أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-8-2021
2772
التاريخ: 13-2-2022
1185
التاريخ: 27-4-2022
1439
التاريخ: 2024-05-20
737
|
حين كنت في السادسة عشرة قررت أن ألتحق بمدرسة لتعليم العناية بالغابات ، وبالفعل تم قبولي بها ، وحين كنت على وشك بدء الدراسة بها أعلنت فجأة أنني أريد دراسة الفن بدلاً من ذلك ، ويا له من تغيير! لابد أن والدتي كان لها رأي مخالف بشأن هذا الأمر ، الا انها احتفظت به لنفسها وساندتني في قراري ، وما زلت لا أدري أي الخيارين كانت تفضل لي (إن كانت تفضل أحدهما من الاساس).
بالطبع ، سيكون لك رأي فيما يتخذه طفلك من خيارات ما دمت تهتم بمصلحته ؛ فانت تقلق بشأن ما اذا كانت المادة التي اختارها للدراسة ستكون شاقة عليه ، او اذا كان سيندم على تفويته لدراسة اللغة الاسبانية ، او بسبب اختياره لمادة الفيزياء فقط لأنه معجب بمدرسها. لكن لا يمكنك فعل شيء حيال هذا الامر. يمكنك مساعدة طفلك (بهدوء ودون فرض أي ضغوط او توضيح لما تفضله انت) على اختيار الشيء الأمثل له ، وبعدها عليك ان تسانده في قراره ، حتى ان كنت تشك في انه الخيار السليم.
اسأل نفسك بعض الأسئلة ، ماذا سيحدث اذا لم يتبن ابنك الخيار الذي تراه انت سليما؟ هل اريد منه ان يتخذ هذا الخيار من اجل مصلحته هو أم لسبب راجع لي انا؟ انت والد متعقل ، أعلم هذا ، وأعلم انك لا تريد ان توجه مسار حياة طفلك الى مهنة او حياة لم يخترها بنفسه ، الا انه من السهل ان تنخدع وتظن انك تعلم افضل منه وربما تظن انك تبنى خيارات على ما فيه مصلحته ، لكن حتى في هذه الحالة قد لا تكون محقا.
إن وظيفتك كأب – كما اقول دوما - هي أوسع مجالاً من دور المدرسة ؛ فانت لا تعلم طفلك الكيمياء او اللغة الإنجليزية ، بل تعلمه مهارات الحياة ، وهذا يتضمن عملية اتخاذ القرار ، واذا لم تدعه يقوم بهذا بنفسه فانت هكذا لا تساعده.
المدهش في الأمر هو أنني لم اصبح متخصصاً في الغابات او فناناً ، بل عملت في مجالات عديدة الى ان استقر بي المقام واصبحت كاتباً. ان لدى صديقا كان يعاني من مشكلة الاختيار بين دراسة اللغة الروسية او اللاتينية ، وهو الان يدير وكالة توظيف ، كما أعرف شخصين يحملان درجة علمية في الكيمياء ؛ احدهما مستثمر مصرفي ناجح ، والاخر صار مهرجا ناجحا (أجل، بكل امانة) بل انني اعرف شخصا عمره الان اثنان وسبعون عاما ، كان قد ترك المدرسة وهو في سن الخامسة عشرة ليصبح ضابط جمارك، ثم استكمل دراسته وهو في سن الستين ليحصل على درجة في القانون ويصير محاميا.
كما ترى، يمكن لخياراتنا ان تؤثر على المسار الذي تتخذه حياتنا، لكن ليس بالضرورة ان يكون هذا هو التأثير الذي نتوقعه. لذا ربما يجب عليك اعطاء الفرصة لطفلك ليدرس المادة التي يريدها. واذا ما منحته الثقة والمهارات التي يحتاج اليها اثناء مرحلة النمو ، سيكون قادراً على تحويل أي خيارات دراسية او نتائج اختيارات الى مسار مهني يحبه ، وسيكون سعيداً بذلك.
عليك ان تسانده في قراراته ، حتى ان كنت تشك أنها الاختيار السليم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|