أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-9-2017
5843
التاريخ: 2024-03-19
904
التاريخ: 2024-07-31
522
التاريخ: 15-1-2023
1217
|
حينما كان أكبر أبنائي لا يزال طفلا صغيراً ، كنت دائماً ما أشعر بالغيرة حينما أرى الآباء الآخرين وهم يقضون ساعات يلعبون فيها الكرة مع ابنائهم، بينما لم اكن اقدر على فعل ذلك الا لدقائق معدودة خالية من الحماس؛ فلم يكن ذلك الامر يناسبني.
كما كان هناك ذلك الصديق الذي بنى منزلاً خشبيا جميلا لأبنائه فوق احدى الاشجار في حديقة منزله (لم لا نستطيع أن نحظى بمنزل فوق الشجرة مثل هذا يا والدي؟")، كما كانت هناك تلك الام التي كانت تتفنن في ابتكار مغامرات جذابة يلعبها أطفالها...
ربما تكون قد فهمت مقصدي الان ؛ فلقد كنت اركز على ما يستطيع الاباء الاخرون عمله متناسياً حقيقة ان هناك الكثير من الاشياء التي استطيع فعلها بينما لا يستطيعون ذلك – تلك الاشياء التي انظر اليها على انها أمور مسلم بها، لكنها قيّمة حقا.
فمثلاً، انا احب ان اقرأ لأطفالي، وبما انني شخص متفتح (حسنا، ومتفاخر ذلك ايضا) فقد كنت استمتع بقضاء ساعات طويلة وانا اقرأ قصصا لأطفالي، محاكيا كل الاصوات واللهجات، ومقلدا الشخصيات، اضافة للتأثيرات الدرامية المصاحبة لجو القصة. كل هذا بدا لي طبيعيا للغاية الى ان ادركت ان تلك مهارة قيمة تساوي في قيمتها مهارة بناء منزل فوق الشجرة او لعب الكرة.
في تلك المرات القليلة التي كنت العب مع اطفالي كان واضحا انني افعل ذلك لا لشيء الا لأنني اشعر بانه ينبغي علي فعل ذلك، وهذا ليس بالسبب الجديد، وعلى الرغم من انه سبب كاف، الا انني مثلا لن اكون مثل الأب الذي كان يشع بالحماسة اثناء لعب الكرة مع اطفاله. ومع هذا، ربما لا يكون هذا الأب قادرا على أن يحكي لأطفاله قصة مثلما افعل، او ان يطهو لهم وجبة مكرونة مثل التي اطهوها لأطفالي.
المغزى هنا هو ان الاباء الذين يتبعون قواعد التربية السليمة يدركون مواطن قوتهم، وهذا لا يعني التخلي عن فعل ما عداها من اشياء، لكن يعني التركيز على نقاط قوتنا؛ فإذا كنت لا تجيد لعب كرة القدم، فربما تستطيع ان تقرأ لأطفالك القصص، او تعد لهم مخبوزات شهية، او ربما تكون صبورا معهم اثناء تعلمهم كيفية اصلاح السيارة، او ربما تشاركهم حماسهم واهتمامهم بسلسلة افلام حرب النجوم او الدراجات النارية (إنني اعلم ان المرء عليه العمل بجد لتحقيق هذا تحديداً).
من المهم معرفة ما تجهد فعله، وان تثق بحق بنقاط قوتك، وهكذا ستقدر على مشاهدة الاباء الاخرين وهم يفعلون اشياء لا تستطيع فعلها دون ان تشعر بالحرج. فعلى أي حال، فأنا وانت نعلم ان هؤلاء الاباء لا يستطيعون عمل كل شيء؛ لذا كلما شعرت بالغيرة تتسلل الى قلبك، توقف وذكر نفسك بما تجيد فعله.
الآباء الذين يتبعون قواعد التربية السليمة يدركون مواطن قوتهم، وهذا لا يعني التخلي عن فعل ما عداها من اشياء، لكن يعني التركيز على نقاط قوتنا.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|