الظروف البيئية والنظام البيئي

بالإضافة إلى الدور المهم الذي تؤديه الأراضي العسكرية في توفير المساحات اللازمة للتدريب والاختبار، فقد أصبحت موضع تقدير كبير من حيث دورها في النظم البيئية وقيمتها البيئية. وهذه الحقيقة هي - نوعا ما - من الأمور غير الواضحة للعامة، الذين يعتبرون القواعد أراضي قفراء تغطيها الذخائر غير المنفجرة وفضلات الأطعمة ونفايات الذخائر العسكرية وغيرها من بقايا النشاطات العسكرية. وبالفعل، بعض أجزاء هذه الأراضي العسكرية، وبخاصة المناطق التي تتأثر بإطلاق نيران الذخائر الحية لمعرفة مداها، تتأثر بشدة وتحتوي على مكونات خطرة وسامة من الذخائر. ولكن هذه المناطق المخصصة لتكون "مناطق للتضحية بها" لا تمثل سوى جزء صغير من إجمالي الأراضي العسكرية. وفي الواقع، تبقى معظم القواعد سليمة نسبية أو كليا من دون أن تتغير عن حالتها التي كانت عليها قبل أن تشغلها المؤسسة العسكرية، وغالبا ما تمثل النظم البيئية غير المضطربة نسبية في المنطقة، ولاسيما المناطق التي يكون فيها التطور التجاري منتعشة. ومن أمثلة هذه الظاهرة حصن فورت کارسون (كولورادو) في مدينة كولورادو سبرينغز. عندما تم إنشاؤه أول مرة في أربعينيات القرن العشرين، كان فورت کارسون (سابقة معسكر کارسون) منفصلا جغرافية عن المدينة، ثم عن مجتمع ناشئ يضم نحو 50000 - 75000 نسمة. واليوم، فإن فورت کارسون محاط بمظاهر التطور التجارية والسكنية مع نمو کولورادو سبرينغز لتصبح ثاني أكبر مدينة في الولاية، بعدد سكان يزيد على 350000 نسمة (2009 Doe and Palka).

إن الحفاظ على البيئات الطبيعية الموجودة في المنشآت العسكرية مهم جدا من أجل إجراء تدريبات نوعية للقوات المسلحة. وتوفر المنشآت في الولايات المتحدة نظائر جغرافية لكثير من المناطق التي ينتشر ويعمل فيها الجيش. وبالتالي، فهي توفر ظروفا بيئية مماثلة يجري فيها تدريب الجنود واختبار المعدات .Doe and Bailey 2007; Doe et al) (2005 Shaw et al. 2000; Shaw and Doe ;2005. إن القدرة على استخدام التمويه الطبيعي لأغراض التغطية والتمويه، والتحرك عبر الطبيعة من دون عوائق، هو أيضا مهم للتدريب الحقيقي (2009 Doe et al., 1999; Doe and Palka).

ونتيجة لذلك، أصبح كثير من الأراضي العسكرية، عبر تسلسل غير مقصود نوعا ما، ملاذات طبيعية لمئات الأنواع من النباتات والحيوانات المعرضة للخطر والمهددة بالانقراض. وبالمقارنة مع هيئات إدارة العقارات الاتحادية الكبيرة الأخرى ذات المساحات الأكبر بكثير، تحتوي الأراضي التابعة لوزارة الدفاع عددا أكبر من السكان ونسبة أكبر من الأنواع المهددة بالانقراض، والتي يتم تنظيمها بموجب القوانين البيئية الاتحادية (2008 Stein). وبناء عليه، فإن إدارة الأراضي العسكرية ينبغي ألا تدعم فقط الاستخدام العسكري، بل يجب أن تكون مسؤولة أيضا عن الحفاظ على الأنواع والاستخدامات العديدة الأخرى مثل الغابات والمراعي والاستجمام. وعلى مدى السنوات العشرين الماضية، قامت المؤسسة العسكرية بتطوير عديد من برامج الحفاظ على البيئة وإدارة الأراضي، مثل برنامج إدارة مناطق التدريب المتكاملة وبرنامج المناطق الطبيعية المستدامة، من أجل تحقيق التوازن بين متطلبات التدريب والحفاظ على البيئة .(Balbach et al., 2008)