أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-06-2015
2668
التاريخ: 10-04-2015
1793
التاريخ: 28-12-2015
4411
التاريخ: 9-04-2015
2256
|
أبو نزار النحوي. وكان أبوه صافي مولى الحسين الأرموي التاجر، وكان لا يذكر اسم أبيه إلا بكنيته لئلا يعرف أنه مولى وهو المعروف بملك النحاة. قال أبو القاسم علي بن عساكر الحافظ: ذكر لي أنه ولد ببغداد سنة تسع وثمانين وأربعمائة في الجانب الغربي بشارع دار الرقيق ثم انتقل إلى الجانب الشرقي إلى جوار حرم الخلافة وهناك قرأ العلم وتخرج. وسمع الحديث من الشريف أبي طالب الزينبي وقرأ الفقه على أحمد وأصول الفقه على أبي الفتح بن برهان والخلاف على أسعد الميهني والنحو على أبي الحسن علي بن أبي زيد الأستراباذي الفصيحي وفتح له الجامع ودرس ثم سافر إلى بلاد خراسان وكرمان وغزنة ودخل إلى الشام وقدم دمشق ثم خرج منها وعاد إليها واستوطنها إلى أن مات بها في تاسع شوال سنة ثمان وستين وخمسمائة ودفن بمقبرة الباب الصغير وكان قد ناهز الثمانين. وكان صحيح الاعتقاد كريم النفس ذكر لي أسماء مصنفاته كتاب الحادي في النحو مجلدتان كتاب العمد في النحو مجلدة وهو كتاب نفيس كتاب المقتصد في التصريف مجلدة ضخمة كتاب أسلوب الحق في تعليل القراءات العشر وشيء من الشواذ مجلدتان كتاب التذكرة السفرية انتهت إلى أربعمائة كراسة كتاب العروض مختصر محرر كتاب في الفقه على مذهب الشافعي سماه الحاكم مجلدتان كتاب مختصر في أصول الفقه كتاب مختصر في أصول الدين كتاب ديوان شعره كتاب المقامات حذا حذو الحريري. ومن شعره يمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم: [البسيط]
(يا قاصدا يثرب الفيحاء مرتجيا ... أن يستجير
بعليا خاتم الرسل)
(خذ عن أخيك مقالا إن صدعت به ... مُدحت في آخر
الأعصار والأول)
(قل يا من الفخر موقوف عليه فإن ... تذوكر الفخر
لم يصدف ولم يمل)
(صيت إذا طلبت غاياته خرقت ... سبعا طباقا فبذت
كل ذي أمل)
(علوت وازددت حتى عاد منتزحا ... جبريل عما له
قد كان لم يطل)
(وعدت والكبر قد نافى علاك فما ... عدوت شيمة
سبط الخلق مبتهل)
(أتتك
غر قوافي المدح خاضعة ... لديك فاقبل ثناء غير منتحل)
(ثناء من لم يجد وجناء تحمله ... إليك أو صد
بالإقتار عن جمل)
ومن شعره أيضا: [الطويل]
(حنانيك إن جاءتك يوما خصائصي ... وهالك أصناف
الكلام المسخر)
(فسل منصفا عن حالتي غير جائر ... يخبرك أن
الفضل للمتأخر)
وقال أحمد بن منير يهجو ملك النحاة وكان قد كتب
أبو نزار إلى بعض القضاة (العاصوي): [المتقارب]
(أيا ملك النحو والحاء من ... تهجيه من تحت قد أعجموها)
(أتانا قياسك هذا الذي ... يعجم أشياء قد أعربوها)
(ولما تصنعت في العاصوي ... غدا وجه جهلك فيه وجوها)
(وقالوا قفا الشيخ إن الملوك ... إذا دخلوا قرية
أفسدوها)
فبلغت
أبياته ملك النحاة فأجابه بأبيات منها: [المتقارب]
(أيا ابن منير حسبت الهجاء ... رتبة فخر فبالغت فيها)
(جمعت القوافي من ذا وذا ... وأفسدت أشياء قد أصلحوها)
وفي آخره:
(فقالوا قفا الشيخ إن الملوك ... إذا أخطأت سوقة
أدبوها)
قال البلطي: كان ملك النحاة قدم إلى الشام فهجاه
ثلاثة من الشعراء ابن منير والقيسواني والشريف الواسطي.
واستخف به ابن الصوفي ولم يوفه قدر مدحه فعاد
إلى الموصل ومدح جمال الدين وجماعة من رؤسائها وقضاتها
فلما نبت به الموصل قيل له لو رجعت إلى الشام
فقال لا أرجع إلى الشام إلا أن يموت ابن الصوفي وابن منير والقيسواني والشريف
الواسطي فقتل الشريف الواسطي ومات ابن منير والقيسواني في مدة سنة ومات الصوفي
بعدهم بأشهر.
قال
العماد: أقام ملك النحاة بالشام في رعاية نور الدين محمود بن زنكي وكان مطبوعا
متناسب الأحوال والأفعال يحكم على أهل التمييز بحكم ملك فيقيل ولا يستقال وكان
يقول هل سيبويه إلا من رعيتي ولو عاش ابن جني لم يسعه إلا حمل غاشيتي مر الشكيمة
حلو الشيمة يضم يده على المائة والمائتين ويمشي وهو منها صفر اليدين مولع باستعمال
الحلاوات السكرية وإهدائها إلى جيرانه وإخوانه مغرى بإحسانه إلى خلصانه وخلانه. وقال
العماد: أذكره وقد وصلت إليه خلعة مصرية وجائزة سنية فأخرج القميص الدبيقي إلى
السوق فبلغ دون عشرة دنانير فقال قولوا هذا قميص ملك كبير أهداه إلى ملك كبير
ليعرف الناس قدره فيحلبوا عليه البدر على البدار، وليجلوا قدره في الأقدار ثم قال
أنا أحق إذا جهلوا حقه وتنكبوا فيه سبل الواجب وطرقه.
ومن ظريف ما يحكى عن ملك النحاة أن نور الدين
محمودا خلع عليه خلعة سنية ونزل ليمضي إلى منزله فرأى حلقة عظيمة فمال إليها لينظر
ما هي فوجد رجلا قد علم تيسا له استخراج الخبايا وتعريفه ما يقول له من غير إشارة
فلما وقف عليه ملك النحاة قال الرجل لذلك التيس في حلقتي رجل عظيم القدر شائع
الذكر ملك في زي سوقة أعلم الناس وأكرم الناس وأجمل الناس فأرني إياه فشق ذلك
التيس الحلقة وخرج حتى وضع يده على ملك النحاة فلم يتمالك ملك النحاة أن خلع تلك
الخلعة ووهبها لصاحب التيس فبلغ ذلك نور الدين فعاتبه وقال استخففت بخلعتنا حتى
وهبتها من طرقي فقال يا مولانا عذري في ذلك واضح لأن في هذه المدينة زيادة على
مائة ألف تيس ما فيهم من عرف قدري إلا هذا التيس فجازيته على ذلك. فضحك منه نور
الدين وسكت.
وحكي عنه أنه كان يستخف بالعلماء فكان إذا ذكر
واحد منهم يقول: كلب من الكلاب.
فقال رجل يوما: فلست إذا ملك النحاة إنما أنت
ملك الكلاب فاستشاط غضبا وقال أخرجوا عني هذا الفضولي.
وقال السمعاني: دخل أبو نزار بلاد غزنة وكرمان
ولقي الأكابر وتلقي مورده بالإكرام ولم يدخل بلاد خراسان وانصرف إلى كرمان وخرج
منها إلى الشام. قال: وقرأت فيما كتبته بواسط ولا أدري عمن سمعته لأبي نزار
النحوي: [السريع]
(أراجع
لي عيشي الفارط ... أم هو عني نازح شاحط)
(ألا وهل تسعفني أوبة ... يسمو بها نجم المنى الهابط)
(أرفل في مرط ارتياح وهل ... يطرق سمعي هذه واسط)
(يا زمني عد لي فقد رعتني ... حتى عراني شيبي الواخط)
(كم أقطع البيداء في ليلة ... يقبض ظلي خوفها الباسط)
(أأرقب الراحة أم لا وهل ... يعدل يوما دهري القاسط)
(أيا ذوي ودي أما اشتقتم ... إلى إمام جأشه رابط)
(وهل عهودي عندكم غضة ... أم أنا في ظني إذا غالط)
(ليهنكم ما عشتم واسط ... إني لكم يا سادتي غابط)
وأنشد له: [مجزوء الكامل]
(الجيش والبرم الكثير ... منظوم ذلك والنثير)
(ودخان
عود الهند والشمع ... المكفر والعبير)
(ورشاش ماء الورد قد ... عرفت به تلك النحور)
(ومثالث العيدان يسعد ... جسها بمٌّ وزير)
(وتخافق النايات يخفق ... بينها الطبل القصير)
(والشرب بالقدح الصغير ... يحثه القدح الكبير)
(أحظى لدي من الأباعر ... والحداة بها تسير)
(للعبد أن يلتذ في ... دنياه والله الغفور)
ومن شعره أيضا: [الكامل]
(يا ابن الذين ترفعوا في مجدهم ... وعلت أخامصهم
فروع شمام)
(أنا عالم ملك بكسر اللام فيما ... أدعيه لا
بفتح اللام)
وأنشدني عفيف الدين أبو عبد الله محمد بن أبي
الفضل أحمد بن عبد الوهاب بن الزاكي بن أبي الفوارس السلمي الحراني المعروف بابن
الصيرفي الدمشقي قال أنشدني فتيان بن علي بن فتيان الأسدي النحوي في ملك النحاة
وكانت قد عضت يد ملك النحاة سنور فربطها بمنديل عظيم: [المتقارب]
(عتبت على قط ملك النحاة ... وقلت أتيت بغير الصواب)
(عضضت يدا خلقت للندى ... وبث العلوم وضرب الرقاب)
(فأعرض
عني وقال اتئد ... أليس القطاط أعادي الكلاب)
قال فبلغته الأبيات فغضب منها إلا أنه لم يدر من
قائلها. ثم بلغه أنني قلتها وبلغني ذلك فانقطعت عنه حياء مدة فكتبت إليه شعرا
أعتذر إليه فكتب إلي: [الخفيف]
(يا خليلي نلتما النعماء ... وتسنمتما العلا والعلاء)
(ألمِمَا بالشاغور والمسجد المعمور ... واستمطرا
به الأنواء)
(وامنحا صاحبي الذي كان فيه ... كل يوم تحية وثناء)
(ثم قولا له اعتبرنا الذي فهت ... به مادحا وكان
هجاء)
(وقبلنا فيه اعتذارك عما ... قاله الجاهلون عنك افتراء)
الشاغور: محلة بدمشق بالباب الصغير. وقال فتيان
بن المعلم الدمشقي: رأيت أبا نزار في النوم بعد موته فقلت له ما فعل الله بك فقال
أنشدته قصيدة ما في الجنة مثلها. فتعلق بحفظي منها أبيات وهي: [المنسرح]
(يا هذه أقصري عن العذل ... فليس في الحق ويك من
قبل)
(يا رب ها قد أتيت معترفا ... بما جنته يداي من زلل)
(ملان كف بكل مأثمة ... صفر يد من محاسن العمل)
(فكيف أخشى نارا مسعرة ... وأنت يا رب في
القيامة لي)
قال:
فوالله منذ فرغت من إنشادها ما سمعت حسيس النار.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|