المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



نماذج قرآنية عن قوم ماتوا ثم رجعوا  
  
861   02:31 صباحاً   التاريخ: 1-08-2015
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 2، ص330 - 332
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الرجعة /

قال أمين الدين الطبرسي رحمه اللّه في تفسيره عند قوله تعالى : {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ} [النمل: 83]. أي يدفعون وقيل يحبس أولهم على آخرهم ، و استدل بهذه الآية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الإمامية بأن قال إن دخول ‌مِنْ ‌في الكلام يوجب التبعيض، فدل ذلك على أن اليوم المشار إليه يحشر فيه قوم دون‌ قوم ، وليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه : {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } [الكهف: 47].

وقد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد بأن اللّه سيعيد عند قيام القائم‌ قوما ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ويبتهجوا بظهور دولته، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم و ينالوا بعض ما يستحقونه من العذاب في‌ القتل على أيدي شيعته، و ليبتلوا بالذل والخزي بما يشاهدون من علو كلمته و لا يمتري‌ عاقل ان هذا مقدور للّه تعالى غير مستحيل في نفسه. وقد فعل اللّه ذلك في الأمم الخالية ونطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزير وغيره على ما فسرناه في موضعه، وصح‌ عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قوله: سيكون في أمتي كلما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل‌ والقذة بالقذة، حتى لو ان أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه، على ان جماعة من العلماء تأولوا ما ورد من الأخبار في الرجعة على رجوع الدولة والأمر و النهي دون رجوع‌ الأشخاص لما ظنوا ان الرجعة تنافي التكليف، وليس كذلك لأنه ليس فيها ما يلجئ إلى‌ فعل الواجب والامتناع من القبيح، والتكليف يصح معها كما يصح مع ظهور المعجزات‌ الباهرة و الآيات القاهرة، كفلق البحر وقلب العصا ثعبانا وما أشبه ذلك، ولأن الرجعة لم ‌تثبت بظواهر الأخبار المنقولة فيتطرق التأويل عليها ، و إنما المعول في ذلك على إجماع ‌الشيعة الإمامية وإن كانت الأخبار تعضده و تؤيده‌ (1) .

وقال رئيس المحدثين الصدوق رحمه اللّه في عقائد الإمامية: اعتقادنا في الرجعة انها حق و قد قال اللّه عز و جل :‌ { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ } [البقرة: 243] .

كان هؤلاء سبعين ألف بيت، وكان يقع فيهم الطاعون‌ كل سنة فيخرج الأغنياء لقوتهم و يبقى الفقراء لضعفهم ، فيقل الطاعون في الذين يخرجون ‌ ويكثر في الذين يقيمون، فيقول الذين يقيمون لو خرجنا لما أصابنا الطاعون، ويقول الذين ‌خرجوا لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم، فأجمعوا على ان يخرجوا جميعا من ديارهم إذا كان ‌وقت الطاعون، فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شط بحر فلما وضعوا رحالهم ناداهم اللّه ‌موتوا فماتوا جميعا، فكنستهم المارة عن الطريق فبقوا بذلك ما شاء اللّه تعالى، ثم مرّ بهم ‌نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له أرميا فقال لو شئت يا رب لأحييتهم فيعمروا بلادك ‌ يلدوا عبادك و يعبدوك مع من يعبدك، فأوحى اللّه تعالى إليه أفتحب أن أحييهم لك، قال ‌فأحياهم اللّه وبعثهم معه فهؤلاء ماتوا و رجعوا إلى الدنيا ثم ماتوا بآجالهم، وقال اللّه عزو جل : {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 259].

فهذا مات مائة سنة و رجع إلى الدنيا و بقي فيها ثم مات بأجله وهو عزير. وقال اللّه تعالى في قصة المختارين من قوم موسى لميقات ربه‌ : {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 56]  ‌ذلك لمّا سمعوا كلام اللّه قالوا لا نصدق حتى نرى اللّه جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا، فقال موسى ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم‌ فأحياهم اللّه فرجعوا إلى الدنيا فأكلوا و شربوا و نكحوا النساء و ولد لهم الأولاد ثم ماتوا بآجالهم. وقال اللّه عز وجل لعيسى:

{وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي } [المائدة: 110] ‌وجميع الموتى الذين أحياهم‌ عيسى بإذن اللّه تعالى رجعوا إلى الدنيا و بقوا فيها ثم ماتوا بآجالهم.

وأصحاب الكهف لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين و ازدادوا  تسعا ثم بعثهم اللّه فرجعوا إلى الدنيا ليسألوا بينهم،و قصتهم معروفة فإن قال قائل ان اللّه عز و جل قال: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ } [الكهف: 18] قيل له فإنهم كانوا موتى و قد قال اللّه عز و جل‌ { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: 52] .

وإن قالوا كذلك فإنهم كانوا موتى ‌ومثل هذا كثير والرجعة كانت في الأمم السالفة وقال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يكون في هذه الأمة مثل‌ ما يكون في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة، فيجب على هذا الأصل ان‌ يكون في هذه الأمة رجعة.

وقد نقل مخالفونا انه إذا خرج المهدي نزل عيسى ابن ‌مريم عليه السّلام فصلى خلفه، ونزوله إلى الأرض رجوعه إلى الدنيا بعد موته لأن اللّه تعالى ‌قال: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: 55] ‌وقال عز و جل‌ : {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 47] ، {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا } [النمل: 83] فاليوم الذي يحشر فيه الجميع غير اليوم الذي ‌يحشر فيه فوج، قال اللّه عز وجل: { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [النحل: 38] . يعني في الرجعة ، وذلك انه يقول : {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} [النحل: 39]‌ والتبيين يكون في الدنيا لا في الآخرة..

__________________

(1) تفسير مجمع البيان للطبرسي ج  7  ص 406  طبعة الأعلمي.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.