلّم عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) أحدا منهم في الطريق بكلمة حتى بلغوا الشام[6].

سبايا آل البيت ( عليهم السّلام ) في دمشق :

خضعت الشام منذ فتحها بأيدي المسلمين لحكّام مثل خالد بن الوليد ومعاوية بن أبي سفيان ، فلم يشاهد الشاميّون النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) ولم يسمعوا حديثه الشريف منه مباشرة ، ولم يطّلعوا على سيرة أصحابه عن كثب ، أمّا النفر القليل من صحابة رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) الذين انتقلوا إلى الشام وأقاموا فيها فلم يكن لهم أثر في الناس ، فكانت النتيجة أنّ أهل الشام اعتبروا سلوك معاوية بن أبي سفيان وأصحابه سنّة للمسلمين ، ولمّا كانت الشام خاضعة للإمبراطورية الرومية قرونا طويلة ، فقد كانت حكومات العصر الإسلاميّ أفضل من سابقاتها بالنسبة للشاميّين .

ومن هنا ليس أمرا عجيبا أن نقرأ في كتب التأريخ أنّ شيخا شاميا دنا من الإمام السجاد ( عليه السّلام ) عند دخول سبايا آل محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) الشام وقال له : الحمد للّه الذي أهلككم وأمكن الأمير منكم .

فقال له الإمام ( عليه السّلام ) : يا شيخ أقرأت القرآن ؟

فقال الشيخ : بلى .

فقال له الإمام ( عليه السّلام ) : أقرأت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ؟

فقال الشيخ : بلى .

فقال له الإمام ( عليه السّلام ) : فنحن القربى ، يا شيخ !

ثمّ قال له : فهل قرأت وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ ؟

قال : قد قرأت ذلك .

قال ( عليه السّلام ) : فنحن القربى يا شيخ ، فهل قرأت هذه الآية : وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى ؟

قال : نعم .

قال الإمام ( عليه السّلام ) : نحن القربى .

يا شيخ ! هل قرأت إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ؟

قال الشيخ : بلى .

قال له الإمام ( عليه السّلام ) : نحن أهل البيت الذين اختصّنا اللّه بآية الطهارة .

قال الشيخ : باللّه إنّكم هم ؟ !

قال الإمام ( عليه السّلام ) : تاللّه إنّا لنحن هم من غير شكّ وحقّ جدّنا رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) إنّا لنحن هم .

فبكى الشيخ ورمى عمامته ، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهمّ إنّي أبرأ إليك من عدوّ آل محمّد[7].

وذكر المؤرّخون أنّه لمّا قدم عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) وقد قتل الحسين بن عليّ ( عليه السّلام ) استقبله إبراهيم بن طلحة بن عبيد اللّه وقال : يا عليّ بن الحسين ، من غلب ؟ وهو مغطّ رأسه وهو في المحمل ، فقال له عليّ بن الحسين : إذا أردت أن تعلم من غلب ودخل وقت الصلاة فأذّن ثمّ أقم[8].

لقد كان جواب عليّ بن الحسين ( عليه السّلام ) أنّ الصراع إنّما هو على الأذان وتكبير اللّه تعالى والإقرار بوحدانيّته وليس على رئاسة بني هاشم ، وأنّ استشهاد الحسين والصفوة من أهل بيته وأصحابه هو سبب بقاء الإسلام المحمّدي وثباته أمام جاهلية بني أميّة ومن حذا حذوهم ممّن لم يذوقوا حلاوة الإيمان والإسلام .

 

[1] التدمت المرأة : ضربت صدرها في النياحة ، وقيل : ضربت وجهها في المآتم .

[2] الأمالي للطوسي : 91 .

[3] الإرشاد للمفيد : 244 ، ووقعة الطف : 262 ، 263 .

[4] مقتل الخوارزمي : 2 / 43 مرسلا ، واللهوف على قتلى الطفوف : 145 .

[5] الكامل في التاريخ للجزري : 4 / 83 ، وإنّ أوّل رأس حمل في الإسلام هو رأس عمر بن الحمق الخزاعي إلى معاوية .

[6] عن طبقات ابن سعد في ذيل تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) : 131 ، وأنساب الأشراف : 214 ، والطبري : 5 / 460 و 463 ، والإرشاد : 2 / 119 واللفظ للأخير .

[7] مقتل الخوارزمي 2 : 61 ، واللهوف على قتلى الطفوف : 100 ، ومقتل المقرم : 449 عن تفسير ابن كثير والآلوسي .

[8] أمالي الطوسي : 677 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.