المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

قانون غاي لوساك: الضغط ودرجة الحرارة
11-7-2020
طرق تحمّل الرواية / السماع.
2023-12-12
السنن الإلهية
8-11-2018
التكاثر في الخوخ
6-1-2016
فوران غازي gassing
13-7-2019
نشأة الرأي العام في مصر
2023-05-16


فضيحة وضّاعي الحديث  
  
3513   03:57 مساءً   التاريخ: 21-05-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص492-494.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / التراث الجواديّ الشريف /

روي أنّ المأمون بعد ما زوّج ابنته أُمّ الفضل أبا جعفر الجواد (عليه السَّلام) كان في مجلس وعنده أبو جعفر الجواد ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة، فقال يحيى للإمام: ما تقول يا ابن رسول اللّه في الخبر الذي روي أنّه نزل جبرئيل على رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وقال يا محمد: إنّ اللّه عزّوجلّ يقرئك السلام ويقول لك سل أبا بكر هل هو عني راض فإنّي عنه راض ؟! فقال أبو جعفر الجواد (عليه السَّلام) : لست بمنكر فضل أبي بكر، ولكن يجب على صاحب هذا الحديث أن يأخذ مثال الخبر الذي قال رسول اللّه في حجة الوداع : قد كثرت عليّ الكذابة وستكثر، فمن كذب علي متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب اللّه وسنّتي، فما وافق كتاب اللّه وسنّتي فخذوا به، وما خالف كتاب اللّه وسنّتي فلا تأخذوا به وليس يوافق هذا الخبر كتاب اللّه، قال اللّه تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } [ق: 16] فاللّه عز وجلّ خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل عن مكنون سره، هذا مستحيل في العقول!! .

ثمّ قال يحيى بن أكثم وقد روي أنّ مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء .

فقال الإمام: وهذا أيضاً يجب أن ينظر فيه، لأنّ جبرئيل وميكائيل ملكان للّه مقرّبان لم يعصيا اللّه قطّ ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة، وهما قد أشركا باللّه عزّ وجلّ وإن أسلما بعد الشرك و كان أكثر أيامهما في الشرك باللّه، فمحال أن يشبههما بهما!! .

وقال يحيى: وقد روي أيضاً أنّهما أبا بكر و عمر سيدا كهول أهل الجنة، فما تقول فيه ؟

فقال (عليه السَّلام) : وهذا الخبر محال أيضاً، لأنّ أهل الجنة كلّهم يكونون شباباً ولا يكون فيهم كهل حتى يكون أبو بكر وعمر سيداهم و هذا الخبر وضعه بنو أُمية لمضادّة الخبر الذي قال رسول اللّه في الحسن والحسين بأنّهما سيدا شباب أهل الجنة .

فقال يحيى: وروي أنّ عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة .

فقال (عليه السَّلام) : وهذا أيضاً محال، لأنّ في الجنة ملائكة اللّه المقربين وآدم ومحمد وجميع الأنبياء والمرسلين لا تضيء بأنوارهم حتى تضيء بنور عمر!! .

فقال يحيى بن أكثم: وقد روي أنّ السكينة تنطق على لسان عمر أي كلّ ما يقوله عمر فهو من قبل الملائكة فقال (عليه السَّلام) : لست بمنكر فضائل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر، فقال على رأس المنبر: انّ لي شيطاناً يعتريني فإذا ملت فسدّدوني .

فقال يحيى: قد روي أنّ النبي (صلى الله عليه واله) قال: لو لم أُبعث لبعث عمر .

فقال (عليه السَّلام) : كتاب اللّه أصدق من هذا الحديث يقول اللّه في كتابه: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ} [الأحزاب: 7] فقد أخذ اللّه ميثاق النبيين، فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه؟! وكان الأنبياء (عليهم السَّلام) لم يشركوا طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيّامه مع الشرك باللّه؟! وقال رسول اللّه نبِّئت وآدم بين الروح والجسد .

فقال يحيى: و قد روي أنّ النبي (عليه السَّلام) قال: ما احتبس الوحي عني قط إلاّظننته قد نزل على آل الخطاب .

فقال (عليه السَّلام) : وهذا أيضاً محال، لأنّه لا يجوز أن يشك النبي في نبوته قال اللّه تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [الحج: 75] فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه اللّه تعالى إلى من أشرك به .

 

قال يحيى: روي أنّ النبي (صلى الله عليه واله) قال: لو نزل العذاب لما نجا منه إلاّ عمر.
فقال (عليه السَّلام) : وهذا محال أيضاً انّ اللّه تعالى يقول: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33] فأخبر سبحانه أن لا يعذب أحداً مادام فيهم رسول اللّه وما داموا يستغفرون اللّه .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.