المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


خطوة لا بد من مراعاتها جيداً  
  
1642   09:20 صباحاً   التاريخ: 18-6-2022
المؤلف : عبد العظيم نصر مشيخص
الكتاب أو المصدر : المراهقة مشكلات وحلول
الجزء والصفحة : ص46ــ53
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

ينبغي على الآباء والأمهات اغتنام الأوقات في تدريس الأبناء الدروس الإيمانية عملياً، ولاسيما ما يساعدهم في تخطي عقبات (المراهقه)، حتى إذا نزلوا إلى معترك الصراع الاجتماعي وانخرطوا مع أهله وقابلتهم مشكلاته، يكونون عندها محصنين فكريا وثقافياً وتربوياً ودينياً وما أشبه ذلك.

وهذا لا يأتي من وحي الفراغ واللامبالاة، والنظر إلى المجتمع على أنه جنة وأهله سكانها، بل أشد وقت نخشى فيه على الأبناء هو هذا الوقت المعاصر العصيب، بعد أن تكدست على أهله الماديات والشهوات والملذات، وأصبح الآباء والأمهات في شغل عن الرعاية الأسرية، وتوفرت في مجتمعاتنا الأمور المشجعة على الانحراف الأخلاقي، بالإضافة إلى اهتمام الاعلام المرئي والمسموع بانحراف الشاب والفتاة في فترة المراهقة عن جادة الصواب، ونشر الأفكار الهدامة في صفوف الأسرة المسلمة، وتوجيهها لقضايا المادة والموضة المنحرفة. من هنا ينبغي توجيههم إلى قراءة تاريخ العباد والزهاد والأبطال والمجاهدين والمؤمنين الذين استطاعوا أن يغيروا تاريخ مجتمعاتهم من جذورها.

مشكلة تربية الشاب المراهق:

لكي نتفادى انحراف المراهق ولا نقع في مشكلات تربوية، ينبغي مراعاة قاعدة (الاحترام) باعتبار أن الأخلاق الحسنة وطيب الكلام، وحسن الرفقة والنصح، وتبادل أطراف الحديث والاستماع له، والنقد البناء.. و.. الخ. من أهم أسباب نجاح تربية الشاب المراهق في الأسرة والمجتمع، بل اعتبره علماء التربية والنفس من أسباب تحصين الشاب والفتاة من الانحراف الأخلاقي والتمرد والعصيان.. لأن المراهق صاحب نفسية شفافة وحساسة في نفس الوقت، لدرجة لا يتصورها العقل البشري، فمجرد أن تصاب هذه النفسية وتلك الشخصية بخدوش الأخلاق السيئة والخشونة والانتقاد اللاذع في التعامل معه، سوف تتبعثر جهوده وطاقاته داخل الأسرة والمجتمع، فتكون النتيجة سلبية تماماً، إذ لا يرجى منه منفعة على الاطلاق إلا بشق الأنفس عندها.

وللأسف الشديد هناك شريحة كبرى من أبناء هذا المجتمع، من الآباء والأمهات لا يحسنون طرق التعامل مع المراهق، لذلك يفسدون أكثر مما يصلحون..

إن المراهق عزيزي الأب وعزيزتي الأم، عالم من المجاهيل والغرائب المعقدة، التي هي بحاجة لاكتشاف وتأمل عميقين، لأنه كعالم البحار الواسعة العميقة الجذور، التي لا يدرك أبعادها إلا أهل الخبرة والمعرفة بتلك الطرق والعوالم البحرية، وقد لا يصل أيضاً لمغزاه ومعالمه ويدرك أبعاده!!

وعالم المراهقة ــ عزيزي القارئ ــ عالم البراءة والمحبة والطاقة الكبرى في العقلية والعاطفة والتفكير والخيال. لذلك ينبغي على الآباء والأمهات استثمار هذه الطاقة وتلك الحياة المفعمة بالنشاط والحيوية لصالح الفرد، والمجتمع والأمة. حتى يتسنى لنا جميعاً الفوز بعوامل التربية الحسنة، ونحصل على عوامل الرقي والحضارة والتقدم والفضيلة.

يقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) (رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما)(١).

كثير من الآباء والأمهات، يخطئون حينما يعتقدون أن شخصية الأطفال والمراهقين لا ينفع معها إلا طرق العنف وعدم (الاحترام) والاهمال، مع أن هذا الاعتقاد خاطئ مئة بالمئة، إذ ليس هناك شخصية استطاعت أن تحصل على متطلبات التربية السليمة، والحياة الأسرية والاجتماعية السعيدة، عن هذا الطريق على الاطلاق..

إن كل العظماء كانوا سابقاً أطفالا، ومروا بمراحل المراهقة، لكنهم حصلوا في طفولتهم وحياتهم المراهقية على عامل (الاحترام)، واستطاعوا التقدم والنجاح في مسيرتهم العلمية والعملية في الأسرة والمجتمع، ولولا ذلك لم يصلوا إلى هذا المستوى الرفيع.

ولا شك عزيزي القارئ: كلنا مررنا بهذه المرحلة الخطيرة في حياة الإنسان، فهناك من استطاع ــ وعبر عوامل مختلفة ــ أن يستثمرها لصالحه وصالح مجتمعه، ويكون شيئاً بارزاً في الحياة، وهناك من لم تتح له الظروف الاقتصادية والعلمية والتربوية والاجتماعية تحصيل متطلبات السعادة الدنيوية في الحياة الأرضية، وكل ذلك عائد لنوعية التربية التي تلقاها في أسرته، وما خسر أكثر الناس وفسدوا في الحياة الأرضية إلا بسبب فقدان عامل (الاحترام) وعدم التشجيع من الآباء والأمهات داخل الأسرة.

ومن المؤسف حقاً أن أقول: إنا نلمس هذه الحقيقة ــ عدم الاحترام للطفل المراهق بشكل واضح وواسع النطاق في مجتمعنا المعاصر اليوم، حيث نتعامل مع (الطفل الصغير، والشاب المراهق، والفتاة المراهقة) بأساليب العنف والشتم والضرب وفقدان الاحترام والتقدير، فلا يكلم الطفل والمراهق إلا بنهر وقسوة واحتقار وسخرية على تصرفاته وسلوكياته وأعماله الكثيرة التي قد تكون مثمرة أحياناً.. لذلك ينشأ وقد تحول إلى قنبلة موقوتة، قابلة للانفجار في كل لحظة من لحظات التمرد، وتتناثر عندها شظاياها على الأسرة والمجتمع الإسلامي معا.

نماذج واقعية من المجتمع:

1- دار في مجلس من المجالس حديث بين مجموعة من الرجال حول موضوع معين، فتكلم واحد منهم فأصغى إليه الآخرون، وهكذا تكلم الثالث والرابع والخامس..

وبعد فترة وجيزة خيم الصمت على المجلس، وأراد بعض الأطفال الجالسين الكلام لكن الحياء منعه من ذلك، وبعد جهد وصراع مع نفسه استطاع التغلب على خجله فبدأ بالكلام، لكنه يفاجأ بأن أحداً لم يصغ إليه ويستمع لما يقوله، فالتفت إليه بعض الحاضرين وانهال عليه سخرية وسبابا، ووقف والده وانهال عليه بالضرب المبرح أمام الحضور! عندها أطرق برأسه إلى الأرض وهو يتمنى لو أن الأرض انشقت وابتلعته!!.

2ـ ويدخل الرجال إلى مجلس ويسلمون على الحضور، وكان من بين الجالسين شاب مراهق أخذ منه الزمن مأخذه فغير جميع سلوكياته ومظاهره الخارجية، فوجئ المراهق بأن الرجال يهمشونه ويحتقرونه، فكانت النتيجة سلبية تماما، إذ عمد المراهق إلى سبابهم واحتقارهم، ثم خرج غاضباً من تصرفاتهم الحمقى، وعمد إلى سياراتهم إذ كانت واقفة عند المنزل وأحرقها جميعاً!!.

وأصبح فيما بعد من أكبر المجرمين في المجتمع. أليس تصرف هؤلاء الرجال كان هو الباعث والسبب؟!.

لو تلقى هذا المراهق الاحترام الجزيل من الحاضرين، ووجه باللقاء الجميل والكلمة الطيبة لربما كان يقلع عن تصرفاته وسلوكياته الخاطئة، ولكان حاله اليوم أفضل.

3ـ تذهب فتاة مراهقة الى حفلة من الحفلات، أو إلى مجلس من مجالس الوعظ والإرشاد فتفاجأ، بأن الحاضرات يتطلعن إليها بازدراء واحتقار شديدين، فلا أحد ينظر إليها ويرد عليها السلام!.

فتخرج وهي مملوءة غيظاً وغضباً وحقداً على من في هذه الحفلة أو ذلك المجلس، وبدل أن تقلع عن غيها تزداد تعنتاً واحتقاراً للمبادئ الدينية والقيم الإسلامية!!.

إن هذه النماذج ــ عزيزي القارئ ــ ما هي إلا شذرات بسيطة من الواقع المعاصر الذي نعيشه اليوم، سواء كان في الأسرة أو المجتمع الإسلامي، مما ترك آثاراً سيئة على الفرد، والمجتمع والأمة.

يقول بعض المتخصصين في هذا المجال: إن أعراض النبذ والحرمان وفقدان الاحترام لها آثار سلبية على المراهق في أسرته ومجتمعه، لذلك يتعرض لمحنة الشعور بأنه شخص غير مرغوب فيه، أو عندما يدرك أن بعض الأشخاص من ذوي الشأن في محيطه الاجتماعي لم ينصفوه وأنهم كثيراً ما يتحيزون ضده، قد يتخذ الوسائل الضرورية لحماية نفسه من هذا الإجحاف. وقد يكتشف أخيراً بأنه سيحظى بالتسامح فقط، عندما يترح عن طريقهم ويبتعد عنهم ولا يجالسهم، أو عندما يسير وفق رغبات والديه من غير اعتراض، أو يحاول بطريقة ما أن يتخلص من هذا الإجحاف بإرضاء والديه بسلوكه الحسن وبذكائه المرموق أو أي صفات أخرى محببة تلقى هوى في نفوس والديه وترضي غرورهم وكبرياءهم، إن الأطفال المراهقين الذين يتعرضون للمعاملة السيئة سيجدون صعوبة كبرى في حياتهما الأسرية والاجتماعية.. وقد يشنون حملة في اكتساب عطف الآخرين وقبولهم لهم، أو يشنون حملة واسعة يدافعون بها عن أنفسهم، وقد يعبرون عن هذا الأسلوب بارتكاب أفدح الجرائم والمنكرات بحق المجتمع(2).

من هنا يجب أن يفهم الآباء والأمهات، أن فترة(المراهقة) فيها كثير من الصعاب التي بحاجة لفهم ومعرفة وخبرة طويلة المدى، وأهم ما فيها أن نعرف فترات استعداد المراهق للحب والتضحية والنشاط والحيوية في حياته، التي ينبغي أن نعيها جيداً ونتصرف معها بحكمة وموعظة حسنة حتى نستثمر طاقاتهم ونشاطهم وحيويتهم ونقوم اعوجاجهم للصالح الشخصي والاجتماعي معاً، فالحب وفتح باب المناقشة معهم ومعاملتهم على أنهم أصدقاء خلص يهيئ لتحصينهم من الانحراف الأخلاقي في هذه الفترة الحرجة في حياة المراهقين.

___________________________________

(1) مستدرك الوسائل ج1 ص625.

(2) كتاب المراهق ص107 نوري الحافظ. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






مجلس أعيان كربلاء يشيد بجهود العتبة العباسية المقدسة في مشروع الحزام الأخضر
قسم الشؤون الفكرية يقيم دورة تخصّصية حول الفهرسة الحديثة لملاكات جامعة البصرة
الهيأة العليا لإحياء التراث تبحث مع جامعة الكوفة إقامة النشاطات العلميّة المشتركة
المجمع العلمي يستأنف الختمة القرآنيّة اليوميّة في الصحن العبّاسي الشريف