المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18000 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ردّ متشابهات الآيات الى محكماتها  
  
2304   04:19 مساءاً   التاريخ: 17-07-2015
المؤلف : الشيخ علي أكبر السيفي المازندراني
الكتاب أو المصدر : دروس تمهيدية في القواعد التفسيرية
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 71
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / المحكم والمتشابه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-04-2015 1565
التاريخ: 2023-08-31 1496
التاريخ: 11-10-2014 1478
التاريخ: 2024-08-19 544

مقتضى التحقيق في الجواب ، أولاً : أنّه لا ريب في ابتناء استظهار المعاني المقصودة واستكشاف مراد الله من الآيات القرآنية على القواعد اللفظية ، إلا أنّه لا إشكال أيضاً في دخل محكمات الآيات في تفسير متشابهاتها ودليليتها على استكشاف مراد الله من المتشابهات . ولا يكفي في ذلك مجرّد العلم بالقواعد اللفظية المحاورية ، بل لابدّ من معرفة الآية المحكمة الناظرة الى الآية المتشابهة التي يكون المفسّر بصدد تفسيرها ، والتوجه والانتقال الى مابينها من المناسبة والارتباط والقرينية والاحاطة بظرائف النكات ودقائق الملاكات المفتاحية في تفسير القرآن بالقرآن . وذلك بحاجة الى ذوق سليم وفهم قويم وذكاءٍ وافرة ، بل الى نور باطني رافع لظلمات الجهل والأوهام والى فرقان مميّز بين الوهم والخيال وبين العلم والحزم وفارق بين الحق والباطل .

حديث آل محمد (عليهم السلام) صعب مستصعب

وثانياً : لا إشكال في احتياج فهم النصوص المفسّرة الكاشفة عن بواطن الآيات الى النور الباطني أيضاً . فإنّ فيها نصوص غامضة التعابير راقية المعاني وإنّ فهم مضامينها صعب مستصعب ، لا يحصل ، إلا لصدور منيرة وقلوب سليمة ممتحنة . كما أشار الى ذلك في النصوص المتواترة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) .

منها : رواه محمد بن الحسن الصفار بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : " إن حديثنا صعب مستصعب ، لا يحتمله ؛ إلا صدور منيرة ، أو قلوب سليمة وأخلاق حسنة " (1) . تقديم " صدور منيرة " ظاهر في أنّها أعلى درجة وأرقى رتبة من أُولي قلوب سليمة وأخلاق حسنة . وليس ذلك إلاّ من أجل ما وعد الله المتيقّن بقوله : {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة : 282] . وقوله : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال : 29] . وقوله : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} [الحديد : 28] وليس هذا النور ، إلا ما أشار الامام (عليه السلام) بقوله : " لا يحتملونه إلا صدور منيرة " .

وروى بسنده عن جابر قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب " (2).

وروى بسنده عن أصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال " قال : سمعته يقول : إنّ حديثنا صعب مستعصب خشُّ مخشوش ، فأنبذوا الى الناس نبذاً ، فمن عرف فزيدوه ، ومن أنكر فأمسكوا ، لا يحتمله ، إلا ثلاث : ملك مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قبله للايمان " (3) . قوله : خشٌّ مخشوش ؛ أيّ قليل الحجم ولطيف المعنى .

وأصله من رجل خشاش ؛ أي لطيف الرأس وهُزال الجسد الذي لا لحم له .

أمّا قوله صعب مستصعب ، فإن اتصاف الحديث بالصعب لعله باعتبار معناه الشامخ ومضمونه الراقي الذي يصعب على الناس إدراكه وفهمه ؛ لعلوّ ذات المعنى وغموضه نفس المفهوم .

واتصافه بالمستصعب بلحاظ ما ضوعف وزيد عليه من الصعوبة من ناحية إيجاز الكلام وقِصّره ، وفي مقابله الكلام الصعب المستسهل ، وهو ما يحتوي مضامين عالية راقية دقيقة ، لكنّه ببيان مفصّل مشبع حجيم وتعابير متنوّعة ؛ نظراً الى تسهيل صعوبة المضمون وارتفاع غموضة المعنى بتفصيل البيان وإشباع الكلام والتفنّن في التعبير .

ويشهد لذلك قوله خشُّ مخشوش ؛ أي كلام موجز قليل الحجم ولطيف المعنى وعميق المفهوم وظريف المضمون . وهذا النوع من الأحاديث إنّما هو متشابهاتها .

وأيضاً روى بسنده الصحيح عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : " إنّ حديثنا صعب مستعصب لا يؤمن به ، إلا نبي مرسل أو ملك مقرّب ، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، فما عرفت قلوبكم فخذوه وما أنكرت قلوبكم فردّوه إلينا " (4) .

وكون صعوبة حديثهم من حيث الايمان بمضمونه - كما في هذه الصحيحة وكثير من نصوص المقام - وإن لا ريب فيه ، إلا أن صعوبة الايمان إنما هي لأجل عدم المعرفة بحقيقة كلامهم وعدم فهم مغزى مرامهم (عليهم السلام) .

ومما يشهد لما قلنا ما دلّ من النصوص على أن في كلامهم متشابه كمتشابه القرآن . مثل ما رواه الصدوق في العيون بسنده عن الامام الرضا (عليه السلام) : " إنّ في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن ومحكماً كمحكم القرآن وردّوا متشابهها الى محكماً ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلّوا " (5) .

ومن هذا القبيل ما رواه الصدوق بإسناده عن داوود بن فرقد ، قال : " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ؛ إنّ الكلمة لتنصرف على وجوه . فلو شاءَ إنسان لصرَف كلامه كيف شاء ولايكذب " (6) .

وعلى ضوء هذه النصوص تعرف أنّ فهم مضامين نصوص أهل البيت (عليهم السلام) - الواردة في تفسير الآيات القرآنية - ومعرفة مغزى كلامهم ليس أمراً سهلاً مستسهلاً ، بل أمرٌ صعب مستصعب لا يفهمها ، إلا عقول منيرة بنور الايمان والتقوى والولاية ، ولا يفقهها إلا قلوب سليمة راعية ، فخيرها أوعاها ، كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل بن زياد النخعي ، قال كميل : " أخذ بيدي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فأخرجني الى الجبّان ، فلمّا أصحر تنفّس الصُعَداء ، ثم قال : يا كميل بن زياد إنّ هذه القلوب أوعيةٌ فخيرها اوعاها فاحفظ عني ما أقول لك :

الناس ثلاثة : فعالم ربّاني ومتعلِّم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كلِّ ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يّلجؤوا الى ركن وثيق " (7) .

قوله : " الجبّان ؛ أي المقابر وهي الواقعة في أطراف البلد وتنتهي الى الصحراء . وقوله : أصحر ؛ أي صار الى الصحراء . وقوله : تنفّس الصُعداء ؛ أي تنفّس نفساً ممدوداً طويلاً ، والصُعداء من الصعود أي العلو بمعنى أنّه علا نفسه وصَعدَه بصعوبة ، كما قال الزمخشري (8) ، وقوله : " أوعية " جمع الوعاء أي الاناء . قوله : " أوعاها " ؛ أي أكثر فهماً وحفظاً وأوسع ظرفاً وتحمُّلاً للحِكَم والمعارف .

وهذا القلب إنّما يكون لمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربّه ، كما قال تعالى : {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} [الزمر : 22] .

وثالثاً إنّ من أهم ما يبتلى به المفسّر في تفسير القرآن ، تطبيق كبريات الآيات القرآنية وإطلاقاتها على مصاديقها وكثيراً يخطئ في تشخيص ملاكات التطبيق وجرى الآيات القرآنية على مصاديقها ؛ لعدم فهم صحيح لها ولا استنتاج سليم من الآيات والروايات الواردة في تفسيرها ؛ لغفلته عن بعض ظرائف النكات الدخيلة في الجري والتطبيق ولطائف المعاني المقصودة من الآيات . إنّ رفع ستار الغفلة ومحو ظلمات الوهم والجهل إنّما يحصل بسبب النور المعنوي الإلهي ، فيستطيع بهذا النور الى الاستضاءة من نور القرآن ويتمكّن من الوصول الى عمق معاني الآيات وفهم بواطنها بمعونة محكمات الآيات ونصوص أهل البيت (عليهم السلام) .

__________________

1. بصائر الدرجات : ص 45 .

2. المصدر : ص 41 .

3. المصدر : ص 41-32 .

4. المصدر : ص 42 ، ح6 .

5. عيون أخبار الرضا : ج2 ، ص 261 ح 39 .

6. الوسائل : ب9 ، من صفات القاضي ح27 / معاني الأخبار : ج1 ، ص1 .

7. نهج البلاغة / صبحي الصالح ، ص 495-496 ح 147 .

8. أساس البلاغة : ج1 ، ص 547 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .