أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1614
التاريخ: 8-10-2014
1404
التاريخ: 8-10-2014
1583
التاريخ: 8-10-2014
1536
|
قال تعالى : {وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ } [ق : 14]
إنّ «تبعاً» كان لقباً عاماً لملوك اليمن ، ككسرى لسلاطين إيران ، وخاقان لملوك الترك ، وفرعون لملوك مصر ، وقيصر لسلاطين الروم.
وكانت كلمة (تبع) تطلق على ملوك اليمن من جهة أنّهم كانوا يدعون الناس إلى اتباعهم ، أو لأنّ أحدهم كان يتبع الآخر في الحكم.
لكن يبدو أنّ القرآن الكريم يتحدث عن أحد ملوك اليمن خاصة ـ كما أنّ فرعون المعاصر لموسى (عليه السلام) ، والذي يتحدث عنه القرآن كان معيناً ومحدداً ـ وورد في بعض الرّوايات أنّ اسمه «أسعد أبا كرب».
ويعتقد بعض المفسّرين أنّه كان رجلاً مؤمناً ، واعتبروا تعبير «قوم تبّع» الذي ورد في آيتين من القرآن دليلاً على ذلك ، حيث أنّه لم يُذَمّ في هاتين الآيتين ، بل ذُم قومه ، والرّواية المروية عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شاهدة على ذلك ، ففي هذه الرواية أنّه قال : «لا تسبّوا تبّعاً فإنّه كان قد أسلم» (1).
وجاء في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «إن تبّعاً قال للأوس والخزرج : كونوا ها هنا حتى يخرج هذا النبي ، أمّا لو أدركته لخدمته وخرجت معه» (2).
وورد في رواية أُخرى : إنّ تبعاً لما قدم المدينة ـ من أحد أسفاره ـ ونزل بفنائها ، بعث إلى أحبار اليهود الذين كانوا يسكنونها فقال : إنّي مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية ، ويرجع الأمر إلى دين العرب.
فقال له شامول اليهودي ـ وهو يومئذ أعلمهم ـ. أيها الملك إنّ هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل ، مولده بمكّة اسمه أحمد. ثمّ ذكروا له بعض شمائل نبيّ الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال تبّع ـ وكأنّه كان عالماً بالأمر ـ : ما إلى هذا البلد من سبيل ، وما كان ليكون خرابها على يدي(3).
بل ورد في رواية في ذيل تلك القصة أنّه قال لمن كان معه من الأوس والخزرج : أقيموا بهذا البلد ، فإنّ خرج النّبي الموعود فآزروه وانصروه ، وأوصوا بذلك أولادكم ، حتى أنّه كتب رسالة أودعهم إياها ذكر فيها إيمانه بالرّسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) (4).
ويروي صاحب أعلام القرآن أنّ تبّعاً كان أحد ملوك اليمن الذين فتحوا العالم ، فقد سار بجيشه إلى الهند واستولى على بلدان تلك المنطقة. وقاد جيشاً إلى مكّة ، وكان يريد هدم الكعبة ، فأصابه مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه.
وكان من بين حاشيته جمع من العلماء ، كان رئيسهم حكيماً يدعى شامول ، فقال له : إنّ مرضك بسبب سوء نيتك في شأن الكعبة ، وستشفى إذا صرفت ذهنك عن هذه الفكرة واستغفرت ، فرجع تبع عما أراد ونذر أن يحترم الكعبة ، فلما تحسن حاله كسا الكعبة ببرد يماني.
وقد وردت قصّة كسوة الكعبة في تواريخ أُخرى حتى بلغت حد التواتر. وكان تحرك الجيش هذا ، ومسألة كسوة الكعبة في القرن الخامس الميلادي ، ويوجد اليوم في مكّة مكان يسمى «دار التبابعة» (5).
وعلى أية حال ، فإنّ القسم الأعظم من تأريخ ملوك التبابعة في اليمن لا يخلو من الغموض من الناحية التاريخية ، حيث لا نعلم كثيراً عن عددهم ، ومدّة حكومتهم ، وربّما نواجه في هذا الباب روايات متناقضة.
_______________________
1- مجمع البيان ، ج9 ، ص 66 ذيل الآية مورد البحث ، وأورد نظير هذا المعنى في تفسير الدر المنثور ، وكذلك ورد في تفسير روح المعاني ، ج 25 ، ص 116.
2- تفسير مجمع البيان ذيل الآية مورد البحث.
3- روح المعاني ، ج 25 ، ص 118.
4- المصدر السابق.
5- اعلام القرآن ، ص257 ـ 259 (بتلخيص).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|