المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

BBP Formula
5-3-2020
الرفق
22-7-2016
حالات عدم تحقق مسؤولية البائع عن عدم مطابقة المبيع خطأ المشترية
2023-03-04
الحالات المرضية البكتيرية : الحالة الحادية والثلاثون
5-9-2016
Liouville,s Phase Space Theorem
11-10-2021
خويلد بن عمرو
7-8-2017


الإمام المنتظر  
  
1122   10:10 صباحاً   التاريخ: 9-08-2015
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : أضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتاريخهم
الجزء والصفحة : ص401-404
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف /

 إن الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر عقيدة مشتركة بين جميع المسلمين ، إلا من أصمه الله ، فكل من كان له إلمام بالحديث يقف على تواتر البشارة عن النبي وآله وأصحابه ، بظهور المهدي في آخر الزمان لإزالة الجهل والظلم ، ونشر أعلام العلم والعدل ، وإعلاء كلمة الحق ، وإظهار الدين كله ، ولو كره المشركون ، وهو بإذن الله ينجي العالم من ذل العبودية لغير الله ، ويبطل القوانين الكافرة التي سنتها الأهواء ، ويقطع أواصر التعصبات القومية والعنصرية ، ويميت أسباب العداء والبغضاء التي صارت سببا لاختلاف الأمة واضطراب الكلمة ، ومصدرا خطيرا لإيقاد نيران الفتن والمنازعات ، ويحقق الله بظهوره وعده الذي وعد به المؤمنين بقوله : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55] .

قال سبحانه : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ } [الأنبياء: 105]. هذا ما اتفق عليه المسلمون في الصدر الأول والأزمنة اللاحقة ، وقد تضافر مضمون قول الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) : " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ، لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي ، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا".

بلى إن جميع المسلمين يتفقون أساسا على فكرة قيام المهدي وما سيعم الأرض في عهده من العدل والأمن والخير العميم ، وإن كان هناك من اختلاف يذكر في مضمون هذا الأمر العظيم ، والحلم المنشود ، فإنه قد لا يتجاوز في أهم نقاطه الحدود الأساسية المرتكز عليها ، والتي تتمحور أهمها في تحديد ولادته ( عليه السلام ) ، فإن الأكثرية من أهل السنة يقولون بأنه سيولد في آخر الزمان ، وأما الشيعة ولاستنادهم على جملة واسعة من الروايات والأدلة الصحيحة يذهبون إلى أنه ( عليه السلام ) ولد في " سر من رأى " عام 255 ه‍ ، وغاب بأمر الله سبحانه سنة وفاة والده الإمام الحسن بن علي العسكري ( عليه السلام ) ، عام 260 ه‍ ، وهو يحيا حياة طبيعية كسائر الناس ، غير أن الناس يرونه ولا يعرفونه ، وسوف يظهره الله سبحانه ليحقق عدله .

هذا المقدار من الاختلاف لا يجعل العقيدة بالمهدي عقيدة خلافية ، ومن أراد أن يقف على عقيدة السنة والشيعة في مسألة المهدي فعليه أن يرجع إلى الكتب التالية لمحققي السنة ومحدثيهم :

- " صفة المهدي " للحافظ أبي نعيم الأصفهاني .

- " البيان في أخبار صاحب الزمان " للكنجي الشافعي .

- " البرهان في علامات مهدي آخر الزمان " لملا علي المتقي .

- " العرف الوردي في أخبار المهدي " للحافظ السيوطي .

- " القول المختصر في علامات المهدي المنتظر " لابن حجر .

- " عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر " للشيخ جمال الدين الدمشقي .

من أراد التفصيل فليرجع إلى " منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر " للعلامة الصافي - دام ظله - ، وإلى كتاب " المهدي عند أهل السنة " صدر في مجلدين وطبع في بيروت .

لعل الروايات والأخبار المستفيضة المؤكدة على قضية الإمام المهدي من الوفرة وقوة الحجية بحيث لا يرقى إليها الشك والنقاش سواء في متونها أو في أسانيدها ، وعلى ذلك دأب الماضون وتبعهم اللاحقون ، إلا ما أورده ابن خلدون في مقدمته من تضعيفه لهذه الأخبار والتشكيك في صحتها ، وفي مدى حجيتها ، وقد فند مقالته محمد صديق برسالة أسماها " إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون " .

قد كتب أخيرا الدكتور عبد الباقي كتابا قيما في الموضوع أسماه " بين يدي الساعة " يشير فيه إلى تضافر الأخبار الواردة في حق المهدي بقوله : " إن المشكلة ليست في حديث أو حديثين أو راو أو راويين ، إنها مجموعة من الأحاديث والأخبار تبلغ الثمانين تقريبا ، اجتمع على تناقلها مئات الرواة ، وأكثر من صاحب كتاب صحيح .

لماذا نرد كل هذه الكمية ؟ أكلها فاسدة ؟ لو صح هذا الحكم لانهار الدين - والعياذ بالله - نتيجة تطرق الشك والظن الفاسد إلى ما عداها من سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

ثم إني لا أجد خلافا حول ظهور المهدي ، أو حول حاجة العالم إليه ، وإنما الخلاف حول من هو ، حسني أو حسيني ؟ سيكون في آخر الزمان ، أو موجود الآن ؟ خفي وسيظهر ؟ ظهر أو سيظهر ؟ ولا عبرة بالمدعين الكاذبين ، فليس لهم اعتبار . ثم إني لا أجد مناقشة موضوعية في متن الأحاديث ، والذي أجده إنما هو مناقشة وخلاف حول السند ، واتصاله وعدم اتصاله ، ودرجة رواته ، ومن خرجوه ، ومن قالوا فيه .

إذا نظرنا إلى ظهور المهدي نظرة مجردة فإننا لا نجد حرجا من قبولها وتصديقها ، أو على الأقل عدم رفضها .

فإذا ما تؤيد ذلك بالأدلة الكثيرة ، والأحاديث المتعددة ، ورواتها مسلمون مؤتمنون ، والكتب التي نقلتها إلينا كتب قيمة ، والترمذي من رجال التخريج والحكم ، بالإضافة إلى أن أحاديث المهدي لها ما يصح أن يكون سندا لها في البخاري ومسلم ، كحديث جابر في مسلم الذي فيه : " فيقول أميرهم ( أي لعيسى ) : تعال صل بنا " ( 1 ) ، وحديث أبي هريرة في البخاري ، وفيه : " كيف بكم إذا نزل فيكم المسيح بن مريم وإمامكم منكم " ( 2 ) ، فلا مانع من أن يكون هذا الأمير ، وهذا الإمام هو المهدي .

يضاف إلى هذا إن كثيرا من السلف - رضي الله عنهم - لم يعارضوا هذا القول ، بل جاءت شروحهم وتقريراتهم موافقة لإثبات هذه العقيدة عند المسلمين " ( 3 ) .

________________________________

( 1 ) صحيح مسلم  ( باب نزول عيسى ) : 59 .

( 2 ) صحيح البخاري ، بشرح الكرماني 14 : 88 .

( 3 ) بين يدي الساعة للدكتور عبد الباقي : 123 - 125 . 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.