وليس معنى ان تحتوي بداية النشرة ونهايتها على الاخبار الهامة ان يخلو وسط النشرة من مثل هذه الاخبار ويصير هناك الهبوط التدريجي بين البداية والوسط، ولكننا يجب ان نستخدم طريقة (تكرار الذروة) حتى نضمن متابعة المستمع والمشاهد من بداية النشرة حتى نهايتها، بمعنى ان توزع الاخبار الهامة بين فقرات النشرة المختلفة، فتصبح الاخبار التي تحتويها من حيث الاهمية كالأمواج المتتابعة، ترتفع ثم تنخفض، ثم ترتفع مرة اخرى... وهكذا، على ان هناك مجموعة اخرى من العناصر لابد من مراعاتها في ترتيب النشرات الاخبارية.

فلابد من أن يكون هناك توازن بين الاخبار المحلية والاخبار الاقليمية والاخبار العالمية، على النحو الذي اشرنا اليه في حديثنا عن اختيار الاخبار ولقد جرت العادة قديما في بعض الخدمات الاذاعية على تقسيم النشرة بحيث تحتوي على التوالي على الاخبار المحلية ثم الاقليمية ثم القومية ثم العالمية، ولكن عدل معظمهما عن هذا التقليد اخذا بمبدأ الاهمية بالنسبة للجمهور بصرف النظر عن الموقع الجغرافي للخبر، بشرط مراعاة التوازن بين هذه النوعيات وهي مسألة تقديرية بطبيعة الحال تخضع لظروف الاخبار في كل يوم.

ولابد ان يراعى أيضاً ان تترابط الاخبار مع بعضها البعض، فالخبر الخاص برد فعل حدث معين لابد ان يتلو الخبر الخاص بهذا الحدث بصرف النظر عن البعد المكاني بين مكان الحدث ومكان رد الفعل، وقد يكون الترابط في التشابه بين موضوعات الاخبار او التناقض الذي تحمله.

ولابد ان تكون هناك فترة راحة بين الاخبار الجادة التي تتطلب تركيزا شديدا من المتلقي، فلا تتزاحم هذه الاخبار الواحد تلو الآخر الامر الذي يؤدي الى ارهاق المستمع او المشاهد، بل يجب ان تتخللها اخبار انسانية بشرط وصولها الى درجة معقولة من الاهمية.

وهناك اعتبار اخير بالنسبة لنشرة اخبار التلفزيون يتمثل في ضرورة ايجاد توازن في ترتيب النشرة من حيث توزيع الاخبار المقروءة غير المصورة، وتلك التي تصاحبها افلام.. فلا ينبغي مثلا ان يزدحم الجزء الاول من النشرة بأخبار غير مصورة نظرا لأهميتها ثم تتكدس الاخبار المصورة في الجزء الاخير من النشرة، بل لابد ان تتوزع الاخبار كذلك بالنظر الى اهميتها التلفزيونية اي المرئية.