أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
2111
التاريخ: 29-06-2015
3395
التاريخ: 27-1-2016
4857
التاريخ: 29-09-2015
2869
|
هو أبو عبد الرحمن بكر بن حمّاد بن سهر (أو سهل) بن اسماعيل الزّناتيّ التاهرتيّ، ولد في تاهرت (الجزائر اليوم) ، نحو سنة ٢٠٠(815-816 م) و نشأ فيها.
في سنة ٢١٧ انتقل بكر بن حمّاد إلى القيروان و قرأ فيها على عون بن يوسف الخزاعي (ت ٢٣٩) و سمع من سحنون (ت 240) ، ثمّ سار وشيكا إلى المشرق و قصد بغداد فأخذ عن نفر من علمائها و لقي نفرا من أدبائها. و يبدو أنّه تكسّب في بغداد بالشعر.
و في سنة 274(٨٨٧ م) نجد بكر بن حمّاد ثانية في القيروان يتصدّر لتدريس العلم و الأدب. و يبدو أنّ اهتمامه الأوّل كان التكسّب بالشعر: مدح الأمير إبراهيم بن أحمد الأغلبيّ (261-٢٩٨ ه) ، و كان طاغية سفّاكا للدماء، و مدح أحمد بن سفيان بن سوادة. و كان بكر بن حمّاد يتردّد في أثناء ذلك على بلده تاهرت، و قد اشترك في الفتنة التي نشبت سنة ٢٨٢(895 م) على أبي يوسف بن محمّد سادس الأئمة الرستميّين في دويلة بني رستم في تاهرت.
و وشى بعضهم ببكر بن حمّاد إلى الأمير إبراهيم بن أحمد، فغادر بكر القيروان راجعا إلى تاهرت-و كان معه ابنه عبد الرحمن-سنة 295(٩٠٧ م) . و في أثناء الطريق خرج عليه اللصوص، قرب قلعة ابن حمّة (شمال تاهرت) ، فقتل ابنه عبد الرحمن و جرح هو جراحا أودت به بعيد ذلك في شوّال من سنة 296(صيف ٩٠٩ م) ، و دفن في داره في آرشقول بجوفيّ (جنوبي) مدينة تيهرت.
يبدو أن بكر بن حمّاد كان رجلا متقلّب الهوى مثل معظم الذين يتكسّبون بالشعر: هجا عمران بن حطّان الخارجيّ (ت 84 ه) لأنّ عمران كان قد أثنى على عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل الإمام عليّا[عليه السلام]، و هجا المعتصم العبّاسيّ و قال فيه «فليس له دين و ليس له لبّ» (عقل) . ثمّ عاد فمدح المعتصم و حرّضه على دعبل الخزاعيّ الشيعيّ. و ثار على الإمام الإباضي أبي حاتم يوسف بن محمّد الرستميّ ثمّ عاد فاعتذر إليه.
و كان من المشتغلين بالحديث؛ و لكنّ شهرته إنّما هي في الشعر. و هو شاعر مجيد متفنّن في أبواب الشعر متين السبك حسن الديباجة سهل التراكيب فصيح الألفاظ يجيد في القصائد الطوال و في المقطّعات. و فنون شعره المديح و العتاب و الهجاء و الرثاء و الوصف و الغزل و الزهد.
مختارات من شعره:
قال بكر بن حمّاد يعتذر إلى أبي حاتم يوسف بن محمّد الرستمي عن اشتراكه في الفتنة التي ثارت على أبي حاتم:
و مؤنسة لي بالعراق تركتها... و غصن شبابي في الغصون نضيرُ
فقالت، كما قال النواسيّ قبلها... عزيز علينا أن نراك تسير (1)
فقلت: جفاني يوسف بن محمّد... فطال عليّ الليل و هو قصير (2)
أبا حاتم، ما كان ما كان بغضة... و لكن أتت بعد الأمور أمور (3)
و أكرهني قوم خشيت عقابهم... فداريتهم، و الدائرات تدور (4)
و أكرم عفو يؤثر الناس أمره ... إذا ما عفا الإنسان وهو قدير
- و قال في الغزل و النسيب:
خلقن الغواني للرجال بليّة... فهنّ موالينا و نحن عبيدها
إذا ما أردنا الورد في غير حينه أتتنا به في كلّ حين خدودها
- و قال يصف البرد في مدينة تاهرت:
ما أخشن البرد و ريعانه... و أطرف الشمس بتاهرتِ
تبدو من الغيم إذا ما بدت... كأنّها تنشر من تخت (5)
فنحن في بحر بلا لجّة... تجري بنا الريح على السمت (6)
نفرح بالشمس إذا ما بدت... كفرحة الذمّي بالسبت (7)
- و قال يمدح أحمد بن سفيان: (الحلّة السيراء ١:١٨٣) :
و قائلة: زار الملوك فلم يفد... فيا ليته زار ابن سفيان أحمدا (8)
فتى يسخط المال الذي هو ربّه... و يرضي العوالي و الحسام المهنّدا (9)
- و قال يرثي ابنه عبد الرحمن:
و هوّن وجدي أنني بك لاحقٌ... و أن بقائي في الحياة قليلُ
و أن ليس يبقى للحبيب حبيبه... و ليس بباق للخليل خليل
و لو أن طول الحزن ممّا يردّه... للازمني حزن عليك طويل (10)
_______________________
١) النواسي: أبو نواس الشاعر. الشطر المضمّن من قصيدة لأبي نواس يمدح بها الخصيب عامل مصر في أيام هارون الرشيد.
٢) جفاني: مال عنّي، تركني، أهملني. طال عليّ الليل: أهمّني، أحزنني.
٣) ما الأولى حرف نفي، و الثانية اسم موصول-لم يكن الذي كان (حدث) . بغضة: كرها بك. أتت بعد الأمور أمور: تقلّبت الأحوال كثيرا.
4) الدائرات تدور: الأحوال تتبدّل (و تأتي بالمصائب) .
5) التخت: صوان (صندوق) الثياب. -كأنّ الغيم ثياب جديدة (تستخرج من صندوقها لأوّل مرّة) : تنشر في السماء.
6) حينما يغطّي الضباب تاهرت و يعمّها نصبح كأنّنا في بحر هادئ (بلا أمواج) أو لا يغرق أحد فيه (بلا لجّة: معظم الماء) . تجري بنا الريح (كأنّما تجري بنا الريح) على السمت: في خطّ مستقيم (نسير دائما في اتجاه واحد لا نستطيع أن نتّجه يمينا أو يسارا لأننا لا نرى حولنا شيئا نقصده أو نهتدي به) .
7) الذمّي: غير المسلم إذا كان يعيش في الدولة الإسلامية (هنا: اليهوديّ) .
8) لم يفد: لم يستفد، لم يحصل على فائدة.
9) ربّه - ربّ المال: صاحبه، مالكه. العوالي: الرماح (العالية نصل حديد في أعلى القناة أو القصبة، في أعلى الرمح) . الحسام المهنّد: السيف المصنوع في الهند (السيف الجيّد، الذي ينتصر المحارب به) .
10) ممّا يردّه-يردّ الميت (بسكون الياء: الذي مات)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|