أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015
1253
التاريخ: 12-08-2015
6872
التاريخ: 7-1-2019
1116
التاريخ: 10-12-2018
1006
|
ان فائدة علم الكلام الترقّي من حضيض التقليد إلى ذروة اليقين وإرشاد المسترشدين ـ بإيضاح الحجج لهم ـ إلى عقائد الدين ، وإلزام المعاندين بإقامة البراهين ، وحفظ عقائد الدين عن الاختلال لشبه المبطلين ، وحصول مبنى فروع الدين بإثبات وجود صانع حكيم قادر عالم مرسل للمرسلين إلى المكلّفين ، وحصول الإخلاص في الأفعال ، الموجب للفوز باليقين.
[و]
... علم الكلام أشرف العلوم موضوعا وغاية ودليلا ؛ لأنّ دلائله يقينيّة يحكم بصحّة مقدّماتها صريح العقل ،
وقد تأيّدت بالنقل ، وهو الغاية في الوثاقة.
[و] ...
لا بدّ في مقام الاستدلال من التميّز بين أصول الدين وأصول المذهب ، ومعرفة ما يترتّب عليهما ، بأن يجعل الكلام في كلّ أصل من
الأصول في خمسة فصول مع ذكر وصل بعد كلّ فصل مذكور في كلّ أصل.
فالأصل في بيان ما يتحقّق به الإسلام في الجملة ، والفصل في
تفصيل ما يتحقّق به الإسلام وما يتحقّق به الإيمان ، والتميّز بين أصول الدين
وأصول المذهب ، والوصل في بيان ما يترتّب على الاعتقادات وجودا وعدما من استحقاق
الجنّة أو النار ، والرحمة والنعمة ، أو النقمة ، والكفر المقابل للإسلام ، الموجب
للحكم بالنجاسة ، ونحوها من أحكام الدنيا ، والخلود في النار ونحوه من أحكام
الآخرة ، أو الكفر المقابل للإيمان الموجب للخلود ونحوه من أحكام الآخرة خاصّة ،
أو مع بعض أحكام الدنيا ـ أيضا ـ كجواز الاقتداء وإعطاء الزكاة وقبول الشهادة ونحو
ذلك وعدمها ، وغير ذلك من الثمرات العلميّة والعمليّة ؛ حذرا عن الخلط والغفلة.
بيان ذلك إجمالا : أنّ أصول الدين خمسة :
الأوّل
: التوحيد الذي هو كمال الواجب الوجود بالذات في الذات.
الثاني
: العدل الذي هو كمال الواجب بالذات في الأفعال.
الثالث
: النبوّة التي هي الرئاسة الإلهيّة بالأصالة في الجملة
للبشر المعصوم الأعلم على المكلّفين في أمر الدنيا والدين.
الرابع
: الإمامة التي هي الرئاسة الإلهيّة العامّة على وجه
النيابة الخاصّة للبشر المعصوم المنصوب المنصوص الأعلم بعد الرسول الأكرم صلى
الله عليه وآله على جميع المكلّفين في أمر الدنيا والدين.
الخامس
: المعاد الذي هو عبارة عن عود الأرواح إلى الأجساد
للحساب والثواب والعقاب.
وتوهّم كون العدل والإمامة من أصول المذهب ـ دفعا للزوم كفر
كثير من المسلمين كالمخالفين ـ صادر عن عدم الفرق بين العدل المقابل للجور والعدل
المقابل للجبر ؛ فإنّ الأوّل من أصول الدين ، فيكفر من يقول بالجور ، والثاني من
أصول المذهب.
وكذا الإمامة ، فإنّ جواز وقوع الرئاسة المذكورة في الشريعة
ووقوعها من أصول الدين ، ولهذا يكفّر أمثال الخوارج ، والإمامة المقيّدة بسائر
القيود كسائر الاعتقادات من أصول المذهب، فيخرج منكرها عن المذهب.
وإيضاح ذلك : أنّ أصول الدين عبارة عن اعتقادات عليها بناء
شريعة سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله ، ولا يتحقّق الدين إلاّ بها ، ولا يدخل المكلّف فيه ولا
يعدّ بدونها من المسلمين ، ولا تترتّب بدونها آثاره ، كحقن الدم وحفظ المال
والعرض.
وأصول المذهب عبارة عن اعتقادات عليها بناء المذهب الجعفري
والإمامي ، ولا يدخل المكلّف في المذهب الاثني عشري إلاّ بها ، ويتوقّف عليها
ترتّب أحكام الإيمان الخاصّ ، كجواز إعطاء الزكاة وقبول الشهادة والاقتداء.
ولكلّ واحد من الأصول الخمسة جهة تقتضي دخوله في أصول الدين
، وجهة أخرى تقتضي دخوله في أصول المذهب ؛ فإنّ التوحيد بحسب الذات ـ مثلا ـ بمعنى
أنّه لا شريك له في الذات من أصول الدين ، والتوحيد بحسب الصفات بمعنى أنّ صفاته
الذاتيّة عين ذاته من أصول المذهب. والعدل في مقابل الجور من أصول الدين ، والعدل
في مقابل الجبر من أصول المذهب. والنبوّة بمعنى كون محمّد بن عبد الله رسولا خاتم
النبيّين من أصول الدين ، وبمعنى كونه بشرا معصوما رسولا ـ مثلا ـ من أصول المذهب.
والإمامة المطلقة من أصول الدين ، والمقيّدة من أصول المذهب. والمعاد بمعنى عود
الأرواح إلى الأجساد في الجملة من أصول الدين ، وإلى القالب المثالي في البرزخ
والأصلي في المحشر مع خلود الكفّار وأمثالهم في النار واختصاص الإماميّة بالجنّة
وكونهم فرقة ناجية ومن عداهم هالكة ونحو ذلك من أصول المذهب، فلا بدّ من التميّز ؛
حذرا عن الخلط والغفلة وترتّب المفسدة وفوت المصلحة.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|