الغيرة فطرة طبيعية تكون عن بخل مشاركة الغير في أمر محبوب والحفاظ عليه (كغيرة الرجل على زوجته وغيرة الوالد على عرضه).

عن النبي (صلى الله عليه وآله): (الغيرة من الإيمان) (1) وعنه (صلى الله عليه وآله): (الغيرة من الإيمان، والبذاء من الجفاء) (2) وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (غيرة الرجل إيمان، وغيرة المرأة عدوان) (3) وعنه (عليه السلام): (لا غيرة في الحلال) (4).

ـ غيرة المرأة:

كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (غيرة المرأة عدوان) وفي بعض الأحاديث أن غيرتها كفر، لأن المرأة تغار على زوجها مما أحل الله له، فهي تريد تحريم ما أحل الله. وعن النبي (صلى الله عليه وآله): (كتب الجهاد على رجال أمتي، والغيرة على نسائها، فمن صبرت منهن واحتسبت، أعطاها الله أجر الشهيد) (5).

ومن المؤسف، فإن بعض المريضات نفسياً، من النساء الغيورات جدا على أزواجهن، يطلبن الطلاق منهم، إذا عرفت إحداهن أن زوجها سيتزوج عليها.

والمؤسف أيضاً، أن الرجل يمازح زوجته أحياناً بأنه سيتزوج، فتهدده بالطلاق. ولعل بعض الأحاديث التي ذكرت أن النساء أكثر أهل النار من أجل ذلك لأنهن يحرمن ما أحل الله. وهناك قصة طريفة مفادها (أن أحد الأزواج أراد ملاطفة زوجته، فجاء إليها قائلاً: لقد تزوجت فلا تحزني يا حبيبتي، عندها، أغمي عليها، ولما أيقظها، أول ما تلفظت به: طلقني! ولكنه بعدها شرح لها بأنه عندما تزوجها قد تزوج.

ـ غيرة الرجل:

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (غيرة الرجل إيمان) لأن الرجل يغار على زوجته مما حرم الله عليها فهو يريد تنفيذ حكم الله وتطبيقه.

وعن أبي جعفر (عليه السلام): (إياك والتغاير في غير موضع الغيرة، فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم، ولكن أحكم أمرهن فإن رأيت عيباً فعجل النكير على الكبير والصغير وإياك أن تعاتب فيعظم الذنب ويهون العتب) (6).

وعن النبي (صلى الله عليه وآله): (الغيرة من الإيمان، وأيما رجل أحس بشيء من الفجور في أهله ولم يغيره، بعث الله إليه بطائر يظل أربعين صباحاً، يقول له كلما دخل وخرج: غيّر، فإن لم يفعل مسح بجناحه على عينيه، فإن رأى حسناً لم يره، وإن رأى قبيحاً لم ينكره) (7).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مستدرك الوسائل، ج 14، ص 292.

2ـ المصدر السابق.

3ـ المصدر السابق.

4ـ المصدر السابق، ص 293.

5ـ المصدر السابق، ص 237.

6ـ المصدر السابق، ص 292.

7ـ المصدر السابق، ص 235.