أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
1781
التاريخ: 10-10-2014
1864
التاريخ: 14-11-2014
1854
التاريخ: 16-10-2014
1958
|
لقد ورد لفظ الحديث تارة : بأنّ للقرآن ظهراً وبطناً (1) ، وأخرى : بأنّ له ظاهراً وباطناً (2) ، وثالثة بقوله : «ما في القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن» (3).
فمقتضى التعبيرين الأوّلين : أنّ للقرآن دلالة ظاهرة يفهمها القارئ النابه العارف باللغة ، العالم بأساليب الكلام ، وهناك أيضاً دلالة خفيّة خابئة وراء ستار اللفظ ، إنّما يلمسها المتعمّقون الذين يتدبّرون القرآن ويسبرون أغواره.
نعم ، ليست هذه الدلالة الباطنة بالتي تعمّ جميع آي القرآن ، إذ لا موضع لها في مثل آيات الاحكام ، والتي كانت رسالتها هي ظاهر دلالتها ولا شيء سواه ، كما في قوله تعالى : {وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}.
وقوله : {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة : 43].
وقوله : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } [البقرة : 183].
وقوله : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء : 59] إلى أمثالها من آيات كانت رسالتها الخالدة هي التي دلّ عليها ظاهر النصّ بجلاء.
وهذا هو مقتضى التعبير بلفظ التنكير : «إنّ له بطناً» ، حيث لا يفيد الشمول (4).
وهكذا جاء في تفسير النعماني عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «وأمّا ما في القرآن تأويله في تنزيله (5) ، فهو كلّ آية محكمة نزلت في تحريم شيء من أمور كانت متعارفة عند العرب ، فتأويلها في تنزيلها ، فليس يحتاج فيها إلى تفسير أكثر من تأويلها» (6).
وفي مقدّمة تفسير القمّي : «وأمّا ما تأويله في تنزيله فكلّ آية نزلت في حلال أو حرام ممّا لا يحتاج إلى تأويل» (7).
وعليه فالتعبير الثالث : «ما في القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن» حيث ظاهر الحصر هو الاستغراق ، يحمل على إرادة ما ظاهره الاختصاص ، وأنّها حكاية أحوال سالفة أو حاضرة ، فتكون رهن أوقاتها قيد التاريخ ، في حين أنّ وراء هذا النقل والحكاية درساً وعبرة ، وأنّ في طيّها رسالة خالدة عامّة وشاملة ، وكانت العبرة بهذا المفهوم العامّ المطويّ لا المعنى الظاهري الجليّ ، فالحصر حينئذ إضافيّ وليس بحقيقيّ ، فتنبّه.
____________________
1 . كما في حديث حمران بن أعين ، عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) ، سأله عن ظهر القرآن وبطنه ، فقال : «ظهره الذين نزل فيهم القرآن ، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم ، يجري فيهم ما نزل في أولئك» رواه الصدوق في معاني الأخبار : 246 ، والعلاّمة المجلسي في بحار الأنوار 89 : 83 حديث 14.
2 . كما في حديث أبي لبيد البحراني عنه (عليه السلام) ، قال : قلت له : وللقرآن ظهر وبطن ؟ فقال : «نعم ، إنّ لكتاب الله ظاهراً وباطناً ومعاني» . رواه البرقي في المحاسن 1 : 421 حديث 964 و966 ، والمجلسي في بحار الأنوار 89 : 90 حديث 34.
3 . كما في حديث الفضيل بن يسار ، سأله عن الحديث المروي : «ما في القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن» ، ما يعني بقوله : لها ظهر وبطن؟ قال : «ظهره تنزيله ، وبطنه تأويله. منه ما قد مضى ، ومنه ما لم يكن ، يجري كما تجري الشمس والقمر ، كلّما جاء تأويل شيء منه يكون على الأموات ، كما يكون على الأحياء» . تقدّم تخريجه عن بصائر الدرجات ، ورواه المجلسي في بحار الأنوار 89 : 97 ـ 98 حديث 64.
4 . وإن كان لا ينافيه ـ كما في التعبير ـ بأنّ له ظهراً ، حيث الشمول والاستيعاب.
5 . أي : دلالته الباطنة هي نفس دلالته الظاهرة.
6 . بحار الأنوار 62 : 138 حديث 14.
7 . تفسير القمّي 1 : 13.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|