المراسل المقيم

المراسل المقيم أو المراسل الدائم، هو محرر يمثل الصحيفة في إحدى العواصم أو المدن العالمية المهمة لمدة طويلة. وإذا كانت المدة الطويلة تسمح للمراسل بدراسة البلد الذي يعمل فيه وتكوين شبكة من المصادر بما يمكنه من تحقيق الانفراد والسبق لوسيلته، فإن هذه المدة إذا طالت عن الحد المعقول تحولت إلى عيب خطير في المراسل الدائم. ويتمثل هذا العيب في انقطاعه عن القارئ أو المستمع أو المشاهد الذي يكتب له والنظر إلى أحداث الدولة التي يعمل بها بمنظار المواطن وبالتالي يتجاهل الكتابة عن موضوعات قد تكون مهمة ويكتب في موضوعات قد لا تكون مهمة بالنسبة لجمهور الوسيلة الإعلامية التي يعمل لحسابها ولعل هذا ما دفع بعض وكالات الأنباء العالمية مثل وكالة الأنباء الفرنسية إلى وضع حد أقصى للمدة التي يقضيها المراسل الخارجي في مكان واحد وهو ست سنوات، ودفع بعض الصحف الأمريكية والبريطانية الكبرى إلى إجبار مراسليها الدائمين على العودة إلى مقر الصحيفة كل عام وقضاء فترة تصل إلى شهرين به حتى يستعيد استيعاب سياسة الصحيفة ويشعر باحتياجات القراء.

ويمكن إيجاز مزايا المراسل المقيم فيما يلي:

1. إن قوة الصحيفة والمحطة الإذاعية والتليفزيونية تقاس بعدد مراسليها الدائمين المنتشرين في العواصم العالمية المهمة.
2. اكتسابه الإحساس بالبلد الذي يعمل فيه ويتعرف على مشكلاته بما يمكنه من الكتابة المتعمقة والدقيقة عن أحداثه وقضاياه.
3. قدرته على إقامة شبكة علاقات مع كبار المسؤولين والمصادر الصحفية المهمة، بما يمكنه من الانفراد لصحيفته ببعض الأخبار وتحقيق السبق الصحفي.
4. قدرته على تغطية ما وراء الأخبار من ملابسات.
5. قدرته على إجراء الحوارات الحية مع كبار المسؤولين.

أما عيوب المراسل المقيم فتتمثل فيما يلي:

1. التكلفة المالية العالية التي يتطلبها الاحتفاظ بمراسلين دائمين لفترات طويلة في العواصم العالمية.
2. فقد الإحساس باهتمامات القارئ المحلي نتيجة البعد الطويل عن الصحيفة.
3. التغيب عن سياسة الصحيفة أو الوسيلة التي يعمل لحسابها.