نظريات العلاقات الدولية 

يشير الباحث أولي آر. هولستي ole R. Holsti أن الجامعات والنقابات المهنية عادة ما تنظم بطرق تميل إلى فصل الباحثين من تخصصات مقاربة وربما حتى تعزيز الصور النمطية لكل منهم وفيما يتعلق بجهودهم البحثية. كما أن مجالات التقارب البحثية بين المؤرخين الدبلوماسيين والعلماء السياسيين الذين يركزون على العلاقات الدولية لم تستغل بشكل مناسب، ولكن هناك بعض الدلائل أن هذه الأمور آخذة في التغير.

ورغم أن البعض يرى أن الحديث عن نظريات العلاقات الدولية له صلة الاختصاص بالعلوم السياسية الا اننا نرى ومن زاوية التداخل العملياتي بين العلوم المختلفة لاسيما بين علوم الاعلام والعلاقات العامة والعلوم السياسية وغيرها وجوب الاشارة لهذه النظريات وبشكل مقتضب خصوصا ونحن خصصنا هذا الكتاب للعلاقات العامة في المجال الدولي.

وهذه تشمل الدراسات الحديثة التي تشير إلى طرق مساهمة التخصصات مع بعضهما البعض، وهناك عدد من البحوث الهامة، والتي تحولت لاحقا إلى كتب، وهي من تأليف علماء سياسيون والتي تربط وبشكل فعال نظريات العلوم السياسية والمواد التاريخي؛ وهناك جهود بحثية بين الباحثين في التخصصين؛ ومجلات مشتركة التخصص مثل الأمن الدولي والتي تشكل حلقة وصل بين المؤرخين وعلماء السياسة من ذوي الاهتمام المشترك، وهناك جزء جديد هام التاريخ الدولي والسياسة في الجمعية الأمريكية للعلوم السياسية.

وتشكل افكار هولستي جهدا يسهم في تعزيز تبادل الأفكار بين اثنين من التخصصات عن طريق وصف بعض النظريات، الطرق، والنماذج التي استخدمها علماء السياسة في بحوثهم حول العلاقات الدولية خلال العقود الأخيرة.

إن تناول الموضوع بطريقة مختصرة ربما لا تكون عادلة لكامل مجال الطرق النظرية التي تم العثور عليها في الأدبيات الحالية، ولكن، ورما أن تلك التي يرد وصفها هنا، وعند ربطها مع اقتباسات من بعض الأعمال الأخرى، فإنها ستزود العاملين في العلاقات العامة و الدبلوماسيين بخريطة مفيدة، وصورة حول بعض النقاط والعلامات الفارقة في التخصص المجاور.