المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

مقدمة ومفهوم في التقنية الحيوية Biotechnology
الحفاظ على خاتم الانبياء
30-9-2019
الغلاف الصخري
2023-02-15
تنزيه يوسف (عليه السلام) عن إلحاق الأذى بأبيه (عليه السلام)
26-12-2017
مقومات صناعة السياحة في لبنان
5-5-2022
الإصغاء إلى النصيحة النراقية
2024-09-28


مرحلة الولادة ورعاية السنن / اللبن ومدى تأثيره على شخصية الطفل  
  
451   12:20 صباحاً   التاريخ: 2024-07-31
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص38ــ41
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2021 1786
التاريخ: 10-1-2016 3119
التاريخ: 3-2-2020 2234
التاريخ: 9-1-2016 2376

من الأمور المهمة جداً والتي ينبغي التقيد برعايتها والاهتمام بها هو تغذية الطفل باللبن، فإنّه على الرغم من عدم اهتمام البعض بهذا الأمر كان الإسلام قد أولى ذلك أهمية فائقة، وأوصى به كثيراً.

فإنه كم من آباء متدينين وملتزمين انحرف أبناؤهم عن جادة الصواب، وعندما نبحث عن جذور ذلك الانحراف نجد السبب في ذلك عدم اهتمام الأم بأمر اللبن وتغذية الطفل، بحيث لو بذلت الأم العناية والاهتمام الكافي بذلك كما انحرف الولد، ذلك أن الطفل ومضافاً إلى جلادته وقوته البدنية يكون البناء النفسي والروحي له قوياً أيضاً.

إن لسلوك الأُم قولاً وفعلاً في أثناء إعطاء اللبن أثراً بالغاً على الطفل، وسوف نشير إلى بعض الروايات الواردة في بيان دور الأُمّ في إعطاء اللبن وتغذية الطفل، وكذا دور لبنها وأهميته في تكامل الطفل وتكوين شخصيته، وأنّ في الامتناع عن بذل الأُم اللبن للطفل آثاراً سلبية تنعكس على شخصيته.

أجر المرضعة لولدها

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((أيما امرأة دفعت من بيت زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد بـه صـلاحـاً نظر الله إليها، ومن نظر الله إليه لم يعذبه، فقالت أم سلمة: يا رسول الله، ذهب الرجال بكل خير، فأي شيء للنساء المساكين؟ فقال: بلى، إذا حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، فإذا وضعت كان لهـا مـن الأجـر مـا لا يدري أحد ما هو لعظمه، فإذا أرضعت كان لها بكل مصة كعدل عتق مـحـرر مـن ولد إسماعيل، فإذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبها وقال: استأنفي فقد غُفر لك))(1).

وفي رواية أنه (صلى الله عليه وآله) قال الحولاء: ((فإذا وضعت حملها وأخذت في رضاعه فما يمص الولد مصة من لبن أُمّه إلا كان بين يديها نوراً ساطعاً يوم القيامة يعجب من رآها من الأولين والآخرين، وكتبت صائمة قائمة... فإذا فطمت ولدها، قال الحق جل ذكره: يا أيتها المرأة، قد غفرت لك ما تقدّم من الذنوب فاستأنفي العمل))(2).

ليس لبن خيراً من لبن الأم

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ((ليس للصبي لبن خير من لبن أمه))(3).

وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ((ما من لبن رضع به الصبي أعظم بركةً عليه من لبن أُمّه))(4).

اختيار المرضعة لإرضاع الطفل

إن من المستحسن جداً إرضاع الأُمّ قدر الإمكان ولدها بنفسها من لبنها آخذة بنظر الاعتبار ما يترتب على ذلك في المستقبل من آثار، لكن وفي بعض الحالات التي يتعذر على الأم إرضاع ولدها من لبنها تلجأ إلى اللبن المجفّف أو المرضعة، فإن كان لابد من إرضاع المرضعة للولد فلتكن المرضعة من النساء الطاهرات المؤمنات المتقيات ولو كانت أُجرة إرضاعها أزيد من أقرانها فإن تعذر وجود مثل هذه المرأة فليحذر إرضاع طوائف من النساء اللاتي يأتي لاحقاً ذكرهنّ لما يترك ذلك من آثار سوء على الطفل.

وبالطبع فإنّ المحذور في الحليب المجفف خطير وكبير كذلك فإنّا ننصح النساء عدم إرضاع أبنائهن من هذا النوع من الحليب خصوصاً لو كان الحليب مستورداً من الدول غير الإسلامية:

الطائفة الأولى: المرأة الحمقاء

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((إياكم أن تسترضعوا الحمقاء، فإن اللبن ينشأه عليه))(5).

الطائفة الثانية والثالثة: المرأة البغية والمجنونة

وقال صلوات الله عليه وآله: ((توقوا أولادكم لبن البغية والمجنونة. فإنَّ اللبن يعدي))(6).

الطائفة الرابعة: المرأة الناصبية

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، قال: ((رضاع اليهودية والنصرانية أحبّ إليَّ من رضاع الناصبية، فاحذروا النصّاب أن تظائروهم))(7).

الآثار السلبية للبن غير الطاهر

قال المرحوم الشيخ الوالد رحمه الله قوله سلام الله عليه: ((فإنَّ اللبن يعدي)) يعني يؤثر في الطفل، حكى لي بعض الأجلّة من أهل العلم في قضية ابن الشيخ المرحوم الشهيد الحاج فضل الله النوري (أعلى الله درجاته) بعد ما رأى ابنه الخبيث ممَّا لا يرضى الله ورسوله أنَّ الشيخ المرحوم قال لبعض أصحابه: إني كنت متحيراً ومتفكراً في أمره من سوء الأخلاق من أين جاءه هذا؟! فتذكرت بأنه حينما كنتُ في سرّ مَن رأى وتولّد هذا لم يكن لأمه اللبن فاتخذنا له مرضعةً فبعد مدة تبين لي أنها ناصبيّة، فقد أثر اللبن فيه حتى صار في اليوم الذي صلب والده الشيخ المرحوم كان ممَّن ينظر إلى الشنق ويُصفق بكفيه قائلاً ((فقطع دابر القوم الذين ظلموا))(8).

________________________________

(1) وسائل الشيعة، ج 15، ص 175.

(2) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 156.

(3) نفس المصدر.

(4) وسائل الشيعة، ج 15، ص 175.

(5) مستدرك الوسائل، ج 15، ص 162.

(6) درر الأخبار، ج 2، ص 105 (المؤلف).

(7) نفس المصدر، ص 106.

(8) نفس المصدر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.