الكهوف والاقواس والمسلات البحرية:

وهي جميعا ظاهرات ثانوية تنشا بفعل الامواج أثناء عمليات تكوين الجرف التي تتكون من صخور صلدة. وتتكون الكهوف على امتداد خطوط ضعف عند قواعد الجروف التي تتعرض فترة طويلة لفعل الامواج. ويبدو الكهف Cave في هيئة نفق أسطواني الشكل يمتد داخل الجرف متتبعا خط الضعف الصخري، ويتناقص قطره من مدخله صوب داخليته (شكل 87). وغذا حدث وكان هناك فاصل Joint في صخر سقف الكهف يمتد من حوالي نهايته رأسيا الى سطح الجرف، فإنها يتسع بمرور الزمن، ثم ينفتح الجرف مكونا لما يعرف بالثقب الانفجاري Blow hole (شكل 87).

ويبدو أن هذا التعبير قد اشتق من عملية تكوين الثقب ذاته التي تحدث نتيجة لتتابع انضغاط الهواء المحتبس في الكهف وخلخلته بشكل انفجاري (وهي نفس العملية التي تؤدي الى توسيع وتعميق أو أطاله الكهف في داخل الجرف)، ثم من ظاهرة انبثاق المياه خلاله وخروجها الى سطح الجرف مندفعة في الجو. ويحدث انبثاق المياه خلاله بواسطة قوة ضغط الامواج حينما تدلف بعنف في اداخل الكهف أسفل قصبة الثقب.

وبمرور الزمن مع استمرار فعل الامواج يتسع الكهف ويرق سقفه فينهار، ويظهر بذلك مدخل Inlet في الجرف طويل وضيق (شكل 87) يعرف باسم جيو Geo في جزر أوركني Orkneys بشمال اسكتلندا. ويمكنك أن تشاهد مدخلا مماثلا في جرف عجيبة يعزوه بعض الجيولوجيين لعمليات انكسارية، ونرجعه الى فعل التعرية البحرية. والى الشرق منه مباشرة يبدو الجرف وقد تآكل قرب اتصاله  بالبحر اذ تمتد بداخله فجوة Notch سقفها ما زيال صلدا متماسكا لكن مصيره الى الانهيار، فالفجوة تتعمق باستمرار في داخل الجرف، غذ قد تطولها الامواج خاصة في الشتاء.

وتنشأ الاقواس حينما يمتد اليابس في هيئة رأس أو لسان في البحر، فتنحت الامواج في كلا جانبيه كهوفا ما تلبث باستمرار فعل الامواج أن يتصل منها كل كهفين متقابلين، فيتكون من ذلك قوس أو قبو Arch بحري طبيعي. وحينما ينهار سقف القوس تبقى نهاية الرأس أو اللسان في البحر قائمة في شكل مسلة Steck، ومآلها هي الاخرى الى الزوال. ويمكنك أن تتبع أطوار تكوين الاقواس والمسلات في الشكل رقم (88).

ومن أمصلة الاقواس البحرية القوس الذي نحرته الامواج في صخرة (مسلة) الروشة الكبيرة الجيرية التركيب أمام ساحل بيروت (شكل 89)، وأقواس شواطئ جزيرة كابري (كنوب ساحل نابولي بايطاليا) وقوس دردل دور Durdle Door بساحل دورسيت بجنوب انجلترا وغيرها كثير. ومن أشهر مسلات ساحل مريوط ما يوج منها في منطقة  عجيبة، وهي تتألف من صخور جيرية، ومثلها المسلتان الموجودتان أمام ساحل بيروت (أحداهما الكبيرة المشار إليها آنفا) والمعروفتان باسم ((الروشة)).

وهناك مسلات بحرية شهيرة في شواطئ جزيرة كابري، ويوجد الكثير منها في شواطئ الجزر البريطانية: منها ما يتركب من صخور طباشيرية ومثلها النيدلز Needles بشواطئ جزيرة وايت، أو صخور رملية في شواطئ جزر أوركني، ومنها ما يتألف من صخور نارية في غرب جزر هبريدا الخارجية.

وإذا ما أردنا ان نجعل لقطاع الشاطئ دورة تعرية، فإن هذه المرحلة التي تتميز بجروف غير منتظم وشديدة الانحدار، وبسواحل تكتنفها الرؤوس والخلجان، ويمكن اعتبارها مرحلة شباب Youth stage