المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

نبيّ اللّه إسماعيل بن إبراهيم عليهما السّلام
17-1-2023
كيـف نضمـن تطبيـق الخطـة الإستراتيجيـة
27-4-2019
التكهرب باللمس
23-8-2017
السيد مهدي ويقال مهدي ابن السيد مرتضى
12-2-2018
طـرق مـكافحة الإرهـاب الإلكـترونـي
21-8-2022
خلافة عثمان
28-4-2022


دور الألم في تغيير القناعات والمعتقدات  
  
2217   12:29 مساءاً   التاريخ: 1-12-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الانطلاق
الجزء والصفحة : ص42-44
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-1-2021 2303
التاريخ: 6/11/2022 1447
التاريخ: 25-4-2022 1779
التاريخ: 15-9-2021 1905

هذه قصة عن نجاح لا يصدق لرجل اسمه دوين شابمان في تتبع المجرمين والقبض عليهم، وهم من المجرمين الذين افلتوا من العدالة منذ سنوات. وقد عرف هذا الشخص باسم (دوج) (أي الكلب)، واصبح يعرف بانه اهم صائد طرائد في الولايات المتحدة. وقد سحر هذا الامر انتوني روبنز واراد ان يقابله، فاكتشف ما الذي جعله يتمتع بهذه القدرة. هذا الرجل يتمتع بشخصية روحانية عميقة، وهدفه ليس فقط القبض على المجرم، بل مساعدته كذلك على اجراء تغييرات في حياته. ولكن من اين اتت له هذه الرغبة؟ لقد جاءت من المه الشخصي، فقد اقدم دوج في سنوات شبابه الاولى على اجراء تقييمات سيئة فيما يتعلق باختيار اصدقائه. وبفضل حرصه على الانتماء الى مجموعة فقد انضم لعصابة من راكبي الدراجات النارية. وفي احد الايام اصطدمت العصابة بمجموعة اخرى اصاب خلالها احد افراد العصابة شخصا بجرح قاتل.

وعلى الرغم من ان (دوج) لم يرتكب جريمة القتل فانه لم يكن من الممكن رسم خط فاصل بين ان يكون شريكا في الجريمة وان يكون هو الذي اطلق النار وانتهى به الامر الى السجن مع الاشغال الشاقة حيث كان عليه ان يعمل وهو مقيد مع عدد من السجناء في سجن بولاية تكساس الامريكية. وقد سبب له هذا الوضع الكثير من الألم بحيث انه اعاد تقييم فلسفته في الحياة واخذ يدرك بان قناعاته وقيمه وقواعده الاصلية هي التي خلقت له هذا الالم. واخذ يسأل نفسه اسئلة جديدة ويركز على تجارب سجنه (كمرجعات) باعتبارها ناتج خيارات اقدم عليها بسبب فلسفته السابقة في الحياة وقد وصل به ذلك الامر الى الاقتناع بان عليه ان يغير حياته نهائيا في السنوات التي تلت اطلاق سراحه عمل دوج في اعمال عديدة واستقر في النهاية على تأسيس مكتب تحريات خاصة.

ولكن حين مثل امام احد القضاء بسبب متأخرات دفعات نفقة لطفله (وهي الدفعات التي لم يتمكن من تأديتها حين كان في السجن وفي الفترة التي كان فيها يمر بأوضاع مالية غير مستقرة بعد اطلاق سراحه مباشرة) عرض عليه القاضي فرصة ان يحصل من خلالها على دخل بدلا من دفعات كان القاضي يعرف انه لن يكون قادرا على تقديمها. ولذا اقترح على دوج ان يتتبع شخصا كان قد قام بعدة جرائم اغتصاب لعدة نساء في منطقة مدينة دينفر الامريكية.

وقد اقترح عليه القاضي ان يستخدم التجربة المتميزة التي خضع لها في السجن لكي تساعده في تصور ما يمكن لهذا الهجوم ان يفعله واين يمكن له ان يكون مختبئاً وكانت النتيجة انه على الرغم من ان المسئولين عن تنفيذ القانون قد حاولوا دون جدوى العثور على هذا المجرم منذ مدة تزيد عن العام، فقد تمكن دوج من العثور عليه في غضون ثلاثة ايام اقل ما يقال انه كان لذلك تأثير ايجابي على القاضي.

وكان هذا بداية مهنة لامعة، وبعد القبض على ثلاثة الاف مطلوب حقق دوج افضل رقم في القبض على المجرمين في الولايات المتحدة الامريكية. وقد حقق ما معدله 360 عملية قبض على مجرم في العام، بمعدل حوالي حادثة اعتقال واحدة في اليوم. فما هو السر في نجاحه؟ من المؤكد ان من العوامل الحاسمة في ذلك هي التقييمات التي يجريها.

اذ يقوم (دوج) بإجراء مقابلات مع اقارب الشخص الملاحق او الاشخاص الذين يحبونه،

وبأساليب مختلفة يستخلص المعلومات التي يحتاجها. وهو يكتشف بعض القناعات والقيم والقواعد التي اعتاد ذلك (الرجل) (او المرأة) الذي يلاحقه على ممارستها ويصبح بذلك على علم بمرجعيات حياة هذا الشخص مما يمكنه من التفكير بنفس الطريقة التي يفعلها المجرم، وبذلك يمكنه ان يتوقع تحركاته بدقة تفوق البشرية لأنه يفهم نظامه الاساسي. وبذلك فان النتائج التي يحققها تتحدث عن نفسها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.