المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

خزيمة بن ثابت الانصاري (ت / 37 هـ) ‏
24-12-2015
المخول بتقسيم الخمس
2024-07-08
NMR active nuclei of the group 15 elements
15-2-2018
التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية
19-10-2016
استخدام الرادار في قياس وتقدير كمية التساقط
22-12-2015
معنى كلمة سليمان‌
19-11-2015


بين الأهداف المثالية والتعامل مع الواقع  
  
1913   02:11 صباحاً   التاريخ: 25-12-2021
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تستخدم طاقاتك؟
الجزء والصفحة : ص137 ـ 144
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-17 998
التاريخ: 20-3-2022 1543
التاريخ: 2024-09-09 269
التاريخ: 21-4-2022 1463

الحياة قائمة على الحقائق لا التمنيات، ومن يرغب في تغيير الحياة لمصلحته من دون التعامل مع تلك الحقائق، فسوف يحصد خيبة أمل لا مثيل لها.

وما من إنجاز في هذه الحياة، سواء في التاريخ القديم أو في التاريخ الحديث، إلا وكان قائماً على أمرين:

الأول: إمتلاك أصحابه أهدافاً كبرى، وتطلعات سامية.

الثاني: الاعتراف بالواقع والانطلاق منه.

وما أحوجنا ونحن نعيش في عصر انفلاق الذرة والانترنت، أن نكون واقعيين في تصرفاتنا وأعمالنا وجميع مناحي حياتنا.

إن الاعتراف بالواقع الموجود والانطلاق منه، والتعامل مع الحقائق التي أقام الله السماوات والأرض عليها من صفات العظماء.

فلأنهم يتعاملون مع الأمور بجدية فإنهم يضعون الأشياء مواضعها، بعيداً عن الأحلام الوردية والأماني الفارغة.

غير أن ذلك لا يعني أنهم لا يملكون أهدافاً سامية أو أنهم ليست لهم أحلام كبرى.

إن العظماء ينظرون بعيونهم بعيداً، ويحاولون بأيديهم الوصول إلى ما يرونه، ذلك أن ما يرى أبعد بكثير من ما تصل إليه اليدان.

فالعين بالنسبة إليهم تمثل التطلعات الكبرى، أما اليدان فتمثلان الأمور الواقعية، بينما بعض الناس حينما يرى ثماراً يانعة على شجرة باسقة فهو يجلس تحتها متمنياً أن تسقط الثمار في حضنه ليتنعم بها.

لكن العظماء حينما يرون الثمار على الشجرة، لا يجلسون تحتها لتسقط الثمار في أحضانهم، وإنما يقومون بتسلقها حتى يصلوا إلى ثمارها ويتنعمون بها.

وإذا كان النوع الأول من الناس يطول انتظاره وقد لا يحصل على مبتغاه، إلا أن النوع الثاني سرعان ما يصل إلى ما يبتغيه ويتنعم به.

حقاً إن الله زود الإنسان بالخيال لكي يتطلع إلى أبعد ما في الكون بخياله، كما زوده بالعقل لكي يسعى لتحقيق ما يمكن تحقيقه من تلك التطلعات.

والحكماء يضعون تطلعاتهم وأمانيهم في أماكنها، كما يضعون واقعيات الحياة في أماكنها أيضاً، لأنهم 

يعرفون أن هنالك حقائق على الأرض لابد من أخذها بعين الاعتبار لتحقيق أمانيهم.

تصور أنك تريد الخير لأولادك فتضع لهم أهدافاً كبيرة، وتتخيل لهم مواقع معينة في المستقبل، لكنك للوصول إلى تحقيق ما تريد لهم لابد أن تضع منهاجاً عملياً يأخذ الحقائق بعين الاعتبار، وإلا فإنك سوف تصطدم بعقبات لا يمكن أن تنفذ منها.

وعلى كل حال فإن الحقائق هي الحقائق، والوقائع هو الوقائع، ومن أراد أن يصل إلى أهدافه فلابد أن يعترف عملياً بجميع الحقائق، وأن يستفيد من إمكاناته الموجودة لتحقيق الواقع الذي يصبو إليه.

إن الصور الخيالية التي يرسمها البعض في فكره، لن تجد طريقاً إلى أرض الواقع، إلا بالخضوع لحقائق الكون وسنن الباري (عز وجل)، ومن ثم تجميع الطاقات الكامنة في الحياة لتحقيق ما يريد.

ومن الأمور التي لابد من أخذها بعين الاعتبار هو أن نأخذ الناس كما هم، وليس كما نرغب في أن يكونوا.

فمثلاً كثير من الناس يرغبون في أن يكون أصدقاؤهم كالملائكة، لا يخطئون ولا يؤذون ولا يخونون، لكن الله (عز وجل) لن ينزل الملائكة إلى الأرض لكي يصادقهم هؤلاء.

إن الله خلقنا متساوين، وكما في الحديث فإن (الناس سواسية كأسنان المشط) وليس بينهم أحد من الملائكة، فلماذا يطلب أحدنا أن يكون أصدقاؤه بلا أخطاء ولا خطايا؟

إن علينا أن نتعامل مع الآخرين كما نتعامل مع أنفسنا، ونرضى لهم بما نرضى لأنفسنا، فكما نخطأ نحن فإنهم يخطئون.

وكما نصيب فإنهم يصيبون، وعندما نصادق معهم فلابد أن نصادق بعينين مفتوحتين، لا أن نثق بهم كل الثقة وكأنهم ملائكة، ولا أن نسيء الظن بهم وكأنهم شياطين، فالبشر هم خليط من الخير والشر، كما أن الحياة خليط من النور والظلمة.

ومن هنا لابد أن نكون واقعيين في التعامل مع الناس، وكذلك الأمر في كل عمل نريد الإقدام عليه، سواء في المجالات التجارية، أو الاجتماعية، أو السياسية.

إن الصور الخيالية لا وجود لها: لا في عالم الأشخاص، ولا في عالم الأعمال، ولا في عالم الأفكار. فمن يريد بشراً بلا أخطاء، وعملاً بلا سلبيات، فمن الأفضل أن لا يقوم بأي عمل.

يقول الإمام علي (عليه السلام) في عهده إلى مالك الأشتر(رض): (وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم، والطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العهد والخطأ).

أي أن الذي يريد رعايا بلا زلل، فكأنه يتمنى وجود الشمس في الليل، أو القمر في رابعة النهار، لأن الرعية يصدر منهم الزلل على كل حال.

ثم إن من يريد تحقيق مآربه فلابد أن يهيئ أسباب ذلك، لأن الدنيا التي نعيشها هي دنيا الأسباب والمسببات، لا دنيا الأحلام والأمنيات.

فإن أردت النجاح فكن واقعياً في عملك، ومثالياً في طموحاتك.

فلا تبحث عن عمل بلا نقص، ولا عن أصدقاء بلا عيوب، ولا عن انجاز بلا عقبات، ولا عن نجاح بلا مشاكل.

لقد أراد الناس في العهود القديمة أن يكون الأنبياء كالملائكة، فلا يأكلون الطعام، ولا يمشون في الأسواق، {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان: 7].

وبعضهم لم يؤمن بالأنبياء لأنهم تزوجوا وأنجبوا، وأكلوا وشربوا وماتوا.

إلا أن الواقع كان غير ذلك، لأن ما عدى الله مخلوق عاجز، يحتاج إلى أن يمده الله (عز وجل) بأسباب البقاء، والتي منها الطعام والشراب، والمسكن والملبس.

إن علينا أن نأخذ الأمور بإيجابية، ولكن ليس بمعنى أن لا نرى السلبيات، بل بمعنى أن نأخذ حقائق الأمور بعين الاعتبار، وأن ننجز أعمالنا في خضم المشاكل بروح إيجابية، ونظرة واقعية، وتطلعات بعيدة المدى. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.