المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الأهمية النسبية للري في الدول العربية
21-6-2019
الظروف الطبيعية المناسبة للأرز – الماء
27-1-2023
تصنيف الطرق المعبدة - طرق الدرجة الأولى
5-8-2022
Vowels FOOT
2024-04-30
الهرم الأكبر.
2023-07-01
تـمويـل التـنميـة الاقتـصاديـة بـالتـضخـم
10-1-2023


سعيد بن جبير وبعض رموز أصحاب السجاد  
  
4059   03:48 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص294-296.
القسم :

أبو محمد مولى بني والبة أصله من الكوفة نزل مكة تابعي عده الشيخ من أصحاب الإمام السجاد (عليه السلام)‏  و هو من أعلام المجاهدين و المناضلين عن الإسلام و المدافعين عن حقوق الضعفاء و المحرومين ...

كان سعيد من أبرز علماء عصره و كان يسمي جهبذ العلماء و ما على الأرض إلا و هو محتاج إلى علمه‏  .

قال ابن كثير: كان سعيد من أئمة الإسلام في التفسير و الفقه و أنواع العلوم و كثرة العمل الصالح‏ .

كان سعيد في طليعة المتقين في عصره و كان ملازما لتلاوة القرآن الكريم و كان يجلس في الكعبة المكرمة و يتلو القرآن فلا ينصرف حتى يختمه‏  و كان كثير الخشية من اللّه و كان يقول: إن أفضل الخشية أن تخشى اللّه خشية تحول بينك و بين معصيته و تحملك على طاعته فتلك هي الخشية النافعة .

و لما خرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على حكومة الحجاج رأى سعيد و جماعة من القراء أن واجبهم الشرعي يقضي بتأييد ابن الأشعث و الخروج معه للإطاحة بحكم الطاغية المجرم الحجاج بن يوسف الثقفي الذي لم يبق حرمة للّه إلا انتهكها و لا جريمة إلا اقترفها و قد مادت الأرض من جوره و ظلمه و فساده و لما فشلت ثورة ابن الأشعث هرب سعيد إلى أصبهان و كان يتردد في كل سنة إلى مكة مرتين: مرة للعمرة و مرة للحج , و ربما دخل الكوفة متخفيا في بعض الأحيان و كان يلتقي بالناس و يحدثهم بشؤونهم الدينية و العلمية .

ألقت شرطة الحجاج و جلاوزته القبض على سعيد بن جبير الذي كان من عمالقة الفكر و العلم في الإسلام و جي‏ء به مخفورا إلى الطاغية المجرم الحجاج بن يوسف فلما مثل عنده صاح به :

أنت شقي بن كسير؟ .

فأجابه بمنطق الحق قائلا: أمي كانت أعرف باسمي سمتني سعيد بن جبير .

و أراد الطاغية أن يتخذ وسيلة رسمية لإهراق دمه فقال له: ما تقول في أبي بكر و عمر هما في الجنة أو في النار؟.

فرد عليه سعيد بمنطقة الفيّاض قائلا: لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها و إن دخلت النار و رأيت أهلها لعلمت من فيها ؛ و لم يجد الطاغية منفذا يسلك فيه فراح يقول له: ما قولك في الخلفاء؟ .

فأجابه جواب العالم الخبير: لست عليهم بوكيل.

فقال الخبيث المجرم: أيهم أحب إليك .

و قد أراد بذلك أن يستدرجه لعله أن يذكر الإمام أمير المؤمنين (عليه‏ السلام) بخير فيتخذ من ذلك سببا إلى التنكيل به و لم يخف على سعيد ذلك فقال له: أرضاهم لخالقه .

- أيهم أرضى للخالق؟ .

- علم ذلك عند الذي يعلم سرهم و نجواهم.

- أبيت أن تصدقني .

- لم أحب أن أكذبك .

و أمر الطاغية جلاديه بضرب عنقه فضربوا عنقه فسقط رأسه إلى الأرض فهلل ثلاثا أفصح بالأولى و لم يفصح بالثانية و الثالثة و انتهت بذلك حياة هذا العالم العظيم الذي وهب حياته لنشر العلم و الفضيلة بين الناس و قد فجع المسلمون بقتله لأنهم فقدوا الرائد لحياتهم العلمية و نقل عمرو بن ميمون عن أبيه أنه لما سمع بمقتل سعيد أ ندفع قائلا بحزن:

لقد مات سعيد بن جبير و ما على ظهر الأرض إلا و هو محتاج إلى علمه , و كانت شهادته في شهر شعبان سنة95هـ و هو ابن 49 سنة  و قد فزع الحجاج من قتله فكان يراه في منامه و هو يأخذ بمجامع ثوبه و يقول له: يا عدو اللّه فيم قتلتني؟ و قد ندم الطاغية المجرم على قتله له فكان يقول: ما لي و لسعيد ابن جبير و قبله ندم معاويه بن هند على قتل حجر بن عدي الصحابي العظيم.

- سعيد بن الحارث: المدني عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (عليه السلام)‏ .

- سعيد بن عثمان: عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (عليه السلام)‏ .

- سعيد بن مرجانة: عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (عليه السلام)‏ و كذلك عده البرقي‏  و ذكره ابن حبان في الثقات و قال: انه كان من أفاضل أهل المدينة توفي سنة96هـ.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.