العوامل الوراثية

  وتتناول فيه دراسة ابداعات الأنسان في مكافحة هذه الافات والأمراض النباتية والحيوانية  عن طريق اهم الابتكارات التي توصل اليها فقد قام بعملية التحسين الوراثي للأجناس النباتية والحيوانية من اجل التغلب على كثير من مسببات الأمراض وخلق جيل جديد قادر على مواجهة هذه الأمراض ، فعلى سبيل المثال قام الأنسان بتطوير زراعة المحاصيل عن طريق التطعيم والتركيب النباتي فمثلا تمت معالجة مرض الذبول الذي اصاب محاصيل المطاط في قارة امريكا الجنوبية في حوض الأمازون عن طريق تركيب شجرة مطاط غزيرة الإنتاج منقولة من خارج القارة الى جذور اشجار قليلة الانتاج لكنها ذو مناعة لهذا المرض وبعد فترة تقطع قمتها النامية ويعاد تركيب شجرة المطاط المحلية على جذع الشجرة المستوردة وبهذا تكون شجرة متكونة من ثلاث اجزاء جذعها وجذورها وقمتها النامية وفروعها تنمو في موطنها الأصلي ، اما جزؤها الأوسط فهو مهاجر ومستورد ولذلك تكون ذو انتاجية عالية وذات مقاومة للمرض وانتاج البذور السليمة القوية.

  وبالإضافة الى طريقة التركيب فقد قام الانسان بتهجين اصناف جديدة من المحاصيل الزراعية مقاومة للأمراض من خارج المنطقة  كما فعل المزارعين الأمريكان باستيراد اصناف جديدة من محصول القمح وزراعتها في الولايات المتحدة لمقاومة مرض صدأ القمح والحد من انتشاره ، وكذلك استخدم الأنسان المكافحة البايلوجية للقضاء على بعض الحشرات والطفيليات والأمراض ، فعلى سبيل المثال ادخل الأمريكان الى ولاية كالفورينيا خنفسة فيديلا (Vedela beetle ) المستوردة من القارة الأسترالية للقضاء على بيوض ويرقات الحشرة  القشرية القطنية وهي من الآفات الخطرة  التي تصيب اشجار الحمضيات وتعد هذه المكافحة نوع من التوازن البيولوجي الذي يحد من تدخل الأنسان فيه.

   والى جانب الخسائر التي يتعرض لها الإنتاج الزراعي بسبب الأمراض والآفات الزراعية فقد تعرض الأنسان  هو الآخر بكثير من الأمراض ومنها الأمراض المشتركة والتي حدت من نشاطاته في الزراعة فقد تعرض كثير من مزارعي الباكستان والهند وبنكلادش ودول جنوب شرقي آسيا والدول الأفريقية الى امراض الكوليرا  والملاريا والبلهارسيا وغيرها، ولكن التطور العلمي في الوقت الحاضر فقد حد من انتشارها من خلال تهيئة الأمصال المضادة لها .