المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28



عمار بن ياسر / اسوة الشباب من أصحاب رسول الله والامام علي  
  
2604   12:03 صباحاً   التاريخ: 20-4-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص287 ـ 289
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

عمار بن ياسر بن عامر المذحجي، أبو اليقظان، وأمه سمية، وهي أول من استشهد في سبيل الله، من السابقين إلى الإيمان والهجرة، ومن الثابتين الراسخين في العقيدة؛ فقد تحمل تعذيب المشركين مع أبويه منذ الأيام الأولى لبزوغ شمس الإسلام، ولم يداخله ريب في طريق الحق لحظة واحدة.

شهد له رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بأنه يزول مع الحق، وأنه الطيب المطيب وأنه ملئ إيماناً، وأكد أن النار لا تمسه أبداً، وهو ممن حرس - بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، - (خلافة الحق) و(حق الخلافة)، ولم ينكب عن الصراط المستقيم قط، وصلى مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، على جنازة السيدة المطهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وظل ملازماً للإمام - صلواتُ اللهِ عليه.

ولي الكوفة مدة في عهد عمر، وكان قائداً للجيوش في فتح بعض الأقاليم، ولما حكم عثمان كان من المعارضين له بجد، وانتقد سيرته مراراً، حتى هم بنفيه إلى الربذة لولا تدخل الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذ حال دون تحقيقِ هدفه.

ضرب بأمر عثمان لصراحته، وفعل به ذلك أيضاً عثمان نفسه، وظل يعاني من آثار ذلك الضرب إلى آخر عمره.

وكان لاشتراكه الفعال في حرب الجمل، وتصديه لقيادة الخيالة في جيش الإمام (عليه السلام)، مظهر عظيم. كما تولى في صفين قيادة رجالة الكوفة والقراء، تحدث مع عمرو بن العاص وأمثاله من مناوئي الإمام (عليه السلام)، في غير موطن، وكشف الحق بمنطقه البليغ واستدلالاته الرصينة.

وفي صفين استشهد هذا الصحابي الجليل والنموذج المتألق، فتحققت بذلك النبوءة العظيمة لرسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ إذ كان قد خاطبه قائلاً: تقتلك الفئة الباغية. وكان له من العمر إبان استشهاده ثلاث وتسعون سنة.

ذكر الكامل في التاريخ انه خرج عمار بن ياسر على الناس، فقال: اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته. اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة(1)، سيفي في بطني، ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلته. وإني لا أعلم اليوم عملاً هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم عملاً هو أرضى لك منه لفعلته.

والله إني لأرى قوماً ليضربنكم ضرباً يرتاب منه المبطلون، وايم الله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعلمت أنا على الحق وأنهم على الباطل.

ثم قال: من يبتغي رضوان الله ربه ولا يرجع إلى مال ولا ولد؟ فاتاه عصابة، فقال: أقصدوا بنا هؤلاء القوم الذين يطلبون دم عثمان، والله ما أرادوا الطلب بدمه ولكنهم ذاقوا الدنيا واستحبوها، وعلموا أن الحق إذا لزمهم حال بينهم وبين ما يتمرغون فيه منها، ولم يكن لهم سابقة يستحقون بها طاعة الناس والولاية عليهم، فخدعوا أتباعهم وإن قالوا: إمامنا قتل مظلوماً، ليكونوا بذلك جبابرة ملوكاً، فَبَلغوا ما ترون، فلولا هذه ما تبعهم من الناس رجلان.

اللهم إن تنصرنا فطالما نصرت، وإن تجعل لهم الأمر فادخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذاب الأليم(2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ظبة السيف: طرفه (النهاية: ج3، ص156).

2ـ الكامل في التاريخ: ج2، ص380. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.