أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-27
1025
التاريخ: 1-12-2016
2337
التاريخ: 25-7-2016
2176
التاريخ: 31-5-2022
1636
|
من يريد أن يبدو عملاقا بلا استحقاق، يتجنب عادة التعامل مع الأقوياء، لأنه يهاب منزلتهم وسطوتهم، كما لا يرغب في أن يبدو صغيراً إلى جانبهم، من هنا فهو يختار فئة من الضعفاء لتسيير أعماله، ويعتمد عليهم في السراء والضراء، وكثيراً ما يغمط حقهم من دون أن يعترضوا عليه، ويرتاح في الوقوف معهم لأنه يبدو كبيراً بالقياس إليهم.
غير أن هذا خطأ كبير، لأن الرجل العظيم هو من يكون عظيماً بين العظماء، وإلا فإن كل طفل يبدو عملاقاً بين الأقزام.
ولعل صاحب القصة التالية خير مثال لمن يتعامل مع الأقوياء، فهذا الرجل ويدعى (أوغليفي) درس في جامعة (أكسفورد) لكنه لم يكمل دراسته مما اضطر للعمل طاهياً في أحد مطاعم باريس، ثم اشتغل بائعاً للمواقد في لندن وبعد ذلك مزارعاً للتبغ في (بنسلفانيا).
ثم قام بتأسيس خامس أكبر وكالات الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية، والسادسة في العالم وهي شركة (أوغليفي وماثر).
كان ذلك في مدينة نيويورك عام1949 م، وكان سبب نجاحه أنه اتخذ قراراً هاماً في حياته، وهو آنذاك لم يكن قد تجاوز السابعة والثلاثين من عمره، حيث صمم على أن يعتمد في مشروعه على الأقوياء وذوي الطموح العالي.
وكان من قواعد تعامله التي لا تقبل الجدل أنه يطلب استخدام ذوي الشخصيات الرفيعة في مؤسسته، ولا يقبل المهزوزين من ذوي الأفق المحدود.
وذات يوم اجتمع هذا الرجل بمجلس إدارة مؤسسته، ووضع أمام كل مدير من مدرائه دمية، وقال لهم، هذه أنتم، وليفتح كل واحد منكم دميته.
وحينما فتحوها وجدوا داخل كل منها دمية أصغر، ثم فتحوا الثانية فوجدوا داخل كل دمية، دمية أصغر منها، وكرروا الأمر للدفعة الثالثة، وما وجدوا إلا دمية أصغر من سابقتها.
وعندما وصلوا أخيراً إلى النهاية وجدوا في أصغر الدمى ورقة كتبت عليها العبارة التالية: (إذ استخدمتم دائماً أناساً أصغر منكم فستبقى لدينا شركة أقزام، أما إذ استخدمتم دائماً أشخاصاً أكبر منكم فستصبح لدينا شركة عملاقة).
وبالفعل فقد أصبحت شركته عملاقة بين كل الشركات العاملة في مجالها.
ولنا أن نقول بأن طريقة التعامل مع الضعيف من أجل بسط الهيمنة عليه إنما هي طريقة الطغاة، فهم يكبرون على حساب شعوبهم، ويحاولون تحقيق عظمتهم عن طريق تحقير الآخرين وإذلالهم.
غير إن هذا الأسلوب الخاطئ لا يؤسس إلا دولة قزمة، في حين أن من يطلب التقدم والرقي لنفسه، أو لأمته لا يبحث عن الضعفاء ليكبر على حسابهم، ولا الأقزام ليبدو عملاقاً إلى جنبهم، وإنما يبحث عن الكبار، ليحقق بهم آمالاً كبيرة، ويصنع إنجازات كبيرة في الحياة.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|