أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
1086
التاريخ: 2-12-2018
654
التاريخ: 10-08-2015
1029
التاريخ: 29-12-2018
682
|
سيدنا محمد بن عبد الله نبي حق لأنه ادعى ذلك وظهر المعجز على يديه, وكل من كان كذلك كان نبياً.
أما الدعوى فمعلومة ضرورة.
وأما إتيانه بالمعجز فالقرآن, وهو معلوم تواتراً, وتحدى به العرب الذين هم أهل الفصاحة والبلاغة بسورة من مثله(1), وهو معلوم بالتواتر, فعجزوا عن الإتيان بمثله, وإلا لما عدلوا إلى محاربته التي فيها قتل أنفسهم وذهاب أموالهم مع سهولة الكلام عليهم, فيكون القرآن معجزاً مع انطباق تعريفه عليه.
فقيل: وجه الإعجاز فيه الفصاحة البالغة (2).
وقيل: الصرفة (3)؛ إما بمعنى أن الله صرفهم عن معارضته, وإما بسلب القدرة أو الداعي أو العلم الذي به تحصل المكنة لقدرتهم على المفردات وعلى التركيب, ويضعف القول بالصرفة أنه لو كان الأمر كذلك لنقلوا ذلك وتحدثوا به في مجالسهم.
وقيل: الأسلوب(4), وقيل: الفصاحة والأسلوب(5) .
وقيل: هما مع الاشتمال على العلوم الشريفة كعلم التوحيد وتهذيب الأخلاق(6), وهو الحق.
وأيضاً فقد نقل المسلمون أنه ظهر عنه أمور خارقة كنبوع الماء من بين أصابعه, وتسبيح الحصا في كفه, وحنين الجذع, وإطعام الخلق الكثير من الطعام اليسير حتى أحصي له نحو من ألف(7), وهي متواترة المعنى كشجاعة عليّ وسخاء حاتم, ولإحالة العقل كذبها كلها فصدق واحد كافٍ.
وقد ظهر على يده هذا الكتاب المشتمل على العلوم الشريفة والمعاني الدقيقة, وانضم إلى ذلك إخبار عن الغيب ومواظبة على مكارم الأخلاق وتقريرات شرعية تتم بها نظام النوع, ولا شك أن هذه لا تحصل إلا بتأييد إلهي وتمكين رباني, وأما الكبرى فأنه لو لم يكن صادقاً لما جاز من الله خلق المعجز عقيب دعواه, فلو كان كاذباً لكان الله تعالى مصدقاً للكاذب وتصديق الكاذب قبيح لما تقدم؛ فيكون محمد بن عبد الله نبياً حقاً ورسولاً صدقاً.
_______________
(1) البقرة: 23.
(2) حكاه الفاضل المقداد في اللوامع الإلهية: 288 عن أكثر المعتزلة, وقال: ولهذا كانت العراب تستعظم فصاحته كقول الوليد بن المغيرة عنه: ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن, وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة, وإن أعلاه لمثمر, وإن أسفله لمغدق, وإنه يعلو ولا يعلى عليه. وحكى ذلك في إرشاد الطالبين: 309 عن الفخر الرازي والجبائيين والعالمة في المناهج.
(3) حكاه الفاضل المقداد في اللوامع الإلهية: 288 عن السيد والنظام, وفي إرشاد الطالبين: 308 عن السيد المرتضى.
(4) حكاه في إرشاد الطابين: 309 عن بعضهم.
(5) حكاه في إرشاد الطالبين: 309 عن الجويني من الأشاعرة.
(6) التزم بذلك كمال الدين ابن ميثم في قواعد المرام: 132.
(7) حكى ذلك الحلبي في تقريب المعارف: 107, والعلامة في معراج الفهم: 347, وأنوار الملكوت في شرح الياقوت: 186.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|