المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Vowels PALM
2024-03-21
تصنيف الاضطرابات الوجدانية / إضطرابات ازدواج القطبية
2023-03-08
برامج التحليل الكيفي بين الآمال والتخوفات (رؤية نقدية)
9-4-2022
Adjacency Matrix
14-4-2022
حتمية ظهور علم الخبر- 5- قدم نظريات الإعلام
23/10/2022
مركز المعلومات
19-7-2019


التحولات في السلوك  
  
2733   02:58 صباحاً   التاريخ: 15-12-2020
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص173– 179
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2021 1957
التاريخ: 14-11-2016 2382
التاريخ: 2024-02-29 923
التاريخ: 2024-02-06 1081

الحديث حول المراهقة هو بالأساس حديث حول التحولات في السلوك، حيث من الواضح لدينا إختلاف السلوك بين الأشخاص المتوازنين من غير المتوازنين من الناحية النفسية. إن من الخطأ حصر أسباب الإختلافات السلوكية بين المراهقين ، سواء أناثاً كانوا أو ذكوراً ، بعوامل التربية والإكتساب البيئي فقط ، فكما لعوامل الإكتساب تأثيرها في هذا المجال ، فإن للعوامل البايولوجية والفسيولوجية أيضا دورها المهم والأساس في تحديد اتجاهات السلوك وكيفياته عند الأشخاص.

إن نوع السلوك وردود الأفعال لدى المراهقين لا يمكن التنبؤ به مسبقاً بشكل دقيق. لقد وصف علماء النفس هذه المرحلة من العمر بأوصاف عديدة ، فقد قال أحدهم ، ويدعى ماندوس إن هذه المرحلة هي فترة التوتر والإنفعال في الحياة ، فيما ذهب آخر الى وصفها بالمرحلة السلبية من الحياة(1). الا أن الآراء المذكورة وغيرها تستند الى ظواهر السلوك فقط وتدور حول العموميات ولا تمس الحالة بالعمق.

محاولة الإنسجام مع المحيط

 يتولد لدى المراهقين ، منذ مطالع سني المراهقة ، إندفاع وحماس نحو الإنسجام مع الوسط الإجتماعي ، ويسعون ، رغم التطورات العضوية والنفسية المقلقة ، والى النظر الى الأشياء من حواليهم بواقعية ، والإنطلاق في أفعالهم وتصرفاتهم من حسابات مدروسة ، غير أن هذه الحالة ليست سائدة عند جميع الأشخاص على حد سواء . فالملاحظ أن الكثير من الأبناء يسوء سلوكهم خلال هذه المرحلة الى درجة لا يطاقون على العكس تماما مما كانوا عليه قبل ذلك من هدوء وسلوك مهذب.

كما ومن الممكن أن يكون بعض المراهقين هادئين ومهذبين في محيط المدرسة ، ومشاكسين ومؤذين في البيت والأسرة. وليس من شك في تأثير مختلف الظروف والعوامل في هذه الحالة ، ومنها المشكلات والصعوبات الحياتية التي كانوا قد واجهوها أثناء الطفولة.

وبشكل عام ، يكون هؤلاء هادئو الطباع وساكنون ما داموا صغاراً ، وتتبدل أحوالهم ويصبحون أشخاصا حادي المزاج ومشاكسين وسريعي الغضب مع دخولهم مرحلة المراهقة وخصوصاً عند وصولهم سن البلوغ. ويعود السبب في جانب كبير من هذه الحالة الى دوافع إثبات الشخصية لدى المراهق ، كما وتلعب الخلفيات التربوية والإجتماعية دوراً مؤثراً في تفاقم الحالة ، ومن شأن نوع تعامل أولياء الأمور والمربين معها أن يحد من تفاقمها أو يزيد في تعقيدها.

إضطراب السلوك

 إن من الخصائص البارزة التي تظهر لدى المراهقين خلال هذه المرحلة هو إضطراب السلوك ، وتعود بواعث ذلك من أحد اللحظات الى إلحاح النشاط الغريزي الجنسي والى الضغوط النفسية التي يولدها وبالتالي محاولة الشخص التخلص منها بنحو وآخر .

فالفتاة التي نجدها مؤدبة وهادئة ومطيعة قبل هذه الفترة ، قد تتبدل طباعها مع دخول مرحلة المراهقة لتتحول الى شخصية متمردة وعاصية لا تقيم وزنا للأوامر والتوجيهات ، وتتخلف عن الحضور للمدرسة أو التحضير والمذاكرة لدروسها. وهذه الحالة تبدأ خفيفة وتتجه نحو التفاقم والشدة شيئا فشيئا ، وكأن الفتاة تنوي بذلك التحرك في هذا المجال خطوة خطوة لتستطلع الأوضاع وترى ما إذا كانت الأرضية مساعدة للامعان في سلوكها الجديد أم لا .

وبعبارة أخرى يبلغ الإضطراب في السلوك لدى أعضاء هذه الفئة ، في بعض الحالات ، مبلغاً يدعو الى حيرة واستغراب الأهل والأقارب وكل من يلتقي بهم ، وذلك لأن تصرفاتهم وردود أفعالهم تأتي مفاجئة وغير محسوبة في معظم الأحيان .

فبحسب بعض علماء النفس ، تتولد لدى الفتيات في سني المراهقة دوافع هجومية تجاه الآخرين ، وقد وصف فريق من علماء التربية هذه المرحلة بفترة تراكم الشعور العدائي ، فيما سماها آخرون بمرحلة الانفعال والتهاجم. وهي حالة تنشأ نتيجة النشاط المتزايد والسعي المتواصل لبلوغ مرحلة إثبات الشخصية.

وقد أرجع علماء التربية أسباب وخلفيات هذه الحالة الهجومية والدوافع العدائية تجاه الآخرين لدى الفتيات أو الفتيان الى المراحل التي تسبق هذه المرحلة ، أي أن الحالات السلوكية التي تظهر في سني المراهقة هي انعكاس ونتائج لنوع التربية والمشاكل التي يمر بها الشخص خلال مرحلة الطفولة.

كما ويمكن أن تكون هذه الحالة راجعة الى العُقَدِ الناتجة من فقدان الحنان خلال مرحلة الطفولة والى تراكمات الضغوط النفسية العديدة التي يتعرض لها الشخص أحيانا داخل الأسرة إثر تشدد الوالدين في التعامل معه أو بسبب المشاكل والصعوبات التي يواجهها في سني ما قبل المراهقة.

وقد تصدر من بعض أفراد هذه الفئة تصرفات وأفعال تتعارض والأخلاق السوية ، فيوصمون على أثرها بسوء الأدب والخفة والوقاحة ، ومن المسائل التي تميز سلوكهم يمكن الإشارة الى حالات الثرثرة ، والتجاسر على الآخرين ، والفوضى والضجيج ، وحتى اللجوء الى الكذب ، والسرقة ، والإنحراف عن السلوك الصحيح في بعض الحالات.

ومن بين مختلف الحالات التي قد تطفح على سلوك المراهقين ، هناك حالتان تبرزان أكثر من غيرهما ، الأولى هي حالة الكذب والأخرى حالة السرقة. وعادة الكذب تنشأ غالبا بدافع إثبات الشخصية وجلب إهتمام الآخرين الى الشخص وإشعارهم أهميته وبأهمية ما لديه من أخبار وأسرار ليست لدى الآخرين. أما حالة السرقة ، فيقدم عليه الشخص عادة تحت ضغط الوساوس النفسية أو بهدف الانتقام من الآخرين والحاق الأذى بهم لمختلف الأسباب والدواعي.

السلوك الطفولي

تكون المراهقة في هذه المرحلة من السن حائرة بين أن تبقى في حياة الطفولة وتستمتع بلذاتها وملاهيها ، أو أن تغادرها الى حيث حياة الكبار وحالاتها ولذاتها الجديدة. ومن هنا نجدها تتصرف كالأطفال حينا ، فتغضب مثلهم وتميل الى أن تبقى طفلة تلقى حماية وحنان الأم ، وتبدل حالتها حيناً آخر ، فتتصرف كالكبار وتحاول تقليد سلوك النساء الناضجات ومحاكات حالاتهن بأفعالها وتصرفاتها.

وبتعبير آخر تعجز الفتاة المراهقة ، خلال هذه الفترة ، عن ضبط مشاعرها وعواطفها تجاه المسائل التي تواجهها ، وتتميز بحالة من التطرف في كل شيء، فإذا غضبت ثارت الى حد الهياج والصراخ وتحطيم الأشياء ، وإذا فرحت ، اندفعت الى التعبير عن سرورها بمختلف أشكال التعبير عن ذلك.

حالة الكتمان

من الجوانب الإيجابية في حياة الفتاة المراهقة ، والتي قد تكون سلبية في بعض الموارد ، حالة كتمان الأسرار ، فهي تتميز في هذه المرحلة بالاهتمام المتزايد بحفظ الأسرار ، حتى لقد تبلغ لديها الإصرار على هذه الحالة أحياناً مبلغاً تعرّض على أثره نفسها والآخرين لمشاكل ومخاطر عديدة.

إن الحرص على حفظ السر يحتل موقعاً أساسياً في إهتمام الفتاة سلبا كان أو إيجابياً . ففي بعض الحالات حين تواجه الفتاة حالة أو حادثة ما ، تعمل على الاحتفاظ بها لنفسها وعدم إخبار أحد شيئا عنها ، في حين قد يكون من الصالح أن تضع والديها في صورة ما رأته أو جرى معها لكي يبادران الى توجيهها ومساعدتها.

وبشكل عام ، فإن الفتاة المراهقة شخصية كتومة ، وإذا أطلعتها إحدى زميلاتها أو صديقاتها على مسالة معينة وطلبت اليها أن لا تبوح بها ووافقت هي على ذلك ، فأنها تلتزم بتعهدها ولا تحدث أحداً بشيء عنها.

وفي بعض الحالات يبادر أعضاء هذه الفئة من الفتيات الى مطالعة الكتب التي تدور حول قضايا الجنس والزواج والحمل وتربية الأطفال بعيداً عن أنظار أولياء الأمور ، وذلك من أجل الحصول على معلومات في هذا المجال والاستفادة منها عند الحاجة.

الاستياء والخصام

 ومن الحالات التي نلاحظها عند الفتيات في سن المراهقة ، إبداء الاستياء تجاه أولياء الأمور وعدم الإنسجام معهم ، وتتطور الحالة الى الخصام والشجار في كثير من الأحيان ، الأمر الذي ينكد معيشة الوالدين ويتسبب في مشكلات عديدة لها ولهما.

__________________________

(1) البلوغ موريس دبس ص 9 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.