المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



مشكلة اللفظ والمعنى في النقد وصلتها بالسياق  
  
328   11:56 صباحاً   التاريخ: 16-8-2017
المؤلف : د. فايز الداية
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة، النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة : ص31- 32
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / الدال و المدلول /

 

إن العملية النقدية تستهدف إبراز جماليات النص الشعري من حيث هو فن لغوي ، أي انه يستخدم أداة معينة هي الكلمات ونظام اللغة ، والبحث الدلالي يتقصى العلاقات الدلالية بين الرموز اللغوية ومدلولاتها وما يترتب عليها من نتائج في سلامة الأداء للغرض المقصود ، وفي وضوح الرسالة الموجهة من المتكلم الى المتلقي ، وهذا يعني اننا عندما ندرس نقد الشعر لدى نقاد القرن الرابع ، نحاول الوقوف على مدى تحليلهم للجانب الدلالي في اللفظ والمعنى وهم يقدمون الأحكام الجمالية والعروض الذوقية .

إن الناقد القديم يحدثنا عن ألفاظ الشعر ، وعن عبارة الشاعر في نص محدد ، ويصف معانيه ، وتختلط ههنا مسائل فرعية عدة ، إذ تمتزج الأغراض والفنون بالفكرة التي يحملها بيت واحد أو جزء من هذا البيت الشعري ، وكذلك يتداخل الإيقاع الصوتي للكلمات بخفتها او ثقلها وزناً صرفياً ، وقد يكون لتحليل المفردات ثم الإفادة من ثمرة هذا التحليل آثار كبيرة في توجيه الأحكام ، ذلك أن معرفة حدود اللفظة ودلالتها تجعلنا نقدر اختيار الشاعر لها مقابلة بالمترادف أو المشترك ، وموازنة بالمجال اللغوي الذي تدور فيه اعداد من المشتقات التي قد تناسب الموقف إلا أن ضرورات او متطلبات فنية ألزمت صاحب النص باستعماله ، والفن في واحد من وجوهه انتقاء ، وتبنى مهمة الناقد على تفسير تعامل الشاعر مع مادته في سبيل التعبير عن موضوعه .

تتكامل في هذا الفصل صورة نقد الشعر من حيث تناولها الدلالي مع جهود النقاد في الشروح الشعرية لتحليل الدلالة وإظهار تطورها ، وكذلك مع دور

ص31

اللغة الفصحى والدرس اللغوي في توجيه النقد نحو المعيارية ، وإن واحدة من أهم نتائج البحث الدلال وهي هنا نظرية السياق  ‏يدعوها أولمان وأضرابه من المعاصرين - تتبدى لنا عناصر متفرقة هنا وهناك في كتب النقد وشروحه ، فهم عندما يهتمون بأطوار اللفظة ومادتها اللغوية عامة إنما  يمهدون لإعطائها بعدها في النص ، وما يحيط به من ظلال يفاد في بعضها ويترك ما ليس مفيدا في إطار النص أو الموقف ، وإننا نجد أيضا تحليلات لإفادة المعنى ترجع الى ما هو أبعد من المفردات منعزلة ، أي بارتباطها أن بينها ، فتحرز التكامل مع غيرها من الألفاظ في نص تركيبي خاص يضفي عليها هالات ما كانت تفهم لولا هذا الاستعمال في نص معين .

‏وسنتبع في الأجزاء التالية منهجاً يسمح لنا بالتعرف على بعض الملامح السابقة على القرن الرابع في مسألة اللفظ والمعنى ، ثم نلجأ إلى عرض المصطلحين في المعجمات التي صنفت في هذا القرن ، وكذلك في الجانب المنطقي .

ص32




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.