المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

وظائف المقال الصحفي
11/12/2022
مشكلة اللفظ والمعنى في النقد وصلتها بالسياق
16-8-2017
عوامل البيئة البشرية المؤدية للإصابة بمرض السرطان - العوامل النفسية
12-7-2021
التوت عبر التاريخ
2023-09-07
Conversational implicatures
6-5-2022
المهدي والعلويين
25-7-2017


التأويل عند أرباب القلوب  
  
2041   03:24 مساءاً   التاريخ: 10-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التأويل في مختلف المذاهب والآراء
الجزء والصفحة : ص56-58.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التأويل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-11-2020 4860
التاريخ: 10-10-2014 7810
التاريخ: 10-10-2014 1894
التاريخ: 14-11-2014 1828

للتأويل عند أرباب القلوب الواعية حديث طريف ، يختلف عن تأويلات الباطنيّة غير المبتنية على أساس معقول.

إنّ أهل التحقيق من أصحاب العرفان الصوفي يقرّون تفسير أهل الشريعة في الأخذ بظاهر القرآن ، ويرونه الأصل في تنزيله ، سوى أنّ لهم في كلام الله مذاقات عرفانيّة رقيقة لا يمكنهم إعفاؤها ، لأنّها بمثابة واردات أو هواتف هي سوانح ملكوتيّة قدسيّة تفاض على القلوب الواعية.

هذا تفسير «كشف الأسرار» للمولى أبي الفضل رشيد الدين الميبدي تفصيلاً وتبييناً لتفسير العارف السالك الخواجا عبدالله الأنصاري ، تراه جمع بين الظاهر والباطن كلاًّ على حده ، يفسّر القرآن أولاً على نهج أهل الظاهر تفسيراً قويماً ، ثم يعرّج على تفسيره وفق مذاقات أهل الباطن في ظرافة ولباقة ، كلاًّ في أحسن بيان ، مقرّاً بأنّ تفسير الظاهر هو الأصل ، ولولاه لما أمكن استخراج الباطن الذي هو الفرع.

نعم يرون من تفسير الباطن ، اللباب الخابئ تحت ذاك العُباب.

قال سهل بن عبدالله التستري في قوله تعالى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف : 106] : يعني : شرك النفس الأمّارة بالسوء. كما قال النبي (صلى الله عليه وآله) «الشرك في أُمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا» (1).

قال : «هذا باطن الآية ، وأمّا ظاهرها فمشركو العرب يؤمنون بالله كما قال تعالى : {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } [الزخرف : 87] وهم مع ذلك مشركون يؤمنون ببعض و لا يؤمنون ببعض» (2).

إذن لم يخلط بين ظهر القرآن وبطنه ، وذكر كلاًّ على حدّه بأمانة ، على أنّ الأخذ بالبطن كان مستنداً إلى النبوي الشريف ، مضافاً إلى كونه الأخذ بمفهوم الآية العامّ ـ حسبما نبّهنا ـ مراعياً جانب المناسبة القريبة ، فقد استجمع شرائط التأويل الصحيح.

نعم ، إنّ إخضاع القرآن للّغة التي مقياسها الوضع المحدود ، عقال له عن الانطلاق فيما وراء الغيوب ، وإغلاق لباب الفهم الذي مقياسه العقل الرشيد ، مدعماً بإدراكات كان مجالها ما فوق العقل ، ألا وهو القلب الذي لا تحدّه الحدود; لأنّه عرش استواء تجلّيات الربّ تعالى على مملكة الجسم ، كما جاء في الحديث القدسي : «لم تسعني سمائي ولا أرضي ، ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن» (3) وهو القلب الذي اختصّه الله بالأسرار ، ويجب أن يستفتيه الإنسان إذا حار.

سأل وابصة بن معبد رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن البرّ والإثم؟ فقال : «يا وابصة ، استفت قلبك ، البرّ : ما اطمأنّت إليه النفس واطمأنّ إليه القلب ، والإثم : ما حاك في قلبك وتردّد في الصدر وإن أفتاك الناس» (4).

فذلك القلب له لغته ، كما أنّ للوضع لغته ، وللعقل لغته ، فإذا كانت لغة الوضع تُدرك بالألفاظ ، ويعبّر عنها بالكلمات ، فلغة القلب تُدرك بالذوق والإشراق ، الأمر الذي لا يحيط بالتعبير عنه الألفاظ والعبارات ، بل بالرموز والإشارات.

على أنّ تلك الإشارات المعبِّرة عن الواردات القلبيّة لها واقع مشروع أقرّه الحديث المأثور : «لكلّ آية ظهر وبطن ، وحدّ ومطلع»

إذن ، فأربابها متّبعون لا مبتدعون ، وقد اختصّهم الله بأسراره ، وأودعهم ملكوت أنواره ، ليكونوا مصابيح الهدى في غسق الدجى (5).

وقال سعد الدين التفتازاني : «وأمّا ما يذهب إليه بعض المحقّقين من أنّ النصوص مصروفة على ظواهرها ، ومع ذلك فيها إشارات خفيّة إلى دقائق تنكشف على أرباب السلوك ، يمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة ، فهو من كمال

الإيمان ، ومحض العرفان»(6).

فالإشارة ترجمان لما يقع في القلوب من تجلّيات ومشاهدات ، وتلويح لما يفيض به الله على صفوته من خلقه ، من أسرار وغوامض في كلامه وكلام رسوله.

قال الأستاذ حسن عباس زكيّ في تصديره لتفسير القشيري : «ومن هنا كانت مذاقات الصوفيّة وأهل التحقيق في القرآن ، وهم لا يرون أنّ تلك المذاقات وحدها هي المرادة ، وإنّما يأخذونها إشارات جاءت من قِبَل العبارات ، وهذا النهج السديد بعيد كلّ البعد عن نهج الباطنيّة الذين يرون من تأويلات ـ غير مستندة ـ هي المرادة بالذات ، وقصرهم معاني القرآن فيما فهموه لا يتعدّاه. فبين مذاقات الصوفيّة ـ من أهل التحقيق ـ ونزعات الباطنيّة آماد وأبعاد ، والبون شاسع كبير» (7).

وقال الشيخ تاج الدين ابن عطاء الله الإسكندري (8) في كتابه لطائف المنن : «اعلم أنّ تفسير هذه الطائفة لكلام الله وكلام رسوله بالمعاني الغريبة ليس إحالةً للظاهر عن ظاهره ، ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جلبت الآية له ، ودلّت عليه في عرف اللسان ، وثَمّ أفهام باطنة تفهم عند الآية والحديث لمن فتح الله قلبه ، وقد جاء في الحديث : «لكلّ آية ظهر وبطن» فلا يصدّنّك عن تلقّي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جدل ومعارضة : هذا إحالة لكلام الله وكلام رسوله! فليس ذلك بإحالة ، وإنّما يكون إحالة لو قالوا : لا معنى للآية إلاّ هذا ، وهم لم يقولوا ذلك ، بل يقرّون الظواهر على ظواهرها ; مراداً بها موضوعاتها ، ويفهمون عن الله ما أفهمهم»(9). 

___________________________

1 . المستدرك للحاكم 2 : 291 ، الكامل 7 : 240.

2 . تفسير التستري : 83.

3 . بحار الأنوار 55 : 39.

4 . مسند أحمد 4 : 228.

5 . راجع : الموافقات 3 : 382.          

6 . شرح العقائد النسفية : 120.

7 . مقدّمة تفسير القشيري 1 : 6.

8 . هو أحمد بن محمد بن عبدالكريم بن عطاء الله ، أحد العلماء الجامعين لعلوم الدين من التفسير والحديث والأصول والتصوّف ، استوطن القاهرة للوعظ ، ثم رحل إلى الاسكندرية ومات بها سنة 709هـ . وكتاب لطائف المنن في مناقب شيخه أبي العباس المرسي طُبع بتونس سنة 1304هـ .

9 . نقلاً عن الاتّقان للسيوطي 4 : 197.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .