المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
العمرة واقسامها
2024-06-30
العمرة واحكامها
2024-06-30
الطواف واحكامه
2024-06-30
السهو في السعي
2024-06-30
السعي واحكامه
2024-06-30
الحلق واحكامه
2024-06-30

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


يحيى بن عبد الرحمن بن بَقِي  
  
4327   08:58 صباحاً   التاريخ: 14-08-2015
المؤلف : ياقوت الحموي
الكتاب أو المصدر : معجم الأدباء (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)
الجزء والصفحة : ج5، ص626-628
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015 2296
التاريخ: 25-06-2015 1737
التاريخ: 3483
التاريخ: 2-3-2018 3029

 الأندلسي القرطبي. كان آية في النثر والنظم بارعا في نظم الموشحات مجيدا فيها كل الإجادة إلا أنه كان حرب زمانه، حبست حرفة الأدب عليه براعته من رزقه فحكمت بإقلاله وحرمانه فامتطى غارب الاغتراب، ووقف في البلاد على كل باب، فلم يستقر به النوى حتى اتصل من الأمير يحيى بن علي بن القاسم بسبب فتفيا ظلاله، وحط في رحابه رحاله توفي ابن بقي سنة أربعين وخمسمائة.

 ومن شعره قوله في قصيدة: [الطويل]

 (هو الشعر أجري في ميادين سبقه ... وأفرج من أبوابه كل مبهم)

 (فسل أهله عني هل امترت منهم ... بطبعي وهل غادرت من متردم)

 (سلكت أساليب البديع فأصبحت ... بأقوالي الركبان في البيد ترتمي)

 (وربتما غنى به كل ساجع ... يردده في شجوه والترنم)

 (وضيعني قومي لأني لسانهم ... إذا أفحم الأقوام عند التكلم)

 (وطالبني دهري لأني زنته ... وأني فيه غرة فوق أدهم)

وله: [الوافر]

 (ولي همم ستقذف بي بلادا ... نأت إما العراق أو الشاما)

 (والحق بالأعاريب اعتلاء ... بهم وأجيد مدحهم اهتماما)

 (لكيما تحمل الركبان شعري ... بوادي الطلح أو وادي الخزامى)

 (وكيما يعلم الفصحاء أني ... خطيب علم السجع الحماما)

 (وقد أطلعتهن بكل أرض ... بدورا لا يفارقن التماما)

 (فلم أعدم وإياها حسودا ... كما لا تعدم الحسناء ذاما)

 وقال: [الكامل]

 (بأبي غزال غازلته مقالتي ... بين العذيب وبين شطي بارق)

 (وسألت منه زيارة تشفي الجوى ... فأجابني فيها بوعد صادق)

 (بتنا ونحن من الدجى في لجة ... ومن النجوم الزهر تحت سرادق)

 (عاطيته والليل يسحب ذيله ... صهباء كالمسك الفتيق لناشق)

 (وضممته ضم الكمي لسيفه ... وذؤابتاه حمائل في عاتقي)

 (حتى إذا مالت به سنة الكرى ... زحزحته عني وكان معانقي)

 (أبعدته عن أضلع تشتاقه ... كي لا ينام على وساد خافق)

 (لما رأيت الليل آخر عمره ... قد شاب في لمم له ومفارق)

 (ودعت من أهوى وقلت مشيعا ... أعزز عليّ بأن أراك مفارقي)

 ومن موشحاته قوله: [الرمل]

 (عبث الشوق بقلبي فاشتكى ... ألم الوجد فلبت أدمعي)

         (أيها الناس فؤادي شغف)

     (وهو من بغي الهوى لا ينصف)

        (كم أداريه ودمعي يكف)

 

 (أيها الشادن من علمكا ... بسهام اللحظ قتل السبع)

 (بدر تم تحت ليل أغطش)

 (طالع في غصن بان منتشي)

 (أهيف القد بخد أرقش)

 (ساحر الطرف وكم قد فتكا ... بقلوب درعت بالأضلع)

 (وانثنى يهتز من سكر الصبا)

 (أي رئم رمته فاجتنبا)

 (كقضيب هزه ريح الصبا)

 (قلت هب لي يا حبيبي وصلكا ... واطرح أسباب هجري ودع)

 (قال خدي زهره مذ فوفا)

 (جرد الطرف حساما مرهفا)

 (حذرا منه بألا يقطفا)

 (إن من رام جناه هلكا ... فأزل عنك أماني الطمع)

 (ذاب قلبي في هوى ظبي غرير)

 (وجهه في الدجن صبح مستنير)

 (وفؤادي بين كفيه أسير)

 (لم أجد للصبر عنه مسلكا ... فانتصاري بانسكاب الأدمع) 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.