المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الحسين بن عبد الله بن بكر أو بكير الأرجاني
11-6-2017
المستعر
18-7-2017
Shielding in NMR
10-8-2019
مستحق الخمس ومصرفه
22-9-2016
التقوى هي الزاد الوحيد
2023-03-25
المسؤولية الجزائية عن التحريض غير المتبوع بأثر عبر الإعلام
2024-03-08


المهدوية في القرآن والاحاديث النبوية  
  
1846   05:24 مساءً   التاريخ: 19-3-2022
المؤلف : الشيخ مرتضى مطهري
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة الاطهار
الجزء والصفحة :  ص236-238
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

القرآن ذكر هذا الأمر كبشرى بصراحة تامة. يعنيان كل من يقرأ القرآن الكريم يرى أن القرآن الكريم قد ذكر في آيات كثيرة على نحو القطع أن تلك النتيجة التي تترتب على وجود الحجة المقدس ، هي حاصلة في المستقبل ومن تلك الآيات :

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء: 105] يقول تعالى في هذه الآية اننا في الماضي اخبرنا في الزبور ايضاً بعد ان كتبنا في الذكر - وقالوا ان المراد بالذكر التوراة اي بعد ان كتبنا في التوراة - نحن اعلمنا فإذن لا محالة (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) وليس الكلام عن منطقة أو محلة أو مدينة ، بل الفكرة واسعة وكبيرة إلى حد أن الكلام عن كل الأرض فلن تبقى الارض تحت سلطة الجبارين والظالمين والاقوياء بل هذا أمر مؤقت وستتحقق في المستقبل دولة الصالحين وتحكم كل الأرض وليس في الآية أدنى ترديد في هذا المعنى .

كذلك الأمر بالنسبة إلى ما في القرآن من حديث عن أن الدين الاسلامي المقدس سيصبح الدين لكل البشر وتزول جميع الاديان الأخر في مقابلة وتمحق وهذا أثر أخر من آثار ونتائج وجود الإمام المهدي المقدس (ع) الموعود {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} [الفتح: 28] أي أن كل انسان في هذه الدنيا سيتبع هذا الدين.

وهناك آيات اخرى لكن اكتفي بهذا المقدار بعد أن لم يكن البحث حول آيات القرآن. نمضي من الآيات الى الأحاديث النبوية فماذا ذكر النبي الأكرم (ص) في هذا المجال ؟ هل ذكر شيئاً أم لم يذكر شيئاً ؟ لو كانت روايات الإمام المهدي الموعود (ع) منحصرة بروايات الشيعة لكان هناك مجال لتشكيك المشككين بأنه لو كانت مسألة المهدي الموعود واقعية لوجب أن يقوله النبي الأكرم ولو قاله (ص) لوجب نقله من قبل جميع الفرق الإسلامية مع انكم وحدكم رويتم هذه الروايات . والجواب عن هذا الاعتراض واضح جدا: فإن الواقع أن روايات باب الإمام المهدي الموعود (ع) لم تنفرد بروايتها الشيعة والروايات التي يوردها أهل السنة في هذا الباب ليست أقل من روايات الشيعة إن لم تكن اكثر. وقد صنفت الكتب في هذا المجال فإذا رجعتم ترون أن الامر كما ذكرنا. في هذه السنين التي كنا فيها في قم صنف كتابان احدهما للمرحوم آية الله الصدر ( اعلى الله مقامه ) طبعاً باللغة العربية باسم ( المهدي ) واعتقد أنه طبع . وما ينقله في ذلك الكتاب من روايات كلها من روايات اهل السنة عندما يقرأ المرء يرى أن مسألة المهدي الموعود (ع) في روايات اهل السنة اكثر من روايات الشيعة وليست أقل .

الكتاب الآخر ولحسن الحظ باللغة الفارسية هيىء بأمر من المرحوم آية الله السيد البروجردي واسمه ( منتخب الأثر ) الذي صنفه احد فضلاء الحوزة العلمية في قم وهو الآن ايضاً موجود في قم وهو الميرزا لطف الله الصافي من فضلاء قم البارزين ( كلبايكاني ) ( وقد الف هذا الكتاب ) في ظل ارشاد المرحوم آية الله البروجردي أي أنه اعطى الأمر بهذا الكتاب وعين موضوعه وشكله ورسمه ثم اهتم هذا الرجل الفاضل وكتب الكتاب . طالعوا ايضاً هذا الكتاب لتروا الروايات الكثيرة في المسألة وبشكل خاص من اهل السنة بمعان والفاظ مختلفة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.