أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-07-2015
1362
التاريخ: 9-08-2015
898
التاريخ: 7-08-2015
971
التاريخ: 30-07-2015
1265
|
لقد انحدر الإمام علي من صلب والد عظيم الشأن ، رفيع الشخصية هو أبو طالب ، ولقد كان أبو طالب زعيم مكة ، وسيد البطحاء ، ورئيس بني هاشم ، وهو إلى جانب ذلك ، كان معروفا بالسماحة والبذل والجود والعطاء والعطف والمحبة والفداء والتضحية في سبيل الهدف المقدس ، والعقيدة التوحيدية المباركة .
فهو الذي تكفل رسول الله منذ توفي جده
وكفيله الأول عبد المطلب وهو آنذاك في الثامنة من عمره ، وتولى العناية به والقيام
بشؤونه ، وحفظه وحراسته في السفر والحضر ، بإخلاص كبير واندفاع وحرص لا نظير لهما
، بل وبقي يدافع عن رسالة التوحيد ، والدين الحق الذي جاء به النبي الكريم ( صلى
الله عليه وآله ) ويقوم في سبيل إرساء قواعده ونشر تعاليمه بكل تضحية وفداء ،
ويتحمل لتحقيق هذه الأهداف العليا كل تعب ونصب وعناء .
وقد انعكست هذه الحقيقة وتجلى موقفه هذا في
كثير من أشعاره وأبياته المجموعة في ديوانه بصورة كاملة مثل قوله :
ليعلم خيار الناس أن محمدا * نبي كموسى والمسيح
ابن مريم
وقوله :
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * رسولا كموسى
خط في أول الكتب ( 1 ) .
إن من المستحيل أن تصدر أمثال هذه التضحيات
التي كان أبرزها محاصرة بني هاشم جميعا في الشعب ، ومقاطعتهم القاسية ، من دافع
غير الإيمان العميق بالهدف والشغف الكبير بالمعنوية ، الذي كان يتصف به أبو طالب ،
إذ لا تستطيع مجرد الوشائج العشائرية ، وروابط القربى ، أن توجد في الإنسان مثل
هذه الروح التضحوية .
إن الدلائل على إيمان أبي طالب بدين ابن
أخيه تبلغ من الوفرة والكثرة بحيث استقطبت اهتمام كل المحققين المنصفين والمحايدين
، ولكن بعض المتعصبين توقف في إيمان تلك الشخصية المتفانية العظيمة ، بالدعوة
المحمدية ، بينما تجاوز فريق هذا الحد إلى ما هو أبعد من ذلك ، حيث قالوا بأنه مات
غير مؤمن . ولو صحت عشر هذه الدلائل الدالة على إيمان أبي طالب الثابتة في كتب
التاريخ والحديث في حق رجل آخر لما شك أحد في إيمانه فضلا عن إسلامه ، ولكن لا
يعلم الإنسان لماذا لا تستطيع كل هذه الأدلة إقناع هذه الزمرة ، وإنارة الحقيقة
لهم ؟!
هذا عن والد الإمام أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) .
وأما أمه فهي فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي من
السابقات إلى الإسلام والإيمان برسول الله (صلى الله عليه وآله ) وقد كانت قبل ذلك
تتبع ملة إبراهيم .
إنها المرأة الطاهرة التي لجأت - عند
المخاض - إلى المسجد الحرام ، وألصقت نفسها بجدار الكعبة وأخذت تقول : " يا
رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم وإنه
بنى البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت و ( بحق ) المولود الذي في بطني إلا
ما يسرت علي ولادتي " . فدخلت فاطمة بنت أسد الكعبة ووضعت عليا هناك ( 2 ) .
تلك فضيلة نقلها قاطبة المؤرخين والمحدثين
الشيعة ، وكذا علماء الأنساب في مصنفاتهم ، كما نقلها ثلة كبيرة من علماء السنة
وصرحوا بها في كتبهم ، واعتبروها حادثة فريدة ، وواقعة عظيمة لم يسبق لها مثيل ( 3
) .
وقال الحاكم النيسابوري : وقد تواترت
الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في
جوف الكعبة ( 4 ) .
وقال شهاب الدين أبو الثناء السيد محمود
الآلوسي : " وكون الأمير كرم الله وجهه ، ولد في البيت ، أمر مشهور في الدنيا
ولم يشتهر وضع غيره كرم الله وجهه ، كما اشتهر وضعه " (5).
____________________
( 1 ) مجمع
البيان 4 : 37 .
( 2 ) كشف الغمة 1
: 60 .
( 3 ) مروج الذهب
2 : 349 ، شرح الشفاء للقاضي عياض 1 : 151 وغيرهما ، وقد أفرد العلامة الأردوبادي
رسالة في هذه المنقبة وسماها : علي وليد الكعبة .
( 4 ) شرح عينية
عبد الباقي العمري : 15 .
( 5 ) الغدير 6 :
22 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|