أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1400
التاريخ: 8-10-2014
1299
التاريخ: 1-12-2014
2649
التاريخ: 28-01-2015
1529
|
قال ابن قتيبة الدينوريّ في كتابه الإمامة والسياسة : ( قال عمر : ساستخلف النفر الذين توفيّ رسول الله وهو عنهم راض ..
فأرسل إليهم فجمعهم ، وهم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن عوّام ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمان بن عوف وكان طلحة غائباً فقال :
يا معشر المهاجرين الأولين : إنّي نظرت في أمر الناس ، فلم أجد فيهم شقاقاً ولا نفاقاً فإن يكن بعدي شقاق ونفاق فهو فيكم ، فتشاوروا ثلاثة أيام ، فإن جاءكم طلحة إلى ذلك ، وإلاّ فأعزم عليكم بالله أن لا تتفرقوا من اليوم الثالث حتّى تستخلفوا أحدكم ) (1) .
وكتب ابن الأثير في كامله : ( انّ عمر بن الخطاب لمّا طعن قيل له : يا أمير المؤمنين لو استخلفت ؟ فقال : من استخلف ؟ لو كان أبو عبيدة حياً لاستخلفته ... ولو كان سالم مولى حذيفة حياً لاستخلفته ..
فقال رجل : أدلّك عليه ؟ عبد الله بن عمر ، فقال ( عمر ) : قاتلك الله كيف استخلف من عجز عن طلاق امرأته ... الى أن قال :
عليكم هؤلاء الرهط الذين قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) : إنهّم من أهل الجنّة وهم عليّ وعثمان وعبد الرحمان وسعد والزبير بن عوّام وطلحة بن عبد الله .
فلمّا أصبح عمر ، دعا عليّاً وعثمان وسعداً وعبد الرحمان والزبير ، فقال لهم :
إنّي نظرت فوجدتكم رؤساء الناس وقادتهم ولا يكون هذا الأمر إلاّ فيكم. وقد قبض رسول الله وهو عنكم راض. فانهضوا إلى حجرة عائشة بإذنها ، واختاروا منكم رجلاً ، فإذا متّ فتشاوروا ثلاثة أيّام ، وليصلّ بالناس صهيب ، ولا يأتي اليوم الرابع إلاّ وعليكم أمير ».
فاجتمع هؤلاء الرهط في بيت حتّى يختاروا رجلاً منهم.
قال لصهيب : « صلِّ بالناس ثلاثة أيام وأدخل هؤلاء الرهط بيتاً وقم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة وأبى واحد فاشدخ رأسه بالسيف ... وإن اتفق أربعة وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما ... وإن رضي ثلاثة رجلا وثلاثة رجلا ، فحكّموا عبد الله بن عمر فان لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر ، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمان بن عوف ، واقتلوا الباقين إن رغبوا عمّا اجتمع فيه الناس ) (2).
وممّا يدلّ على أنّ هذا الموقف والرأي لم يكن موقف الصحابة ورأيهم خاصّة في مسألة الاستخلاف والقيادة بل أنّ الرأي العام في ذلك العهد كان يعتقد ضرورة استخلاف القائد والحاكم ، وعدم ترك الأمر إلى نظر الناس وإرادتهم وانتخابهم ، نظريات لطائفة من الشخصيّات نذكر بعضها فيما يأتي :
1. نقل أنّ عمر بن الخطاب لمّا أحس بالموت قال لابنه [ عبد الله ] : ( اذهب إلى عائشة واقراها مني السلام ، واستأذن منها أن أقبر في بيتها مع رسول الله ومع أبي بكر.
فأتاها عبد الله بن عمر فأعلمها ... فقال : ( نعم وكرامة ).
ثمّ قالت : ( يا بنيّ أبلغ عمر سلامي فقل له : لا تدع امّة محمّد بلا راع ... استخلف عليهم ، ولا تدعهم بعدك هملا ، فإنّي أخشى عليهم الفتنة ) (3). فأتى عبد الله [ إلى أبيه ] فأعلمه ) (4).
2. نقل الحافظ أبو نعيم الأصفهانيّ المتوفىّ عام (430) أنّ عبد الله بن عمر دخل على أبيه قبيل وفاته فقال : ( انّي سمعت الناس يقولون مقالةً فآليت أن أقولها لك وزعموا أنّك غير مستخلف وأنّه لو كان لك راعي إبل ـ أو راعي غنم ـ ثمّ جاءك وتركها لرأيت أن قد ضيّع ، فرعاية الناس أشدّ ) (5) .
3. قدم معاوية المدينة ليأخذ من أهل المدينة البيعة ليزيد ، فاجتمع مع عدة من الصحابة إلى أن أرسل إلى ابن عمر ، فأتاه وخلا به فكلّمه بكلام وقال : إنّي كرهت أن أدع امّة محمّد بعدي كالضأن لا راعي لها. (6) .
كلّ هذه النصوص ، تدلّ بجلاء على أنّ ادّعاء انتخاب الخليفة عن طريق الاستفتاء الشعبيّ أو بمراجعة أهل الحلّ والعقد ، أو اتفاق الأنصار والمهاجرين لم يكن له أصل ولا ذكر في دراسات المتقدمين من أعلام التاريخ وكتّاب السيرة وعلماء المسلمين.
ولو دل هذا الأمر على شيء فإنّما يدلّ على ، أنّ الأصل الذي كان يعتقد به الصحابة والخلفاء في مسألة الخلافة والقيادة ، كان هو التنصيص والتعيين ، وعدم ترك الأمر إلى نظر الاُمّة وانتخابها.
______________________
(1) الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوريّ المتوفّي عام ( 262 ه ) : 23.
(2) الكامل لابن الأثير 3 : 35.
(3) وهل يمكن أن تلتفت أمّ المؤمنين إلى هذه النكتة ولا يلتفت إليها النبيّ (صلى الله عليه واله وسلم).
(4) الإمامة والسياسة للدينوريّ : 32.
(5) حلية الأولياء 1 : 44.
(6) الإمامة والسياسة 1 : 168 ( طبعة مصر ).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|