أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016
2167
التاريخ: 27-09-2015
15528
التاريخ: 11-3-2016
4569
التاريخ: 27-09-2015
7203
|
المعروف بشميم الحلي أبو الحسن النحوي اللغوي الشاعر مات في ربيع الآخر سنة إحدى وستمائة أخبرني به العماد بن الحدوس العدل وبمنزله مات بالموصل عن سن عالية وهو من أهل الحلة المزيدية. قدم بغداد وبها تأدب ثم توجه تلقاء الموصل والشام وديار بكر وأظنه قرأ على أبي نزار ملك النحاة.
قال
مؤلف الكتاب: وكنت قد وردت إلى آمد في شهور سنة أربع وأربعين وخمسمائة فرأيت أهلها
مطبقين على وصف هذا الشيخ فقصدت إلى مسجد الخضر ودخلت عليه فوجدته شيخا كبيرا قضيف
الجسم في حجرة من المسجد وبين يديه جامدان مملوء كتبا من تصانيفه فحسب فسلمت عليه
وجلست بين يديه فأقبل علي وقال من أين أنت قلت من بغداد. فهش بي وأقبل يسائلني
عنها وأخبره ثم قلت له إنما جئت لأقتبس من علوم المولى شيئا فقال لي: وأي علم تحب؟
قلت له: أحب علوم الأدب. فقال: إن تصانيفي في الأدب كثيرة وذلك أن الأوائل جمعوا
أقوال غيرهم وأشعارهم وبوبوها وأما أنا فكل ما عندي من نتائج أفكاري وكنت كلما
رأيت الناس مجمعين على استحسان كتاب في نوع من الآداب استعملت فكري وأنشأت من جنسه
ما أدحض به المتقدم. فمن ذلك أن أبا تمام جمع أشعار العرب في حماسته وأما أنا
فعملت حماسة من أشعاري وبنات أفكاري ((ثم شنع أبا تمام وشتمه)) ثم رأيت الناس مجمعين
على تفضيل أبي نواس في وصف الخمر فعملت كتاب الخمريات من شعري لو عاش أبو نواس لاستحيا أن يذكر شعر نفسه لو سمعها
ورأيت الناس مجمعين على تفضيل خطب ابن نباتة فصنفت كتاب الخطب فليس للناس اليوم
اشتغال إلا بخطبي. وجعل يزري على المتقدمين ويصف ويجهل الأوائل ويخاطبهم بالكلب
فعجبت منه وقلت له فأنشدني شيئا مما قلت فابتدأ وقرأ علي خطبة كتاب الخمريات فعلق
بخاطري من الخطبة قوله ((ولما رأيت الحكمي قد أبدع ولم يدع لأحد في اتباعه مطمعا
وسلك في إفشاء سر الخمرة ما سلك آثرت أن أجعل لها نصيبا من عنايتي مع ما أنني علم
الله لم ألمم لها بلثم ثغر إثم مذ رضعت ثدي أم)) أو كما قال. ثم أنشدني من هذا
الكتاب: [مجزوء الكامل]
(أمزج بمسبوك اللجين ... ذهبا حكته دموع عيني)
(لما دعا داعي الفراق ... ببين من أهوى وبيني)
(كانت ولم يقدر لشيء ... قبلها إيجاب كون)
(وأحالها التحريم لما ... شبهت بدم الحسين)
(خفقت لنا شمسان من ... لألائها في الخافقين)
(وبدت لنا في كأسها ... من لونها في حلتين)
(فأعجب
هداك الله من ... كون اتفاق الضرتين)
(في ليلة بدأ السرور ... بها يطالبنا بدين)
(ومضى طليق الراح من ... قد كان مغلول اليدين)
(ذي
زينة الأحياء في الـ...دنيا وزينة كل زين)
فاستحسنت ذلك فغضب وقال لي ويلك ما عندك غير
الاستحسان قلت له فما أصنع يا مولانا فقال لي تصنع هكذا ثم قام يرقص ويصفق إلى أن
تعب ثم جلس وهو يقول ما أصنع وقد ابتليت ببهائم لا يفرقون بين الدر والبعر
والياقوت والحجر فاعتذرت إليه وسألته أن ينشدني شيئا آخر فقال لي قد صنفت كتابا في
التجنيس سميته أنيس الجليس في التجنيس في مدح صلاح الدين لما رأيت استحسان الناس
لقول البستي فأنا أنشدك منه ثم أنشدني لنفسه: [مجزوء الرمل]
(ليت من طول بالشْـ...شَام نواه وثوى به)
(جعل العود إلى الزو...راء من بعض ثوابه)
(أترى يوطئني الدهر ... ثرى مسك ترابه)
(وأرى أيْ نور عيني ... موطئا لي وترى به)
ثم أنشدني لنفسه في وصف ساقٍ: [مجزوء الكامل]
(قل لي فدتك النفس قل لي ... ماذا تريد إذا بقتلي)
(أأدرت
خمرا في كؤو...سك هذه أم سم صلِّ)
وأنشدني غير ذلك مما ضاع مني أصله ثم سألته عمن
تقدم من العلماء فلم يحسن الثناء على أحد منهم فلما ذكرت له المعري نهرني وقال لي:
ويلك كم تسيء الأدب بين يدي من ذلك الكلب الأعمى حتى يذكر بين يدي في مجلسي فقلت
يا مولانا ما أراك ترضى عن أحد ممن تقدم!
فقال: كيف أرضى عنهم وليس لهم ما يرضيني قلت فما
فيهم قط أحد جاء بما يرضيك فقال لا أعلمه إلا أن يكون المتنبي في مديحه خاصة وابن
نباته في خطبه وابن الحريري في مقاماته فهؤلاء لم يقصروا. قلت له: يا مولانا قد
عجبت إذ لم تصنف مقامات تدحض بها مقامات الحريري فقال لي يا بني اعلم أن ((الرجوع
إلى الحق خير من التمادي على الباطل)) عملت مقامات مرتين فلم ترضني فغسلتها وما
أعلم أن الله خلقني إلا لأظهر فضل ابن الحريري. ثم سطح في الكلام وقال:
ليس في الوجود إلا خالقان: فأحد في السماء وأحد
في الأرض فالذي في السماء هو الله والذي في الأرض أنا.
ثم التفت إلي وقال هذا كلام لا يحتمله العامة
لكونهم لا يفهمونه أنا لا أقدر على خلق شيء إلا خلق الكلام فأنا أخلقه. ثم ذكر
اشتقاق هذه اللفظة فقلت له أيا مولانا أنا رجل محدث وإن لم تكن في المحدث جراءة
مات بغصته وأحب أن أسأل مولانا عن شيء إن أذن فتبسم وقال ما أراك تسأل إلا عن
معضلة هات ما عندك. قلت لم سميت بالشميم؟
فشتمني ثم ضحك وقال اعلم أنني بقيت مدة من عمري ((ذكرها هو ونسيتها أنا))
لا آكل في تلك المدة إلا الطيب فحسب قصدا لتنشيف الرطوبة وحدة الحفظ وكنت أبقى
أياما لا يجيئني الغائط فإذا جاء كان شبه البندقة من الطين وكنت آخذه وأقول لمن
أنبسط إليه شمه فإنه لا رائحة له فكثر ذلك حتى لقبت به أرضيت يا ابن الفاعلة؟
هذا آخر ما جرى بيني وبينه ثم أنشدت له من
حماسته: [الكامل]
(لا تسرحن الطرف في بقر المها ... فمصارع الآجال
في الآجال)
(كم نظرة أردت وما أخذت يد الـ...ـمصمي لمن قتلت
أداة قتال)
(سنحت وما سمحت بتسليم وإقـ...لال ... التحية
فعلة المغتال)
(أضللت قلبي عندهن ورحت أنـ...ـشده ... بذات
الضال ضل ضلالي)
(ألوي بألوية العقيق على الطلو...ل مسائلا من لا
يجيب سؤالي)
(تربت يدي في مقصدي من لايدي ... قودي وأولى لي
بها أولى لي)
(يا
قاتل الله الدمى كم من دم ... أجرين حلا كان غير حلال)
(أشلين ذل اليتم في الأشبال ... وفتكن بالآساد
في الأغيال)
(ونفرن حين نكرن إقبالي ولو ... أني نفرت لكان
من إقبالي)
(لكن أبى رعيي ذمام الحب أن ... أولي الوفاء
قطيعة من قالي)
وأنشدني تقي الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن
أبي محمد المعروف بابن الحجاج وأبو محمد هو الحجاج من شرقي واسط قال أنشدني أبو
الحسن علي بن عنتر بن ثابت الحلوي المعروف بشميم وقد قلت لا أراك تذم أحدا من أهل
العصر فقال لي ليس لأحد منهم عندي قيمة فأنه لا يصلح للذم إلا من يصلح للمدح أما
سمعت قولي في الحماسة: [الطويل]
(أصخ إنما مدح الفتى وهجاؤه ... لدى الطبن
النقريس ذا توءم لذا)
(فحيث انتوى ملقي المديح عصا الثوى ... تراح بها
من أينها قلص الهجا)
(ومن ليس أهلا للمديح ولا الهجا ... فمعناه في
عين الرضا ظلمة العمى)
(ويزري
بضرغام الغريف زئيره ... على ذبخ عنو هر أو أغضف عوى)
وأنشدني أيضا له: [الكامل]
(قالوا نراك بكل فن عالما ... فعلام حظك من دناك
خسيس)
(فأجبتهم لا تعجبوا وتفهموا ... كم ذاد نهزة ليث
خيسٍ خيسُ)
حدثني ابن الحجاج تقي الدين قال اجتمع جماعة من
التجار الواسطيين بالموصل على زيارة شميم وتوافقوا على ألا يتكلموا بين يديه خوفا
من زلل يكون منهم فلما حصلوا بين يديه قال أحدهم أدام الله أيامك فالتفت إلي وقال ((إيش))
هؤلاء فإني أرى عمائم كبارا ظننتها على آدميين. فسكتوا فلما قاموا قال له آخر منهم
يا سيدي ادع لنا بشمل الجميع فغضب وقال ((إيش)) هؤلاء وكيف خلقهم الله ثم حلف
بخالقه وقال لو قدرت على خلقة مثل هؤلاء أنفت من خلق مثلهم. قال المؤلف:
حدثني محمد بن حامد بن محمد بن جبريل بن محمد بن
منعة بن مالك الموصلي الفقيه فخر الدين بمرو في سنة خمس عشرة وستمائة في ربيع
الأول منها قال لما ورد شميم الحلي إلى الموصل بلغني فضله فقصدته لأقتبس من علومه فدخلت عليه فجرى أمري على ما هو معروف به من قلة
الاحتفال بكل أحد وجرت خطوب ومذكرات إلى أن قال ومن العجائب استحسان الناس قول
عمرو بن كلثوم: [الوافر]
(مشعشعة كأن الحص فيها ... إذا ما الماء خالطها خرينا)
((كذا قال تهكما)) ألا قال كما قلت: [الطويل]
(وسالت نطاف الراح في الراح فاغتدى السْـ...ـسَماح
إلى راحاتنا فسخينا)
ثم أخرج رقعة من تحت مصلاة وقال لي ما معنى قولي:
((قلب شطر أعاديك حظ من كفر أياديك)) فقلت أكتبها وأفسرها فقال اكتب فكتبتها وقلت
نعم شطر ((أعاديك)) ((ديك)) ((وقلبه)) ((كيد)) أردت أن الكيد حظ من كفر أياديك
فقال أحسنت وكان ذلك سبب إقباله علي بعد ما تقدم من إهماله إياي. وأنشدني أبو حامد
المذكور قال أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن بن عنتر الحلي لنفسه: [الوافر]
(أقيلي عثرة الشاكي أقيلي ... فسولي في سماع نبا
رسولي)
(وإن لم تأذني بفكاك أسري ... فدليني على صبر جميل)
حدثني الآمدي الفقيه قال: بلغني أنه لما قدم
الحلي إلى الموصل انثال إليه الناس يزورونه وأراد نقيب الموصل ( ( وهو ذو الجلالة
المشهورة بحيث لا يخفى أمره على أحد ) ) زيارته فقيل له إنه لا يعبأ بأحد ولا يقوم
من مجلسه لزائر أبدا فجاءه رجل وعرفه ما يجب من احترام النقيب لحسبه ونسبه وعلو منزلته
من الملوك فلم يرد جوابا وجاءه النقيب ودخل وجرى على عادته من ترك الاحتفال له ولم يقم عن مجلسه فجلس النقيب ساعة ثم انصرف
مغضبا فعاتبه ذلك الرجل الذي كان أشار عليه بإكرامه فلم يرد عليه جوابا فلما كان
من الغد جاءه وفي يد الحلي كسرة خبز يابسة وهو يعض من جنبها ويأكل فلما دخل الرجل
عليه قال له بسم الله فقال له وأي شيء هاهنا حتى آكل فقال له يا رقيع من يقنع من
الدنيا بهذه الكسرة اليابسة لأي معنى يذل للناس مع غناه عنهم واحتياجهم إليه.
حدثني الفقيه قال: بلغني أن الحلي قدم إلى أسعرت
فتسامع به أهلها فقصدوه من كل فج وكان فيهم رجل شاعر فأنشده الرجل شعرا استجاده
الحلي فقال لقائله إني أرفع هذا الشعر عن طبقتك فإن كنت في دعواك صادقا فقل في
معناه الآن شيئا آخر ففكر ساعة فقال: [الطويل]
(وما كل وقت فيه يسمح خاطري ... بنظم قريض يقتضي
لفظه معنى)
(ولم يبح الشرع المبين تيمما ... بترب وبحر
الأرض في ساحة معنا)
فقال له الحلي: ويحك اسجد ويلك اسجد فإن هذا
موضع من مواضع سجدات الشعر وأنا أعرف الناس بها.
ومما سمعته من فلق فيه وهو من إنشاء خطبة له وهي:
الحمد
لله قالق قمم حب الحصيد بحسام سح السحب صابغ خد الأرض بقاني رشيق يانع العشب نافخ
روح الحياة في صور تصاويرها بسائح القراح العذب يحيي ميت الأرض بإماتة كالح الجدب
لابتسام ثغر نسيم أنفاح الخضب محيل جسم طبيعة الماء المبارك في أشكال الحب والعنب
والزيتون والقضب جاعله للأنام والأنعام ذات الحمل والحلب محلي جيد الأفلاك بقلائد
دراري النجوم الشهب ومجلي جند الأملاك عن مباشرة التصرف والكسب للقيام بالواجب
وأصل التسبيح والتقديس للرب قابل التوبة من المذنب المنيب وغافر الذنب الواحد
المنفرد بوحدانيته عن ملاءمة قسمة أعداد الحساب والضرب المستغني بصمديته عن مسيس
الحاجة إلى دواعي الأكل والشرب الشاهد على خلقه بما يفيضون فيه لا لاتصاف بعد ولا
قرب المهيمن على سر اجتراح كل جارحة وخاطر خاطر وتقلب قلب أحمده على ما منح من
موضح بيان بما ألب في سويداء لب وأشكره على ما جلا من مظلم ظلم جهل وكشف من كثيف
ركام كرب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة سالمة من شوائب النفاق
والخب مؤمنة قائلها يوم الفزع الأكبر من إيحاش الرهب والرعب وأشهد أن محمدا
عبده المحبو بعقد حبا خاتم الأنبياء من جميع أصحاب الصحف والكتب وصفية المنتخب
لنصر الدين وإقامة دعوة الإسلام بالبيض القضب والجرد القب والأسد الغلب صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه ما سنحت الغزالة بأفق شرق وحجبت بغارب غرب صلاة يفني تكرار
عديدها صم الحصا الصلب ويبيد أربد الترب. عباد الله من اختلف عليه الآباد باد ومن
تمكنت يد المنون من عنقه انقاد ومن تزود التقوى استفاد خير الزاد ومن بدأ ببره
وعاد للمعاد فاز بالإحماد {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء
تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد}. اللهم
نول آمالنا مناها وكفل أعمالنا تقاها وخول أطماعنا رضاها ولا تشرب قلوبنا هوى
دنياها فإن المعاطب في حبها وشين المعايب مزر بها فلا تجعل اللهم مهامنا فيها
المنى وآمنا بأمننا من كيد أمنا الدنا برحمتك يا أرحم الراحمين أستغفر الله العظيم
لي ولكم ولسائر المسلمين ولوالدي ولمن علمني.
أسماء تصانيف الشيخ علي بن الحسن الشميم الحلي:
كتاب النكت المعجمات في شرح المقامات، وكتاب أري
المشتار في القريض المختار، وكتاب الحماسة من نظمه مجلد، وكتاب مناح المنى في إيضاح الكنى أربع كراريس، وكتاب درة التأميل في
عيون المجالس والفضول مجلدان، وكتاب نتائج الإخلاص في الخطب مجلد، وكتاب أنس
الجليس في التجنيس مجلد، وكتاب أنواع الرقاع في الأسجاع، وكتاب التعازي في المرازي
مجلد، وكتاب خطب نسق حروف المعجم كراسان، وكتاب الأماني في التهاني مجلد، وكتاب
المفاتيح في الوعظ كراسان، وكتاب معاياة العقل في معاناة النقل مجلد، وكتاب
الإشارات المعرية مجلد، وكتاب المرتجلات في المسجلات أربع كراريس، وكتاب المخترع
في شرح اللمع مجلد، وكتاب المحتسب في شرح الخطب مجلد، وكتاب المهتصر في شرح
المختصر مجلد، وكتاب التحميض في التغميض كراسان، وكتاب خلق الآدمي كراسان، وكتاب
رسائل لزوم ما لا يلزم كراسان، وكتاب اللزوم مجلدان، وكتاب لهنة الضيف المصحر في
الليل المسحر كراسان، وكتاب متنزه القلوب في التصحيف كراس، وكتاب المنائح في
المدائح مجلدان، وكتاب نزهة الراح في صفات الأفراح كراسان، كتاب الخطب المستضيئة،
كتاب حرز النافث من عيث العائث، كتاب الخطب الناصرية، كتاب الركوبات مجلدان، كتاب
شعر الصبي مجلد، كتاب إلقام الإلحام في تفسير الأحلام، كتاب سمط الملك المفضل في
مدح المليك الأفضل، كتاب مناقب الحكم في مثالب الأمم مجلدان، كتاب اللماسة في شرح
الحماسة، كتاب الفصول الموكبية يشتمل على أربعين فصلا وكتاب مجتنى ريحانة الهم في
استئناف المدح والذم كتاب المناجاة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|