المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

زراعة السمسم Sesame culture
13-11-2019
Enzyme Cofactors and Vitamins
17-12-2019
التوجّه الديني
1-4-2018
الكذب يمنع استذواق الايمان
12-7-2019
امير المؤمنين (عليه السلام) وخالد بن الوليد
5-8-2020
The quantum mechanical model
26-12-2016


اعرف مواطن قوتك  
  
1770   06:21 مساءً   التاريخ: 28-7-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص28-29
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-27 1403
التاريخ: 2024-03-02 878
التاريخ: 21-4-2016 2221
التاريخ: 3-2-2018 2187

حينما كان أكبر أبنائي لا يزال طفلا صغيراً ، كنت دائماً ما أشعر بالغيرة حينما أرى الآباء الآخرين وهم يقضون ساعات يلعبون فيها الكرة مع ابنائهم، بينما لم اكن اقدر على فعل ذلك الا لدقائق معدودة خالية من الحماس؛ فلم يكن ذلك الامر يناسبني.

كما كان هناك ذلك الصديق الذي بنى منزلاً خشبيا جميلا لأبنائه فوق احدى الاشجار في حديقة منزله (لم لا نستطيع أن نحظى بمنزل فوق الشجرة مثل هذا يا والدي؟")، كما كانت هناك تلك الام التي كانت تتفنن في ابتكار مغامرات جذابة يلعبها أطفالها...

ربما تكون قد فهمت مقصدي الان ؛ فلقد كنت اركز على ما يستطيع الاباء الاخرون عمله متناسياً حقيقة ان هناك الكثير من الاشياء التي استطيع فعلها بينما لا يستطيعون ذلك – تلك الاشياء التي انظر اليها على انها أمور مسلم بها، لكنها قيّمة حقا.

فمثلاً، انا احب ان اقرأ لأطفالي، وبما انني شخص متفتح (حسنا، ومتفاخر ذلك ايضا) فقد كنت استمتع بقضاء ساعات طويلة وانا اقرأ قصصا لأطفالي، محاكيا كل الاصوات واللهجات، ومقلدا الشخصيات، اضافة للتأثيرات الدرامية المصاحبة لجو القصة. كل هذا بدا لي طبيعيا للغاية الى ان ادركت ان تلك مهارة قيمة تساوي في قيمتها مهارة بناء منزل فوق الشجرة او لعب الكرة.

في تلك المرات القليلة التي كنت العب مع اطفالي كان واضحا انني افعل ذلك لا لشيء الا لأنني اشعر بانه ينبغي علي فعل ذلك، وهذا ليس بالسبب الجديد، وعلى الرغم من انه سبب كاف، الا انني مثلا لن اكون مثل الأب الذي كان يشع بالحماسة اثناء لعب الكرة مع اطفاله. ومع هذا، ربما لا يكون هذا الأب قادرا على أن يحكي لأطفاله قصة مثلما افعل، او ان يطهو لهم وجبة مكرونة مثل التي اطهوها لأطفالي.

المغزى هنا هو ان الاباء الذين يتبعون قواعد التربية السليمة يدركون مواطن قوتهم، وهذا لا يعني التخلي عن فعل ما عداها من اشياء، لكن يعني التركيز على نقاط قوتنا؛ فإذا كنت لا تجيد لعب كرة القدم، فربما تستطيع ان تقرأ لأطفالك القصص، او تعد لهم مخبوزات شهية، او ربما تكون صبورا معهم اثناء تعلمهم كيفية اصلاح السيارة، او ربما تشاركهم حماسهم واهتمامهم بسلسلة افلام حرب النجوم او الدراجات النارية (إنني اعلم ان المرء عليه العمل بجد لتحقيق هذا تحديداً).

من المهم معرفة ما تجهد فعله، وان تثق بحق بنقاط قوتك، وهكذا ستقدر على مشاهدة الاباء الاخرين وهم يفعلون اشياء لا تستطيع فعلها دون ان تشعر بالحرج. فعلى أي حال، فأنا وانت نعلم ان هؤلاء الاباء لا يستطيعون عمل كل شيء؛ لذا كلما شعرت بالغيرة تتسلل الى قلبك، توقف وذكر نفسك بما تجيد فعله.

الآباء الذين يتبعون قواعد التربية السليمة يدركون مواطن قوتهم، وهذا لا يعني التخلي عن فعل ما عداها من اشياء، لكن يعني التركيز على نقاط قوتنا.  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.