أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2022
1574
التاريخ: 8-10-2020
10977
التاريخ: 9-5-2022
1405
التاريخ: 2023-02-24
1054
|
المستوى الثاني: دول القابلية وهي دول تمتلك القدرات والإرادة، ولكنها ما زالت تلعب في حيز ضيق، لم تظهر بعد قدراتها على المسرح الدولي بعيدا عن حدودها، ومنها الصين والهند.
جيوبوليتيكية الصين تجاه ميانمار" دراسة حالة":
إذا كان بعض منظري الساسة الأميركيين قد وسموا العقد الأول من القرن الواحد والعشرين بمشروعهم المسمى "القرن الأميركي الجديد" وبعضهم تقدد مناصب إدارية وأمنية رفيعة في إدارة بوش الابن ودعموا سياسة "ريجانية, قائمة على التدخل العسكري المباشر لإدارة العالم من أفغانستان إلى العراق وتبنوا "الفوضى, العماه " استراتيجية لهم لتحقيق أهدافهم، فإن العقد الثاني من القرن الواحد و العشرين بدأ ينحو اتجاها معاكسا في سقوط الأحادية القطبية وبزوغ تعددية قطبية نشهد إرهاصاتها اليوم بما يمهم هذا العقد الحالي بعقد "الموانئ الدافئة".
هذا و تعتبر الحرب الروسية الجورجية (٢٠٠٨) نقطة البدء في هذا التحول واستكمل ذلك في أزمة القرم (٢٠١٤) حين طلب الرئيس بوتين بموجب المادة (١٠٢) من مجلس الاتحاد الروسي السماح له باستخدام القوة العسكرية لاستعادة الاستقرار للقرم...حيث أبدت روسيا خشية من إقدام السلطات الجديدة في أوكرانيا -المدعومة أوروبيد على إلغاء معاهدة أسطول البحر الأسود أو المساس ببنودها التي تضمن بقاء الأسطول الحربي الروسي في ميناء سيفاستبول للعام (٢٠٤٢) مع بقاء ما يقارب(ه ٢) ألف جندي روسي في هذا الميناء.. أمر يشكل ضربة قوية لطموحات بوتين الدولية سيما البحرية منها باعتبارها شرطا لازما لعودة مكانة روسيا الدولية وهو ما رأيناه بوضوح في أزمتي جورجيا وسورية حيث لعب الأسطول البحرى الروسي في البحر الأسود أدوارا بالغة الأهمية...ضمنت لروسيا عودة مظفرة إلى مسرح الكبار...ولكئ روسيا غير قادرة بمفردها على اسقاط الأحادية الأميركية بل هي بحاجة ماسة إلى القوة الاقتصادية الصينية، فالصين كثاني أكبر اقتصاد عالمي عادة ما صنفت بأنها قوه قار على تغيير النظام الدولي ولكنها قانعة بنسقه الراهن، ولكن قناعتها تلك لم تجنبها ويلات الصراع مع الخصم الأميركي، ولم يجنبها نهائياً الوقوع في "فخ ثوسيديس" الذي يفترض بأن خوف قوة قائمة (الولايات المتحدة) من صعود قوة منافسة (الصين) وعدم الرغبة في التعاون بينهما سيؤدي حتماً إلى الوصول إلى فخ الحرب، فمنذ العام (٢٠٠٩) والعلاقة بدت متوترة مع الولايات المتحدة وعمدت الأخيرة إلى فرض شبه حصار بحري عليها عبر نشر أساطيلها في المحيطات الدولية لعرقلة التجارة الصينة.
ومع العام (٢٠١٣) بدأت الصين بالتحرك نحو القطبية الكاملة سياسياً وعسكرياً وثقافياً واقتصادياً من خلال مبادرة "حزام واحد - طريق واحد" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتهدف لتطوير وإنشاء طرق تجارية وممرات اقتصادية تربط أكثر من ٠ ٦ بلدا، وعلى غرار أهمية ميناء سيفاستبول في القرم لروسيا ظهرت أهمية ميناء أراكان في ميانمار على خليج البنغال بالنسبة إلى استراتيجية الصين الجديدة، فالميناء يمنح الصين الوجود الاستراتيجي في المياه العميقة للمحيط الهندي، بعد أن كانت دولة حبيسة على المحيط الهادئ؛ كما يوفر هذا الممر منفذا بحرا للمقاطعات النائية في الجنوب الأوسط للصين على المحيط الهندي.
انطلاقاً من ذلك، قامت الصين بتوسيع الشراكة الاقتصادية مع بورما للاستفادة من منافذها البحرية لتأمين التدفقات النفطية للصين عبر خليج البنغال في حال فرض حصار اقتصادي على منطقة بحر الصين الجنوبي الذي يشهد توترات عسكرية مع الولايات المتحدة، هنا يظهر التشابه بين الميناءين سيفاستبول وأراكان بالنسبة لروسيا والصين باستراتيجيتهما باتجاه تحولهما نحو القطبية الدولية.
هذه الأهمية الحيوية للإقليم الذي يسكنه عرقية الروهينجا ذات الأغلبية المسلمة، حولته إلى نقطة اصطدام جيوبولتيكي مع واشنطن، ولكن في الحالة الروسية كانت القوة العسكرية الروسية حاسمة باتجاه استعادة القرم مع وجود أغلبية سكانية تؤمن البيئة اللازمة للعودة، بخلاف وعكس الحالة في إقليم راخين حيث تتواجد القوة الصينية العسكرية القادرة على الحسم ولكن لا تتوفر البيئة الحاضنة لها حيث يقطن الإقليم أقلية الروهينجا المسلمة، وما يجري اليوم من أحداث هي مؤسفة بطبيعة الحال تفتح الباب واسعا لخطط واشنطن المجربة سابقاً وهي حروب الجيل الرابع عبر استخدام ما يسمى "الجهاديين الإرهابيين" لزعزعة الاستقرار في بورما ولاحقاً الانقلاب عليهم والتدخل المباشر ضدهم بذريعة "محاربة الإرهاب "، كما حدث في أفغانستان -مثلا - وبطبيعة الحال فلديها الكثير من الأدوات المهزومة التي سحبتهم من سورية للزج بهم في أتون الأحداث الجارية في ميانمار.
هذا الوضعية المأزومة في الإقليم الذي يشكل بديلا استراتيجيا عن قناة "ملقا البحرية" التي تهيمن عليها القوات العسكرية الأميركية تضع الصين أمام تحديات اقتصادية وأمنية جدية وتعرقل طموحاتها التجارية الدولية في ظل بزوغ ارهاصات حرب تجارية مع واشنطن قد تنقلب حرب عملات دولية، وتنحصر خياراتها في ثلاث أنماط من السلوك السياسي والعسكري أحلاها "مز".
النمط الأول: هو نمط استخدام القوة العسكرية الصينية المباشرة في مواجهة هذه التنظيمات المتطرفة التي بدأت بالوفود إلى الإقليم بتواطؤ تركي أميركي، وهو أمر صعبا ومستبعد نتيجة عاملين:
1- الأول التوتر الحاصل بين الجيشين الصيني وجيش ميانمار على خلفية أحداث (٢٠١٦) وطلعات سلاح الجو التابع لميانمار فوق الحدود الصينية.
2- والعامل الثاني هو الأثر العكسي للتدخل فقد يكون هذا التدخل هو أقصى طموح تبتغيه واشنطن لأنه يسمح لها بتحويل الصراع الصيني مع "الجهاديين الإرهابيين "إلى حرب دينية تستخدم فيها الإيغور المهزومين و العائدين من سورية لتقويض استقرار إقليم تركستان الشرقية (شينجيانغ) ونقل الحرب إلى الداخل الصيني، واستعدا- أقاليم تركستان الغربية للصين بما يقوض المساعي الصينية في استراتيجية حزام وطريق، وذلك في سيناريو مشابه لاستخدام وتوظيف تنظيم القاعدة الارهابي في مواجهة الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الأفغانية (١٩٧٩-١٩٨٩).
أما النمط الثاني: من السلوك فهو النمط الأمني من خلال دعم صيني لحملة أمنية لقوات الجيش في ميانمار على متمردي الروهينجا وهم (جيش تحرير روهينغا أراكان "أرسا") دون التدخل العسكري المباشر، وهو نمط لن يفي بالفرض لأن حجم الاستقطاب والشحن الإعلامي خصوصا الإعلام الخليجي الحاصل على خلفية تلك الأحداث ستزيد مشاعر الكراهية ضد الصين وتخلق البيئة الملائمة أيضا لنشاط الحزب الإسلامي التركستاني الأويغوري سيما بعد عودة فرعه الارهابي في سورية في الداخل الصيني، فالإعلام الصيني العربي منخفض التأثير ولن يجاري الحملات التحريضية ضد البوذيين الحاصلة اليوم.
وبالانتقال إلى النمط الثالث: من السلوك فهو نوع من "العقلنة السياسية" متعددة المستويات في الأحداث بدءا من التعامل الإنساني مع تداعيات الصراع كمستوى أول عبر استقبال عشرات الألاف من اللاجئين المسلمين وتقديم الدعم الإنساني الأمر الذي يسمح للصين بتقويض فرضية الحرب الدينية والتطهير العرقي، والمستوى الثاني دبلوماسي عبر دعوة الأطراف المعنية إلى وقف إطلاق النار فورا لمنع تصاعد الاشتباكات، وإعادة الوضع إلى طبيعته في منطقة الحدود في أقرب وقت ممكن والسعي لبلوغ اتفاقية سلام شاملة كانت قد انطلقت في العام (2015)، إلا أن هذا النمط وهو الحاصل حالياً قد يشجع منظمة "أرسا/ جيش تحرير روهينغا" على طلب مزيد من الصلاحيات ومكتسبات الحكم الذاتي بما يمهد للانفصال مستقبلاه، وبالتالي تأتي النتائج بعكس المصالح الصينية.
شاءت الطروف الدولية أن يلعب الموقع الجيوسياسي المهمل (ميانمار) في القارة الصفراء دورا رئيسا في الاستراتيجية الصينية سواء من خلال ممر بري من الصين إلى الخليج العربي والبحر المتوسط، أو من خلال ممر بحري يسمح لواردات الصين أن تأتي بعيدا عن الأساطيل الأميركية، ولكن الطروف التاريخية والسياسية لن تسمح للصين بنمذجة سيناريو القرم الروسي المتشابه في الأهمية الجيوبولتيكية مع إقليم أراكان ومينائه الحيوي، وما يعقد الحسابات الصينية أن هذا التحدي الجيوبولتيكي والتحدي الاستراتيجي الكوري سيكونان حاسمين في رسم شكل القوة الصينية حاضرا ومستقبلا، فنجاحها في ضبط الوضع في الإقليم سلميا وحل الأزمة الكورية سيؤهلها للعب أدو إقليمية ودولية حاسمة في الصراعات الدولية ويسقط الانتقادات الدولية في عدم امتلاكها ثقافة القطبية الدولية وأدواتها و عجزها عن إدارة الأزمات الدولية، ولكن فشلها في حل" أزمة الروهينجا سيما إن اقترن مع فشل دبلوماسي لأزمة الجزيرة الكورية سيأتي بنتائج عكسية على الصين ليس من الناحية الجيوبولتيكية فقط بل سيحول دون بلوغها مرحلة القطب الفاعل دوليا فالاقتصاد هنا لن يكفي، لأنها ستفقد الثقة الدولية بإمكانياتها السياسية فلا أحد يرغب بحصول كوارث نووية جراء قدة الخبرة الدولية في التعامل مع الأزمات العسكرية، فكيف لفاقد الشيء أن يعطيه انطلاقا من فشلها في حل" أزمة تعني أمنها القومي مباشرة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|